​هيئات الإغاثة تسعى إلى إطعام ملايين الجياع في هدنة رمضان

> «الأيام» رويترز:

>
من المتوقّع أن يتفاقم سوء التغذية الذي يعاني منه أطفال اليمن في حال استئناف القتال أو عدم انتظام تمويل المساعدات الإنسانية.

تقول مديرة شؤون اليمن في المجلس النرويجي للاجئين، إيرين هتشينسون، إنّ "الفوائد المترتّبة على الهدنة في أسابيعها الأولى كبيرة بالفعل". فقد تمكّنت المجموعة من تقديم مساعدات لـ 12 ألف شخص في إحدى مناطق محافظة حجة (شمال غرب) التي لم يصل إليها أحد منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

جياد جلال طفل يمني يبلغ من العمر عامًا واحدًا، يعاني من هزال ونقص في النموّ نتيجة سوء التغذية الحاد. وتبدو على جلده علامات التجفاف، في حين تنتؤ جمجمته وعظام أطرافه من شدّة النحول. ويعيش جياد مع عائلته في مخيّم "الخديش" المؤقت للنازحين بمحافظة حجة، إحدى أفقر مناطق اليمن. وهو واحد من 2.2 مليون طفل دون الخامسة، من بينهم 538 ألفًا يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين قدّرت الأمم المتحدة، قبل وقف إطلاق النار الأخير، أنّ حالتهم سوف تتدهور إلى سوء التغذية حرج هذا العام.

خبر زهرة أحمد، جدّة جياد، وكالة "رويترز": "نأكل فقط ما يمكننا الحصول عليه من وكالات الإغاثة. قمح وفاصوليا وأغذية مماثلة. وإذا لم نتلقّ الطعام، فإنّنا نأكل في بعض الأيام ونجوع في أيام أخرى". تضيف: "نحن محاصرون بين الجوع والتعب. انظروا إلى الأطفال"، وهي تشير إلى جياد الصغير الذي يعجزون عن تحمّل تكاليف نقله إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج.

وقد أظهرت بيانات الأمم المتحدة في شهر مارس الماضي، أنّ مشكلتَي الجوع وسوء التغذية تفاقمتا هذا العام، متوقّعة أن تصل أعداد اليمنيين غير القادرين على تأمين الحدّ الأدنى من الغذاء إلى مستوى مرتفع جديد يبلغ 19 مليونًا ما بين يونيو وديسمبر 2022، علمًا أنّه يسجّل حاليًا 17.4 مليونا. ووفقًا لتحليل برنامج "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" التابع للأمم المتحدة، فإنّ عدد الذين يواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة قد يرتفع من 31 ألفًا إلى 161 ألف شخص.

وفي المهرة، شرقي اليمن، راحت نساء في مخيّم للنازحين يشعلنَ النار في الهواء الطلق، ويقلينَ كرات العجين كي يمضغها الأطفال، فيما يضعنَ الخبز في أفران الطين الساخنة. فاطمة قايد واحدة من هؤلاء، وهي أمّ لعشرة أطفال، تقول لوكالة "رويترز": "نحن الكبار علينا التحلّي بالصبر وتحمّل الجوع لإطعام الأطفال. لو تعلمون كم أنا متعبة لأنّني لا أطعم إلا أطفالي". وتشير إلى أنّهم لا يتلقّون مساعدات إلا مرّة واحدة في العام، في خلال شهر رمضان، ويشترون الطعام عن طريق جمع العبوات البلاستيكية وبيعها، أمّا اللحوم فمن النادر الحصول عليها.

من جهتها، تطعم سهام عبد الحكيم، وهي أمّ لأربعة أطفال، صغارها سكّرًا مُذابًا في الماء، لأنّها عاجزة عن الحصول على حليب. وتقول: "عندما أكون حاملًا، لا أتناول الطعام تقريبًا... فقط خبزًا وشايًا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى