​التعليم الجامعي وثورة التغيير المطلوبة

>
جامعة عدن أول جامعة يمنية أنشئت في اليمن الجنوبي قبل الوحدة، ويعد تأسيس كلية التربية العليا في عام 1970م وكلية ناصر للعلوم الزراعية في عام 1972م الحلقة الأساسية لانطلاق جامعة عدن، حيث كانت هاتان الكليتان تخضع لوزارة التربية وقد ارتبطت أهداف تأسيسهما بالحاجة الملحة لسد جزء من متطلبات التنمية والمتمثلة بإعداد المتخصصين لعدد من مرافق الدولة، وفي عام 1974 تأسست كلية الاقتصاد وكانت كل كلية تشكل وحدة إدارية، وعندما برزت الحاجة لإنشاء عدد آخر من الكليات صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة وزارية للمدينة الجامعية برئاسة رئيس الوزراء تولت أعداد قانون إنشاء الجامعة، وفي العاشر من سبتمبر 1975م صدر القانون رقم 22 لعام 1975م والخاص بإنشاء جامعة عدن كمؤسسة علمية ذات شخصية اعتبارية، وتأسست بعد ذلك كلية الطب في 1975.

وكان للجامعة إنجازات مشهود لها منذ فترة التأسيس بالرغم من  الصعوبات التي رافقت ذلك، ويحسب لها تأهيل الآلاف من الكوادر المؤهلة تأهيلًا لا يقل عن مثيلاتها في الدول المجاورة في فترات سنواتها الأولى.. إلخ.

ازدادت أعداد الجامعات في عدن وحضرموت والمحافظات الأخرى.. إلخ، وزيادة التخصصات والكليات وارتفاع أعداد الطلاب إلى عشرات الآلاف من المقبولين والخريجين، لكن في السنوات الأخيرة مع الأسف نرى ونسمع ضعف المخرجات والمستوى غير المأمول والمعهود للخريجين لماذا؟
هل السبب هو ضعف الكوادر التعليمية المقبولة؟ أم أن ارتفاع أعداد الطلاب المقبولين دون ضوابط صارمة أثر سلبًا على نوعية الدراسة وجودة المناهج الأكاديمية أو عدم مواكبة المناهج والهيئة التعليمية للتطور العلمي والتقنيات والمشاركة في الأنشطة العلمية؟ أم أن المناهج والكتب والمراجع الدراسية والمحاضرات أصبحت قديمة وتكرر سنويًا دون تحديث ومتابعة تطويرها وتحديثها بما يتواكب مع التطور الحاصل في الجامعات والعالم.

إننا لا نوجه أصابع الاتهام لشخص ما أو جهة معينة بالتحديد، لكن لماذا لا تتم مراجعة الأخطاء وضعف المخرجات ووضع التشخيص والأسباب التي أدت إلى ذلك، وما هو دور المجالس الأكاديمية في الكليات والجامعة لوقف التدهور الحاصل وتشديد معايير القبول للهيئة التعليمية والكوادر العاملة في الجانب الأكاديمي والتعليمي وربط قرارات الترقي ومنح الالقاب العلميه بشروط وضوابط صارمة يشرف لها اساتذة اجلاء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.. إلخ.

إن جامعة عدن ومثيلاتها في المحافظات يجب أن تستعيد مكانتها الأكاديمية وسمعة خريجيها مثل السابق، ويشهد على كفاءة خريجيها في السابق أنهم يتوزعون ويعملون في الكثير من دول الخليج وأوروبا وأمريكا، وترفع لهم القبعات والتقدير في كل الدول التي يعملون فيها.

نتمنى من قيادة الدولة وجهات الاختصاص في التعليم العالي والجامعة البدء بتصحيح وتقويم الاختلالات ومحاسبة كل من يسيء ويعرقل العملية التعليمية دون رحمة ومراجعة المراجع والكتب والمحاضرات عبر لجان الاعتماد الأكاديمي المؤهلة وعدم التردد في طلب المشورة والمساعدة من الدول والمنظمات لتصحيح الأمور واستعادة الجامعة لسمعتها وتقييمها العالي على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، والله من وراء القصد، قال تعالى "وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ". صدق الله العظيم [التوبة: 105].

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى