الأهرام: التسوية باليمن دون حسم معركة الهوية ستظل حلا منقوصا

> «الأيام» غرفة الأخبار :

> يرى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إنهاء الصراع المسلح في اليمن بتسوية سياسية قبل حسم "معركة الهوية"؛ سيقود إلى تسوية مهددة ما لم يؤدِ بتمكين هويات أخرى، في مقدمتها الهوية الحوثية الدخيلة، على حساب الهوية الوطنية.

ولفت أحمد عليبه، باحث في المركز، إلى أن اليمنيين يخوضون اليوم معركتين متوازيتين: الأولى، هي معركة "السلاح"، والثانية هي معركة "الهوية"، مشيرًا إلى محاولات الحوثي الحثيثة لتجريف هوية البلاد.

وشدد على أن "فرضية إنهاء الصراع المسلح عبر تسوية سياسية ستظل فرضية منقوصة إن لم تحسم معركة "الهوية"، بل ستقود في الأخير إما إلى تسوية مهددة، أو "تمكين" الهويات المتصارعة على الهوية الوطنية".

وذكر الباحث أن عبارة "تجريف المشروع الحوثي لهوية الدولة الوطنية فى اليمن" كانت من أكثر العبارات ترددًا خلال المشاورات اليمنية - اليمنية الأخيرة، معتبرًا ذلك بأنه مؤشر غاية فى الخطورة.

وتطرق عليبه، إلى تمدد المشروع الحوثي بمظاهره المذهبية على مدار ثماني سنوات تقريبًا منذ انقلاب سبتمبر، واشتغاله على طمس الهوية الوطنية ليحل في مكانها هوية مشروعه ذات "الطبعة الإيرانية".

وقال: "فكرة أعداء الأمة التي أصَّل لها الحوثي حديثًا تقاطعت بطبيعة الحال مع النهج الإيراني مبكرًا قبل خوض الحروب الستة فى اليمن (2004 – 2010) بل إن البعض يضعها فى سياق تاريخي يلي قيام الثورة الإيرانية مباشرة، فى إطار مشروعها لتصدير الثورة".

وعلى الرغم من أن مؤتمر الحوار اليمني فى الرياض أعاد الاعتبار لفكرة الدولة الوطنية فى حد ذاتها، وهي خطوة أوّلية تظل بحاجة إلى البناء عليها لصياغة مشروع يمكن أن يقارع المشروعات الأخرى، باستثناء المشروع الحوثي العابر "لهذه الإشكالية فعليًا خاصة أنه يتأسس على نمط النظام الإيراني "مرشد ورئيس".

"ومن المتصور أن هذه الجزئية قد تكون نقطة الضعف الرئيسة فى الطبعة الحوثية وتطورها المرحلي، لا سيما وأنها أصبحت أسيرة المشروع الإقليمي الإيراني، الداعم لها سياسيًا وعسكريًا".

وكثيرًا ما يشير مراقبون يمنيون، وفقًا لعليبه، "إلى مقاربة الإمامة والجهل، وأن المشروع الحوثي لإحياء "الإمامة"، بطبيعة الحال، هو مشروع ظلامي لمن قدموا من كهوف "صعدة" وليس لديهم القدر أو الحد الأدنى من التعليم التقليدي، ويرون فى مشروعهم الأيديولوجي "المسيرة القرآنية" بديلًا للعلم والمعرفة". وفقًا للبحث.

وكنتيجة لتمدد المشروع الحوثي الإمامي "هناك أكثر من ميلوني طفل فى سن التعليم خارج المدارس وفقًا لأحدث تقارير اليونيسيف، وبالتالى هم أدوات جيدة فى خدمة المشروع الحوثي، يدفع بهم إلى جبهات الحرب، ويعبِّئون فكريًا بالمنهج الحوثي فى الوقت نفسه".

وفي واقع الأمر، يتابع الباحث، "لا يوجد فارق جوهري بينهم وبين من التحقوا بصفوف الدراسة، فالمناهج التعليمية ما هي إلا انعكاس للفكر نفسه، كما تحولت المدارس إلى أحد مصادر تجنيد المقاتلين من الجنسين، حيث يتم إلحاق البنات بدورة "الزينبيات" ويتم تأهيل الكثيرات منهن للقيام بدور فى هذا المشروع".

وانتقل الأمر من المدارس إلى الجامعات، التي أغلق البعض منها، فيما أخضع البعض الآخر لخدمة المشروع الحوثي، وبالتالي أضاعت هذه الحرب جيلًا كاملًا، وهو ما سيكون له آثاره الكارثية فى المستقبل، بغض النظر عن نهاية الحرب من استمراريتها.

من اللافت أيضًا تنامي المظاهر المذهبية، وفرضها بقوة السلاح، فى صنعاء وخارجها، خلال شهر رمضان الجاري، حيث منعت صلاة "التراويح" فى العديد من المساجد وأحد المساجد شهد معركة مسلحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى