​للقيادة السياسية أفيقوا !

> بدر بالعبيد

>
* تأهل المنتخب السوري الأول لكرة القدم ، كأول المنتخبات العربية إلى التصفيات النهائية لأمم آسيا 2023م ، قبل أن يتدهور حاله الفني لاحقا ، وعند تراجعه فنيا وخسارته أمام لبنان قام أ . حاتم الغائب الرئيس ، ومجلس الإدارة ، بتقديم استقالاتهم على الفور ، وشكلت لجنة مؤقتة لتسيير شؤون كرة القدم السورية ، تقود المرحلة، وتحضر للإنتخابات القادمة، برئاسة الأمين العام للإتحاد توفيق سرحان ، وعضوية أحمد قوطرش ، ونبيل السباعي ، وياسر لبابيدي ، وعبد الحميد الخطيبن لم ينتظروا حملات إعلامية منددة بما حصل ومطالبات .. كما ندرك جيداً أن مثل هذه القيادات تستشعر المسؤولية الأخلاقية أولاً ، ثم تدرك أن هناك جهات أعلى ستحاسبها ، لأن هذا المرفق متنفس شعب وممثل بلد ومستقبل أجيال ، وسوريا تعلم ، وأنا أعلم ، ويعلم الجميع عزيزي القارئ ، بأنها تمر بحالة حرب منذ سنوات ، وأنها ليست بأفضل حال من شقيقاتها اليمن والعراق، ومع ذلك هذه ليست أول عملية تغيير في الاتحاد ، بل تكاد تكون الثانية تواليا.

 * قبل عامين فقط من الآن تقدم المكتب التنفيذي للإتحاد العراقي الرئيس عبد الخالق مسعود ، ونائبه علي جبار والأعضاء يحيى كريم وعلي الأسدي ويحيى زغير وكامل زغير ومالح مهدي وغالب الزاملي وإحسان الزيرجاوي بالإضافة إلى أمين السر طارق أحمد بتقديم استقالاتهم للفيفا ، نظراً لوضع العراق غير المستقر .. أما سبب الاستقالة حسب المعلن ، فيكمن في تقدم السيد عدنان درجال بدعوى قضائية ضد اتحاد الكرة اتهمهم بإبعاده عن الانتخابات، والتلاعب بالأنظمة الداخلية للإتحاد.

 * في عام 2019 عقب خروج منتخب مصر من دور الـ 16 لكأس الأمم الأفريقية ، تم حل مجلس اتحاد الكرة رسمياً ، بعد تقدم أ . هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة باستقالة رسمية وتبعه كل من سيف زاهر وحازم إمام وخالد لطيف وعصام عبد الفتاح وأحمد مجاهد ودينا الرفاعي ومحمد أبو الوفا ثم أحمد شوبير نائب رئيس المجلس.

 * دوافع وأهداف من يتقدمون بالإبتعاد عن المشهد بمحض اختيارهم ، حال الإخفاق ، أو عدم التوفيق لأي سبب كان ، هو قطعاً إيمان بأن هناك أهدافاً ومبادئ ، وهناك قيم وهناك صفحات تاريخ لن ترحم أحداً ، وكذلك حساً وطنياً ، وسمواً نفسياً بإتاحة الفرصة للآخر . أما دوافع من يُستبعد ، فتلك قيادات سياسية عليا ، يهمها إسم بلدانها ، ويهمها شبابه ورياضييه ، وتحرص على رفع راياتها خفاقة في المحافل الدولية ، فلا صوت يعلو فوق صوت الانجاز .. وهكذا تتقدم الشعوب ، وترتقي الأمم.

 * تسربت قبل أيام أخبار تتحدث عن التغيير في اتحاد الكرة اليمني بعد فترة قضاها مالكوه ، تجاوزت العقدين من الزمن ، وابتهج الشارع الرياضي بهذه السخافة المفتعلة للمعمر اليمني ، ولا ألوم هذا الشارع ، فهو قليل الحيلة ، ولا يستطيع أن يغير من الواقع شيئاً إذا كان رئيس الدولة ونوابه ، وحكومات اليمن (سابقاً ولاحقاً ومستقبلاً) ، ربما لم ، ولن يجرؤا ، ولو بالحديث حتى مع رئاسة الاتحاد الذي هو جزء من الحكومة وعملها السياسي بكل آسف ، لذلك يحاولون الابتهاج وتصديق أي خبر يخفف من وطأة الهم الجاثم على صدورهم والمتربع على قلوبهم.
 * وبالمقابل ابتزاز الاتحاد اليمني لكرة القدم ، بملف عدم التدخل في شؤونه ، مع أن تلك حلولها أكثر عدداً من شعر رأسي ، الشعيرات المتبقية طبعا ما عليكم من الصلع الجزئي.

أختم : ترك الأولمبية اليمنية واتحاد الكرة يسرحان ويمرحان حاملين في أيديهم نصوص المنظمات الدولية بعدم التدخل في شؤونهم ، وتفاخرهم بمنجزات وهمية تافهة ، لا ترتقي لماهية المهام المنوطة بهم ، ولا توازي الوقت الذي منحوه وتحججهم بوضع البلد ، عجز ضمني للقيادة السياسية في البلد ، وانحياز لدوائر الفساد ضد الشباب والرياضيين ، والشعب قاطبة ، فللقيادة أقول : أفيقوا لم يتبق لشعبكم ، سوى هذا المرفق ، وتلك النافذة ، ليتنفسوا الحياة ، لا تكونوا عوناً على قتلهم وقبر أحلامهم البسيطة .. أناشدكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى