​دوافع سياسية واقتصادية وراء زيارة العليمي للكويت

> «الأيام» الخليج أونلاين

>
مع انقضاء شهرين كاملين على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي باليمن، بات واضحًا أنه يتحرك على مسارات مختلفة لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو 8 سنوات، ويعمل على جلب الدعم الدولي السياسي والإنساني لليمن.

ويستغل رئيس المجلس السياسي الهدنة في جلب الدعم لحكومته، خصوصًا من جيرانه الخليجيين، فبعد أن زار سابقًا السعودية والإمارات، يزور الكويت التي لطالما عرفت في اليمن بـ"دولة الإنسانية"، نظرًا لمشاريعها الإغاثية الكبيرة منذ عشرات السنين، والمستمرة حتى اليوم.
في جولة قالت الرئاسة اليمنية إنها تستهدف عدة دول عربية، بدأ رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد محمد العليمي جولة خارجية قادته، في 6 يونيو، إلى دولة الكويت.

عقب وصوله إلى العاصمة الكويتية التقى العليمي برئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح، حيث بحث معه العلاقات بين الجانبين.
ووفقًا لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، جرى خلال جلسة المباحثات "التي سادتها أجواء ودية استعراض العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم الاستقرار في جمهورية اليمن وتطلعات ومصالح البلدين والشعبين الشقيقين".

كما جرى بحث الأوضاع الإقليمية الراهنة، "وتأكيد مساندة البلدين للجهود الدولية القائمة لحل النزاعات وإرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة والعالم".

وتأتي الكويت ضمن الجولة الثانية الخارجية للرئيس اليمني منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، حيث سبق أن زار السعودية ودولة الإمارات، نهاية أبريل الماضي.

بحث عن الدعم
يرى الصحفي اليمني عبد الله المنيفي أن زيارة العليمي والوفد اليمني للكويت "تأتي من جهة في إطار البحث عن الدعم السياسي والاقتصادي للقيادة الجديدة لمواجهة متطلبات المرحلة وأهمها التعافي الاقتصادي".
أما من جهة أخرى، وفقًا للمنيفي، فإن "العلاقة مع الكويت تمثل أهمية نظرًا للأدوار التنموية التي أدتها الكويت في اليمن، ومدى ما يكنه اليمنيون للكويت من تقدير".

ويقول لـ"الخليج أونلاين": إن الزيارة التي بدأها للكويت "هي مستهل زيارة لعدة دول خليجية لحشد الدعم للمجلس الرئاسي، ودعمه لمواجهة الضغوط الدولية التي لم تتوقف منذ إعلان المجلس".
ويضيف: "هذه الضغوط تصب جميعها في صالح مليشيا الحوثي، حيث إن الهدنة في شهرها الثالث لم تجنِ ثمارها غير المليشيات فقط".

كما توقع أن تثمر الزيارة في "الحصول على المزيد من الدعم الاقتصادي، والتغلب على التدهور الحالي الناتج عن الانقلاب والحرب والانقسام الاقتصادي الذي أحدثه الحوثي والفساد"، مؤكدًا ضرورة أن يتعهد المجلس الرئاسي أن هذا الدعم "سيذهب إلى مستحقيه لكسب ثقة الأشقاء".
تميزت العلاقة بين اليمن والكويت بالاحترام والود، رغم إعلان اليمن وقوفه إلى جانب العراق أثناء غزو الكويت، في تسعينيات القرن الماضي.

ومثلت مرحلة الستينيات البدايات الأولى والمباشرة لقيام العلاقات اليمنية - الكويتية، وبدأت المساعدات الكويتية لـ"الجمهورية العربية اليمنية" قبل الوحدة، وتوالت منذ السنوات الأولى التي أعقبت ثورة الـ26 من سبتمبر 1962.

وعلى مدار عشرات السنين، لم يرتبط اسم الكويت باليمن فيما تقدمه بمساعدات آنية فحسب، بل بمشاريع طويلة الأمد، حيث يعد مستشفى الكويت بصنعاء من أبرز المشاريع الصحية التي بُنيت، بالإضافة إلى خمسة مستشفيات أخرى؛ منها المستشفى العسكري بصنعاء، ومستشفى الحديدة العام، و18 مستوصفًا صحيًا، والمعهد الصحي، وبنك الدم، والمختبر المركزي.

وكانت الكويت تخصص ميزانية سنوية إجمالية تبلغ 12 مليون دولار لتسديد أجور وحاجيات العاملين والمتطلبات في مستشفى الكويت وفي جامعة صنعاء، بالإضافة إلى تمويل نفقات وأجور واحتياجات مدرسين وأساتذة جامعيين وأطباء وممرضين.

وأنشأت الكويت سكنًا للموظفين في المستشفى ولطلبة المعهد الصحي، وبنت كلية للشرطة بجميع تجهيزاتها بصنعاء، وسلمتها هدية للحكومة اليمنية، إلى جانب 10 مستوصفات صحية في مناطق مختلفة من الجمهورية، أما في المجال التربوي والتعليم العالي فقد تم بناء أكثر من 100 مدرسة، وتقديم ودائع للبنك المركزي.

كما بنت 8 مستشفيات في كل من عدن، ولحج، وأبين، بالإضافة إلى مركزين صحيين في شبوة والمهرة.

وساهم الصندوق الكويتي في تمويل مشروع توسيع وتطوير ميناء عدن، وتمويل الطاقة الكهربائية، وتمويل طرق رئيسة في عدة محافظات، وإنشاء عدة مشاريع في جزيرة سقطرى، أهمها مشروع إنشاء رصيف ميناء سقطرى، ومشروع كلية المجتمع، التي تحمل اسم "كلية الشيخ صباح الأحمد الصباح"، إضافة إلى مشاريع حديثة كبناء منازل للنازحين ومخيمات وتقديم المساعدات العينية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى