أحمد علي مليكان الميسري المناضل الزاهد

> في أرضنا هذه الطيبة كل يوم نسمع خبر عن مناضل وطني كبير يعاني من أمراض وهو طريح الفراش وطوال فترة مرضه لا يحظى بأي مواساة أو اهتمام ولا تقدم له أي مساعدة سواءً علاج أو ما يحتاج إليه، وبعد فترة نسمع أن هذا المناضل قد غادر هذه الدنيا الفانية ولا اعتراض على إرادة المولى عزوجل والموت حق والبقاء لله وحده وهم السابقون ونحن اللاحقون، وهكذا هي سنة الحياة.

هذا الوضع يعامل به الشرفاء والأوفياء والمناضلين الذين أياديهم نظيفة وتاريخهم ناصع بالبياض، ولم يحظوا حتى ببرقية عزاء سواءً من قيادة الدولة أو من قيادة وزارتهم ومؤسساتهم التي كانوا يعملون فيها، وحتى رفاقهم الذين عملوا معهم وغيرهم بلا تاريخ وبلا أدوار تدبج لهم بيانات نعي وبرقيات التعازي بعد أن يتعذر علاجهم، وفي حياتهم حصلوا على الرعاية والاهتمام ولا اعتراض على أحد، ولكن لماذا يتم التعامل بهكذا عمل، نقول ذلك بهدف تنبيه الجهات المختصة حتى لا يظل العمل على حالته، ولماذا لأن العمل بمكيالين من له علاقة شخصية بهذا أو ذاك يحظى بكل شيء، ومن لم يملك أي علاقة شخصية يظل التعامل معه هكذا مهما كانت الأدوار والأعمال التي قام بها والمسؤوليات التي تحملها في ظروف صعبة وعمل على تحدي تلك الظروف الصعبة وأنجز المهمات التي تم إنجازها ليتم بناء دولة وبناء نظام وقانون.

ربما يقول البعض، إن الظروف التي تعيشها البلاد هي السبب المباشر لإهمال كهذا، وتنكر لا يستحقه هؤلاء الرجال والقيادات التي عملت بكل صدق وأمانة أن لا يستحقوا الاهتمام والرعاية ولا تستحق عائلاتهم الاهتمام والرعاية من الجهات المختصة مع تقديم كل ما من شأنه توفير حياة مستقرة وآمنة لهم.

نقول كل ذلك بعد أن وجهت لنا وللأجهزة المختصة رسائل عتاب ورسائل ألم من ابنة الأخ العزيز المناضل الكبير المرحوم الأستاذ أحمد علي مليكان الميسري، ابنته أروى أحمد علي مليكان الميسري، كونه أحد أبناء جعار سلطنة يافع الساحل سابقًا إحدى مديريات محافظة أبين، وهو من أبرز قيادات ثورة 14 أكتوبر 63م وتحديدًا قيادات الجبهة لتحرير الجنوب المحتل مدير عام مكتب الإصلاح والزراعة بمحافظة أبين، ثم المواقع القيادية الأخرى التي تحملها في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي هو وأخوه الأخ المناضل الوطني الكبير المرحوم عبدالله علي مليكان، مدير مشروع الموز بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي منطقة في دلتا أبين هم أولاد المرحوم الوالد المناضل علي مليكان وهو شقيق الوالد العزيز المناضل الوطني الكبير الشيخ ورسمي الميسري رحمه الله عليه ورضوان وهو من أبرز الشخصيات الاجتماعية في جعار عاصمة سلطنة يافع الساحل قبل الاستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر 67م وهم أصهار الأخ المناضل الوطني الكبير العقيد عوض مجيد بن علي (أبو نايف) أطال الله في عمره، هؤلاء الإخوة وهذه الأسرة قدمت الكثير والكثير ولم تطالب بأي شيء، مع ذلك تم التنكر لها والجحود من قبل أدعية النضال، نقول ذلك لعل وعسى أن نرى بعض الاهتمام والرعاية.

نعم لقد غادر هذه الدنيا الفانية المناضل الوطني الكبير أحمد علي مليكان رحمة الله عليه ورضوان بعد رحلة مع المرض وسنوات وهو في مرض سريري وهو رجل غني عن التعريف يعرفه الجميع تاريخه الوطني معروف ولكن لم يحظَ بأي شيء ولا حتى ببرقية عزاء ولم يحز في النفس أن يغادر هؤلاء الرجال الأوفياء والشرفاء، فمن يمتلك تاريخًا نضاليًا أو وطنيًا مثل أحمد علي مليكان الذي صال وجال في مختلف ساحات النضال، فقبل الاستقلال صال وجال في العمل الزراعي وفي تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي وهو من الرجال الذين لعبوا دورًا كبيرًا وأساسيًا في تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي وفي الانتفاضة الفلاحية 7 أكتوبر 70م وفي دائرة المناضلين والشهداء تجهل تاريخه مع أن رفاقه الذين عاصروه في مدينة جعار في سلطنة يافع السفلى يعرفون هذا الرجل ومعدنه الأصلي ومواقفه الشجاعة والمبدئية، ومن رفاقه المناضلين صالح أحمد النينو، والمهندس فيصل محسن النعني أطال الله في عمرهما، وكذلك من رفاقه من المناضلين الذين رحلوا ناصر صالح الوالي، والدكتور منصور جميع عوض، والإعلامي الكبير عبدالله ناصر ناجي، وعوض محمد الهرم، وزيد أحمد سليمان أبو أحمد، وعلي محمد الجفري، وغيره من الرجال الشرفاء والأوفياء.

نعم لقد عملت مع هذا الرجل الشهم عندما كنت رئيسًا للجنة الفرعية للإصلاح الزراعي بمحافظة أبين لفترة طويلة، فهو رجل خدوم ومتواضع أو بمعنى أدق رجل مواقف، ومهما كتبنا عن هذا الرجل لن نعطيه حقه.

ربنا يرحم الجميع ويغفر لهم ويدخلهم فسيح جناته، وللأحياء منهم التحية ونقول لهم تواصلوا مع بعضكم البعض وسجلوا ذكرياتكم، ربي فاشهد أني قد بلغت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى