​مركز دراسات: الشرعية تدرك ألّا مستقبل لها بعد التسوية القادمة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
​أصدر مركز مدار للدراسات والبحوث بلاغًا هامًا للرأي العام يكشف حقيقة ما يجري من صراع في عدن خاصة والجنوب عامة.

وجاء في البلاغ "مع مرور الوقت واقتراب إنهاء الحرب في اليمن تبرز إلى السطح حقيقة وخلفية ذلك الصراع الخطير الذي يجري في الجنوب والمتمحور حول من يحكم الجنوب بعد التسوية السياسية للحرب ...

 وهو صراع تمثله عناصرر الشرعية(الفاسدون والإخونجيون) ممن ارتبطت مصالحهم بقوى الفساد والاستبداد في صنعاء، كطرف أول، وبين قوى الثورة والشعب الجنوبي (المقاومة والحراك الجنوبي) كطرف ثاني ..

فالأول يخطط لعودة الجنوب إلى حضيرة الدولة الفاشلة وفقًا لما يطلقون عليه بمشروع الدولة الاتحادية، وهو المشروع ذاته الذي قامت الحرب في الشمال لاسقاطه بينما الثاني يهدف إلى الخلاص من وحدة الظلم والاستبداد الذي دفع الجنوب ثمنًا باهضًا فيها وقدم التضحيات من أجل استقلال دولته الجنوبية.

إذ تدرك الشرعية ألّا مستقبل لها بعد التسوية القادمة لا في الشمال ولا في الجنوب، كما أن فرص قبولها عند دول التحالف قد تلاشت خصوصًا بعد فشلها العسكري بالحرب وعدم قدرتها على إدارة المناطق المحررة التي هي لعبة من ألعابها، لهذا نراها تتجه بخططها العملية نحو تمسكها بالجنوب من خلال فرض أمر واقع عبر سيطرتها على  المناطق المحررة وتعمل لذلك من خلال الآتي:

1. التواصل مع العناصر الفاسدة المحسوبة على النظام السابق وإصدار التعيينات لتلك العناصر ومن المقربين من أعضاء الحكومة حصريًا، والاحتفاظ بالعناصر الفاسدة في مفاصل السلطة وعدم تغييرهم.
2. إبعاد العناصر المحسوبة على الطرف الأخر من سلطات الدولة لاسيما تلك العناصر التي تم تعيينها بعد الانتصارات في الجنوب، ومنع أي تعيينات جديدة للكفاءات الجنوبية.
3. استقطاب واحتواء بعضًا من عناصر المقاومة والحراك إلى صف الشرعية، مستغلين أي تباينات داخل صفوفهم كما هو حاصل اليوم.
4. ممارسة تعطيل عمل السلطات المحلية الخارجة عن سياستها.
5. فرض العقاب الجماعي على المواطنين في حرب الخدمات والرواتب والتلاعب في التجنيد، ردًا على حركة الاحتجاجات الشعبية.
 فالشرعية تعرف تمامًا أنها لا تستطيع السيطرة على الجنوب إلا متى ما تخلصت من القوى المعارضة لها وإضعاف عنفوان الشارع الجنوبي الذي يتطلع إلى بناء واستقلال دولته. 

في المقابل الأخر أنه لا يمكن للمقاومة والحراك الذين حققوا النصر على المليشيات الانقلابية بالاشتراك مع قوى التحالف العربي أن يسلموا الجنوب للشرعية بسهولة خصوصًا بعد تمكنهم من الحصول على السلاح، ولا نعتقد بأن التحالف يضحي بمن كانوا شركاء حقيقيين معهم بالحرب !!؟
يذكر أن إقالة كل من عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك من مناصبهم القيادية في الدولة يندرج ضمن حقيقة هذا الصراع، بوصفهم من أبرز قيادات المقاومة التي أحرزت النصر على المليشيات الانقلابية في الحرب، لذا فإن ذلك الإجراء يُعد استهداف لـ 12 ألف مقاتل متدرب في الأمن والحزام الأمني والجيش المرتبطين بالقياديين الزبيدي وبريك وهذه القوة المتمركزة في محيط عدن والتي قدم الجنوب من أجل الوصول إليها التضحيات الجسام، بوصفها القوة الوحيدة التي حققها الجنوب من عام  94م إلى جانب قوات النخبة الحضرمية والمقاومة في بقية المحافظات الجنوبية، حيث ينظر لهذه القوة بأنها القوة القادرة على منع عودة حكم الشمال للجنوب واحتلاله مرة ثانية، وتجاه ذلك فقد عملت  قوات الشرعية على بناء قوة مقابل لها تحت مسمى ألوية الرئاسة في عدن، وهنا تكمن خطورة الوضع والصراع الراهن في عدن كما يخطط له !!
فهو صراع بعيد كل البعد عن المناطقية أو إثارة الصراعات الماضية وإن كانت سياسة الشرعية وبالتحديد الطرف الشمالي والإخونجي فيها يشتغلون على ذلك بكل ما يمتلكونه من وسائل سياسية وإعلامية وأموال.

وعليه نحن في مركز مدار الذي خصصنا كل نشاطنا منذ تأسيس المركز لخدمة القضية الجنوبية سوف نقدم للرأي العام الاستخلاصات الآتية بشكل نصائح وهي:
1.نصيحة لكل العناصر الجنوبية المنظوية في  التشكيلات العسكرية التي يمتلكها الطرفان عليكم أخذ الحيطة والحذر من مخططات قوى الفساد والتطرف والاستبداد المرتبطة بصنعاء التي تحاول أن تدفعكم للاحتراب فيما بينكم بعد فشلهم في مواجهة الانقلابيين في صنعاء، فإذا حصل ذلك فإن المنتصرين فيها هم الانقلابيين والعفاشيين والإصلاحيين وقوى التطرف لا غير، والخاسرون هم أنتم جميعًا يا أبناء الجنوب.

2. النصيحة الثانية موجهة للمقاومة والحراك الجنوبي بكل أطيافهم عليكم اليوم التقارب أكثر، واستيعاب خطورة المرحلة الراهنة فمصيركم واحد ، شدوا من تآزركم ووقوفكم مع بعض والاتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي، فلا خيار أمامكم اليوم إما مع المجلس أو مع الشرعية".
يُذكر أن مركز مدار هو مؤسسة بحثية مدنية ساهمت منذ التأسيس في العديد من الأنشطة على المستويين الداخلي والخارجي لاسيما فيما يتعلق بالتعريف بقضية الجنوب ونشر الوعي المجتمعي حول العديد من القضايا السياسية والاجتماعية المعاصرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى