​فيلم "الكمين".. قصة حقيقية عن إنقاذ جنود إماراتيين علقوا في اليمن

> حسام معروف

>
يقدم المخرج الفرنسي العالمي بيير موريل تجربة جديدة مع أفلام الحركة والقتال، من خلال الفيلم الإماراتي المثير ”الكمين“، المنتج من خلال شركتي إيمج نيشن أبوظبي وإيه جي سي إنترناشيونال مطلع عام 2022، والفيلم من تأليف براندون بيرتيل وكورتيس.

ويسرد الفيلم قصة حقيقية لمهمة إنقاذ مجموعة من الجنود الإماراتيين علقوا في كمين نصبه لهم عناصر من المتمردين الحوثيين في واد جبلي.

وتتضمن قصة الفيلم بسالة 3 من شباب القوات المسلحة الإماراتية هم: علي، وبلال، وهنداسي، أرسلتهم الإمارات في عام 2018 إلى اليمن مع الدفعات العسكرية التي ذهبت لمساعدة شعب اليمن في قتاله ضد الحوثيين.

وأثناء أداء عملهم في أحد الجبال يتعرضون لكمين من قبل الحوثيين في أحد ممرات الجبال الضيقة، لتبدأ أحداث مثيرة في كيفية الخلاص من هذا الفخ.

استوحيت أحداث فيلم #الكمين من قصة حقيقية، وقعت أحداثها لمجموعة جنود إماراتيين يقاتلون معًا تحت حصار عناصر من المتمردين.

انقطاع
 
تُفقد مدرعة (مصفحة)، بداخلها ثلاثة جنود قدرتها على التقدم أو التراجع، بسبب وابل القذائف المنهمرة عليها من الاتجاهات كافة .

وهذا العطب الذي يصيب محركها، يجعل من الجنود محاصرين وسط قذائف صاروخية ثقيلة من المتمردين، وتبدأ عناصر التشويق والإثارة منذ هذه اللحظة.

ويلمح المخرج إلى الصراع الإنساني من أجل البقاء، فيكون على الجنود الانتظار داخل الآلية القتالية لمدة ساعة من الوقت، حتى تصلهم قوات التدخل الإماراتية السريعة، ساعة لا تتوقف فيها القذائف عن التصويب نحوهم.

وعبر أسلوب كرة الثلج في السينما، تتدحرج الأحداث من الصغير للأكبر ثم الأكبر، لتنقلب المنطقة الجبلية الوعرة لساحة حرب حقيقية، بهدف إنقاذ الجنود الذين تعرضوا للإصابات.

وتتسع الدائرة الحركية للفيلم مع التوسع الكرونولجي للأحداث، مظهرة مقدرة قتالية بطولية من قبل الجنود، وكاشفة عن معدات قتالية متطورة، وغرف رصد تكنولوجية متطورة تكشف عن إحداثيات للعناصر القتالية للجانب الآخر.

مساحة أخرى

ويقدم الفيلم مساحة من التأمل في حياة الجندي، وقصته المأساوية مع القتال، حيث يتمنى الجندي علي ويجسده الفنان ”مروان عبدالله“ أنه لو تدرب على لعب كرة القدم، ولم يتدرب على السلاح، خلال توجهه للميدان.

ويستغرق الكادر السينمائي في التقاط الجانب الإنساني من حياة الجنود، حيث يضع علي صورة لأطفاله في جيبه، يعاود التأمل في ملامحهم بين الحين والآخر.

وفي لحظة صمت، يكتفي الجنود الثلاثة بالنظر لملامح بعضهم البعض، مع تتابع الأنفاس القلقة التي يعتبرها المخرج وقتها، الجزء الحواري من المشهد، هذا الصمت بفعل معرفتهم بضرورة الصبر لمدة ساعة من الزمن حتى تصلهم الإمدادات، فتزايدت دقات القلب مع الموسيقى التصويرية المصاحبة للموقف، ومع صوت شهيق وزفير الجنود.


رسائل

وبدا أن وضع صورة الأطفال على خلفية الهاتف النقال، ترسل رسائل مؤلمة عن حياة الجنود، وذلك التناقض الذي يحملونه ما بين الفكرة القاسية مع الخطر، وما يحملونه من عاطفة تجاه أطفالهم وعائلاتهم.

في حين، يلتقط الكادر مشهد الأنفاس الأخيرة للحياة، في مكالمة أحد الجنود لزوجته، حيث ترك قلق الحياة ليذهب إلى مساحة أخرى من القلق مع الموت، فبعد إصابة جسده بقذيفة صاروخية، تخبره زوجته بأنها تحمل منه جنينًا في شهره الأول.

وفي الجانب المقابل، يقدم السيناريو الجماعات اليمنية المسلحة وخصوصًا الحوثيين، المنتشرة في المناطق الجبلية النائية، حيث يترجل رجال بالملابس اليمنية التقليدية، ويحملون أشكالًا مختلفة من المعدات القتالية.

ويقدم السيناريو هذه الجماعات على أنها تحمل قدرات قتالية عالية، وألمح لهذا قائد القوات الإماراتية المهاجمة، بوجوب مداهمتهم بقوة.

كما أظهر التصوير رجلًا يمنيًا ممددًا على قمة الجبل، يتناول نبتة القات، ويصوب عدسة رشاشه نحو الجنود الإماراتيين في الأسفل، في إشارة إلى أن تغييب العقل هو الذي يسيطر على ”الإرهابيين“.

ويقدم هذا الفيلم نموذجًا فريدًا في التجربة العربية مع أفلام الأكشن، حيث شارك أكثر من 400 شخص في صناعة هذا العمل، وهو الأضخم في التكلفة المادية في دول مجلس التعاون الخليجي.

ومن جانب آخر يتقدم الفيلم إلى مساحة اختراق من حيث معدات التصوير والتقنيات السينمائية المستخدمة، من حيث التنوع في الكاميرات ذات الأبعاد المتنوعة في العدسات.

وجسدت المشاهد المصورة البيئة الصحراوية التي تعطي الهوية للفيلم، وجميع أماكن التصوير التي احتضنت دراما الفيلم كانت في الإمارات، خلال حلقات قتال متواترة استمرت على مدار 102 دقيقة.

وشارك مروان عبدالله صالح البطولة، كلًا من خليفة الجاسم في دور خليفة، عبدالله سعيد بن حيدر في دور المقدم محمد المزروعي، مهيرة عبد العزيز في دور طيار المقاتلة العمودية، غانم ناصر في دور قائد المتمردين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى