التاريخ حين يتكلم

> في عددها الصادر بتاريخ 4 من يونيو 2022 أعادت صحيفة "الأيام" الغراء بصفحتها الأخيرة كلمة للتاريخ قالها الراحل المناضل الأستاذ الكبير أحمد محمد نعمان وهو يستقيل من منصبه كرئيس للوزراء آنذاك قائلًا بحكمته الثاقبة إن أي سلطة أو جهة كانت تعتمد على الخارج لصرف معاشات ورواتب جهازها الإداري يجعلها عرضة للابتزاز من قبل الجهة التي تتكرم بذلك، وأشار إلى أن أي نوع من تلكم العلاقة ثمنها هو فقدان السيادة الوطنية وخضوع القرار الوطني للابتزاز، تلك حكمة وتلك كلمة قالها الرجل للتاريخ ومضى مثل كل الخيرين الذي يقولون كلمتهم الوطنية الصادقة ويمضون، ونقول هنا:

أولا - شكرًا لـ "الأيام" على إعادتها نشر هذه الكلمة.

ثانيا - نسأل لم نستنجد بالعون الخارجي لموضوع كهرباء عدن وموارد البلاد ضائعة لا نعرف كيف تتسرب وإلى أين؟

ثالثا - نسأل ومن حق الناس الذين يكتوون بجحيم الصيف وتقطع الكهرباء وهناك جيش عرمرم من قيادات وكبار موظفي جهاز الدولة يتسلمون رواتبهم بالنقد الأجنبي وهي رواتب خيالية لا تمت بصلة لميزانية الدولة المنهكة وسقوفها المحددة بالعملة الوطنية الأكثر إنهاكا، أليس غريبًا أن تتسلم قيادات الدولة رواتبها بالنقد الأجنبي وتطلب دون حياء معونة من الخارج لإسعاف الكهرباء لعاصمة البلاد؟ صحيح اللي اختشوا ماتوا.

رابعا - هذا التاريخ الناصع البياض للأستاذ النعمان كرره نجله مصطفى النعمان ونقول من شابه أباه فما ظلم.

أخيرا - تتطلب المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا، ووفق فقه الأولويات، مراجعة شاملة حقيقية لمصادرنا المالية بالعملة الوطنية وبالعملة الأجنبية وإلى أين تذهب، ومن ثم حجب كل ما يتسرب منها خارج قنوات الصرف الشرعية، ومن جانب آخر تتطلب المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد مراقبة وحجب أي تمويل أو عون لأى جهة تكون ما لم تكن مخصصة لأغراض تنموية، عدا ذلك سينطبق على أي عون ومساعدة لأى جهة تكون تساؤلًا، العالم لم يعد جمعية خيرية، إنها جزء من سياسات تنخر جسد الدول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى