طبيب يكشف.. بسطاء يكابدون العمى عشرات السنين بسبب مياه بيضاء

> الحوطة «الأيام» خاص

> الطبيب يسرد تفاصيل عملية استعاد بها بصر شابة ظلت كفيفة 20 عاما
> كشف المتخصص في جراحة العيون د. صالح حسن زين، عن حالات قال إنها تكابد العمي عشرات السنين بسبب مياه بيضاء تتطلب عمليات سهلة، غير أن الإهمال وإمكانات ذوي المرضى تجبر المصابين على العيش دون بصر عقودًا من الزمن.
د. صالح حسن زين
د. صالح حسن زين


وقبل الإفصاح عن الحالات سرد د. صالح حسن قصة شابة ظلت كفيفة لمدة عشرين عامًا، واستطاع مؤخرًا إجراء عملية لها وأعاد لها بصرها.

وقال "رندا حسين 22 عامًا من اليمن لحج مديرية تبن دار المناصرة (طالبة جامعية سنة ثالثة لغة عربية تدرس مع من يقودها ويقرأ عليها المنهج وأسئلة الامتحانات ويكتب لها الأجوبة، وحافظة أربعة أجزاء من القرآن الكريم) هي تعاني من عمى بسبب وجود مياه بيضاء خلقية بالعينين، أهملت منذُ طفولتها، وكان من المفترض أن تجرى لها العملية منذُ ذلك الحين، لكن ظروف الأسرة منعت ذلك، وبعد أن كبرت تصعب العملية وتقل فرص الاستفادة من العملية مع صعوبة في إجراء العملية عند كثير من الأطباء، وكانوا يخبرونها أنه لا يوجد أمل من العملية، أحبطت رندا وأحبطت الأسرة.

بعد الإعلان عن مخيم مجاني في مديرية تبن بمحافظة لحج من قبل جمعية الخير الإنسانية الكويتية ومنظمة الغد المشرق ومؤسسة العيون الطبية أحضرت رندا حسين إلى مكان الفحص، وحظيت بعناية خاصة بحكم كفافها وصغر سنها".

وأضاف "بعد فحصي الكامل للمريضة اكتشفتُ أنه توجد نسبة نجاح كبيرة لها، أخبرتُ أُمّها وأقنعتُ البنت بأني سأعمل عملية لها، وكانت نوع العملية هي (عملية سحب المياه البيضاء وزراعة عدسة) .الحمد لله أُجريت لها العملية بتخدير موضعي (قطر للعين فقط) حتى أرى نتيجة العملية بعد فترة وجيزة؛ لكونها من منطقة بعيدة ولا أستطيع متابعة حالتها بسهولة، وأجريتُ العملية بأحاسيسي ومشاعري قبل أن أستخدم أجهزتي وأدواتي المعتادة، وتمت العملية بحمد الله بدون أي مضاعفات، وبعد ساعتين اختبرتُ الإبصار، وكانت النتائج حسب توقعاتي؛ حيث أبكتنا وأبكت الجميع، ولم أستطع منع نزول الدمع من عينيّ على الرغم من تظاهري بالقوة والجلد، وهذه اللحظات أول مرة في حياتي أصادفها وأول مرة أرى دموعًا وبكاءً من غير حزن".

وتابع "أمس رندا تتصل عليّ وطمأنتني على نفسها، وقالت لي ثلاثة أيام منذُ ولدتُ فقط بعد أن تعرفتُ عن سكني وأهلي، وتعرفت على أدواتي وكتبي التي كانت تصاحبني ولم أعرفها من قبل.. طبعًا هذه العملية كنت مستعدًا لها منذُ أسبوع عندما قررت لها العملية، حتى أولادي وأسرتي وزملائي أخبرتهم بحالتها، وأن عودة نظرها مرهون بمغامرتي معها، وكنت متأكدًا من النتيجة مع تخوف بسيط، وكان أولادي أول من اتصل عليّ يسألونني عن مصيرها وأخبرتهم بالخبر السار الذي أثلج صدور الكثير فرحًا وسرورًا".

الطبيب يسرد تفاصيل عملية استعاد بها بصر شابة ظلت كفيفة 20 عاما
الطبيب يسرد تفاصيل عملية استعاد بها بصر شابة ظلت كفيفة 20 عاما

وكشف عن حالات مماثلة يكابد أصحابها العمى بسبب عدم قدرتهم على تكاليف العملية قائلًا "هناك كثير من الرندوات غير قادرات على تكاليف العمليات ويتحملن العمى، بسبب عزة نفوسهم على ألّا يسألوا الناس، وهناك حالات يقطعْن القلب وتشيب لها الرؤوس ونقف عاجزين عن مساعدتها".

وقال "صادفت بنتًا 14 عامًا في الحديدة بمديرية الخوخة تعاني من عمى في أحد عينيها بسبب وجود مياه بيضاء وتحتاج عملية تحت التخدير العام، مما يتطلب نزولها عدن لإجراء العملية، أخبرت والدها بإنزالها عدن وأن العملية مجانية لكن صدمني أنه لا يستطيع؛ لأنه لا يملك أجرة المواصلات إلى عدن وأجرة الإقامة ثلاثة أيام.

وأضاف "حالة بنت 31 سنة من مديرية الأزارق بالضالع أجريت لها عملية ورأت النور وبكت، لكن لم يكن بكاء فرح، إنه بكاء ندم؛ سألتها لماذا؟ قالت يا ليتني أحضرت أختي معي تعمل عملية؛ حيث وهي تعاني مثلي منذُ خمس سنوات، وإن أخانا يقوم بخدمتنا، فأبكتنا جميعًا".

وتابع "رجل 55 سنة ممن يجلسون على الطرقات لأعالة أسرهم بما جاد به أهل الخير عليهم لا يرى سوى 3 أمتار، فحصته وأنا مارٌّ على الخط وأخبرته أنه يحتاج عملية جراحية وأني سأعمل له العملية مجانًا! لكن سألني كم تحجبني في البيت؟ قلت له أسبوعين! قال لا أستطيع لأني العائل الوحيد ل8 أطفال من يأكلهم خلال أسبوعين. وهناك حالات كثيرة مشابهة نصادفها كل يوم، والأكثر من هذا العدد الذي لم نصادفه وهم حبيسو الجدران، نسأل الله أن يعيننا على مساعدتهم والوصول إليهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى