​كفوا عــن عــدن وفكـوا حصـار تـعــز

>
كان الواجب من الناحية الإنسانية والأخلاقية أن تكون أهم وأول مطالب الشرعية في اجتماعات (الهدنة) وحتى الحوثية فك حصار تعز.

تعز هي قلب اليمن لم تستفد من الوحدة كما هي عدن غير سيطرة الإخوان عليها.

تعز المدينة الحالمة حاملة راية التقدم والثقافة والنور، المدينة التي ظلمت في عهد الإمامة والوحدة، وقد اختار أبناؤها خلع لباس القبيلة والتخلف، ولبسوا ثياب الثقافة والتسامح والبناء، وتنازلوا عن كل شيء إلا الكرامة والثقافة والعلم، ترى أبناءها فقراء لكن ما إن يتحدثوا تعرف أنهم من أغنى الناس في يمن العروبة.

سيطرت عليها تيارات (الفتنة) والتمكين، وحقدت عليها تيارات التخلف والتجهيل، وأبت إلا أن تنتفض وتبقى هي الإنارة والمنارة في الشمال المريضة بكل أنواع السقم.

وبدلًا أن تتوجه كل الهمم لفتح حصار تعز دفعت الشرعية بتمويل آلة الحرب الحوثية، بفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء و (انبطحت الشرعية) أمام كل مطالب الحوثي ونسوا (تعز) تلك المدينة الجميلة التي دمرها وحقد عليها (تيار الفتنة)، وحولوها إلى مدينة أشباح.

منذ الوحدة كانت عدن تحت الحصار ومازالت، وعمل تيار (الفتنة) بكل الوسائل لتدميرها من (الفتوى) التي كفرت أهلها، إلى شركة (المنقذ) التي نهبت أراضيها حتى سيطرت غزاتها على مصادر ثروتها من مصفاة عدن إلى بحارها الزاخرة.

والحقد الدفين ظهر في اغتيال أبنائها من جميع المشارب السياسية، وأحالت كوادرها إلى التقاعد والمحاولة المستميتة إلى تركيع أهلها.

أبت عدن الشامخة شموخ جبالها إلا المقاومة وقدمت الغالي والنفيس للوحدة، واليوم يعاقب أهلها عقابا جماعيا في حرمانهم من الكهرباء والماء والرواتب، وقد حاربهم (تيار الفتنة) في سبل العيش وحرمهم من وظائفهم ومرتباتهم ودمروا مدارسهم ومستشفياتهم وبروا بقسمهم أن يحولوها إلى قرية.

وعندما جاءت شرعيتهم إلى عدن لم يناقشوا حال المدينة وأهلها، ولم يتبنوا بناء المدارس والمستشفيات، ولم يقوموا بدفع الرواتب والمستحقات، ولم يوقفوا اغتيال كوادرها والمؤامرات، ولم يناقشوا إرجاع مصفاة عدن ومصانعها إلى حضن الدولة، واجتمعوا فقط لدمج المعسكرات حتى تبقى قوات الجنوب الحر تحت سيطرة (تيار الفتنة).

لم يحسنوا إلى تعز فكيف يحسنوا إليك يا عدن؟
ومهما كانت التضحيات عدن تنتفض وتبقى مدينة العلم والثقافة والفن والمنارة والإنارة كما أنت يا تعز.

كفوا عن تعز وفكوا حصار عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى