> لا تزال الجهات التي تتربص بالجنوب وشعبه تحارب حتى اللقاءات الأخوية أو المناسباتية، وتتمنى ألا يلتقي أبناء الجنوب وقياداته مع بعضهم حتى في إطار الود وتبادل الزيارات.

لماذا هم يعملون على زيادة الفرقة وتعزيزها بين أبناء الجنوب؟ لأنهم يعلمون أن اللقاءات المتبادلة تزيل الجفاء وتقربنا من بعض أكثر وأكثر، وهذا يقلقهم ويقض مضاجعهم.

لقاءات أبناء الجنوب وفي المقدمة القيادات المعروفة للجميع لا تلتقي لغرض عنصري أو لحبك مؤامرة ضد الآخرين، ولكنها ستكون لقاءات خير ومحبة وترميم البيت الجنوبي في إطار التوافق والاتفاق على ما يحمي ويصون حقوق الشعب الجنوبي من الضياع والاستلاب من قبل قوى النفوذ التي أدمنت نهب الثروات الجنوبية دون وازع أو ضمير أو دين.

مهما تكلم ذبابهم وتكلم عن هذه اللقاءات بقوله إنها ليست سوى زيارات مجاملة أو دعوات لمأدبة، ولذلك نقول لهم ما دام هي كذلك فلماذا تقلقون وتسنون أقلامكم وألسنتكم لنقدها أو تحليلها؟

ألم تعلموا أن زيارة الأخ لأخيه والصديق لصديقه من المكارم والصفات والأخلاق الحميدة؟ لقد حدثوا عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حديثًا يقول : "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ"، وأكرمهم من يبدأ صاحبه بالسلام أو بالمصافحة.

قياداتنا ومن في صفهم إن لم يتزاوروا ولم يلتقوا ببعضهم بين كل فترة وأخرى، فلن يكون بينهم وبين السياسة صلة ما، فالسياسة مرنة وأهم ما فيها عدم قطع الاتصال والتواصل والالتقاء.

العرب تحاربوا مع إسرائيل عشرات السنين ولم يجدوا غضاضة في الجلوس مع بعض على طاولة الحوار والمفاوضات، وهذه هي السياسة إضافة لكون اللقاءات سنة محببة ومؤكدة.

اللقاءات فاتحة خير، وبكل تأكيد ستفضي من دون شك إلى خطوات أفضل ومتقدمة في إزالة العثرات من طريق الجنوبيين فيما بينهم.

بارك الله من سعى في ذلك اللقاء وبارك في من حضر وشارك وكلهم أهل خير وقدوة لنا، ونتمنى المزيد وإن كانت من باب السؤال عن بعضنا البعض ففيها الخير وسيأتي بعدها ما هو أجمل وأصلح لنا جميعًا.

دعوا الذباب يطن طنينًا كما يريد واستمروا في لقاءاتكم فوالله إنها تصيب الأعداء في مقتل وأنها تذيب الجفوات وتمحي الهفوات بينكم.

ونقول لشعبنا: استبشر بالخير من هذه اللقاءات وإن كانت عادية وفي إطار الجانب الإنساني، فبعدها سينطلق الجانب السياسي، وثقوا بذلك كل الثقة.