> «الأيام» الأهرام
يرى مراقبون أن الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية في اليمن وأدت إلى تراجع منسوب الدعم الدولي، وهو ما أدى إلى زيادة الحاجة لتوفير سبل الدعم الإنساني الدولي لاسيما تحت وطأة المعاناة الإنسانية الموجود بهذا البلد الذي يعتبر الأفقر بالجزيرة العربية.
ووفقا لآخر الإحصائيات يفوق عدد الأشخاص المحتاجين للغذاء في اليمن 17 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد البالغ تعدادهم 30 مليون نسمة. وفي أبريل الماضي تحصّل أكثر من 7 ملايين شخص في 6 محافظات خاضعة لسيطرة الحكومة على حصص غذائية قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد الذي تولى مؤخرًا قيادة دولة الإمارات خلفًا لأخيه خليفة الذي توفيّ في بداية مايو الجاري.
وتحتل أبو ظبي المرتبة الأولى على قائمة المانحين لليمن في مختلف المجالات، حيث أنفقت خلال السبع سنوات الماضية ما يقرب من 23 مليار دولار في دعم اليمن بشكل مباشر، كما قدمت التمويل لبرامج إغاثية وإنسانية تنفذها وكالات الأمم المتحدة التي تقول إن الإمارات كانت أكبر المانحين الإنسانيين لليمن، إذ يُعوّل دائمًا على الدعم الخارجي لتوفير الغذاء لملايين الأشخاص في اليمن نتيجة انهيار المنظومة الاقتصادية وتفشي الجوع بمستويات فظيعة.
وينظر المسئولون اليمنيون إلى أبوظبي كحليف رئيس إلى جانب السعودية التي تقود تحالفًا عسكريًا في اليمن تشارك فيه الإمارات، والأخيرة تدخلت كوسيط في اتفاق الرياض الذي أوقف النزاع في محافظة أبين، وقلّص منسوب التوتر بين الفرقاء في المعسكر المناهض للحوثيين، وقد حضر محمد بن زايد مراسم التوقيع في الرياض في نوفمبر 2019 إلى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وركزت أبوظبي بشكل مكثف عبر أذرعها الإنسانية على دعم قطاعات حيوية مثل الكهرباء والمياه والصحة وتوفير مختلف الخدمات، وتمكنت من إعادة منظومة الخدمات بشكل كبير عقب تحرير العاصمة اليمنية المؤقتة عدن عام 2015 .