اختلاط مياه الصرف الصحي بحقول المياه قنبلة موقوتة

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> ​أكبر حقول المياه المغذية لعدن يواجه تهديد التوسع العمراني..
النازحون يتوغلون داخل بئر ناصر والمنظمات الدولية تعزز تواجدهم بالدعم


حقل بئر ناصر للمياه في مديرية تبن بلحج يعد من أكبر الحقول المائية التي تغذي العاصمة عدن وضواحيها بالمياه النقية الصالحة للشرب، لكن المورد الأكبر بات يواجه تهديدًا كبيرًا بفعل التوسع العمراني والسكاني الذي وصل إلى داخل حرم بئر المياه.

وجود مخيم للنازحين تم إنشاؤه منذ خمس سنوات وتجمعات سكانية لمواطنين يعملون بالرعي زاد من التهديد المحدق بمورد المياه الأكبر الذي عليه الاعتماد الأكبر في توفير مياه الشرب للمواطنين، حيث تحولت الكثير من الحقول إلى مواقع تربية ماشية وطرق لمرور الحافلات والسيارات، وذلك لأنه لم يتم استكمال بناء سور الحقل من الجانب الشرقي.


مخاطر تنموية وكارثة بيئية قد تحل في المستقبل القريب وهو ما يستدعي تحرك كل الجهات المختصة في لحج وعدن لإيجاد الحلول والمعالجات لتلك المشكلات القائمة في حقل المياه.

مدير دائرة الحقول بحقلي مياه بئر ناصر والفشلة م. غسان ماطر، قال إن حقل مياه بئر ناصر توجد فيه 51 بئرًا عاملة وينتج 2000م3 في الساعة ليغذي مدينة عدن والمناطق المجاورة كممون رئيس للمدينة بمياه الشرب.


وأشار ماطر، إلى أن الحقل يتعرض لتهديدات منها وجود مخيم النازحين في قلب حقل المياه إضافة إلى التوسع العمراني الكبير الذي أدى إلى حدوث تأثيرات ومشاكل كبيرة وحواجز وعوائق في عمل إدارة الحقل، لافتًا إلى أن حقل بئر ناصر يعد خطًا أحمرًا حتى للمرور فيه، "ولكن هذا الحقل أصبح ممرًا وطريقًا للسكان نتيجة لوجود العديد من الفتحات في سور الحقل وعدم استكمال السور في الجهة الشرقية من الحقل، وهو ما دفع عدد من الأشخاص إلى انتهاز هذا الوضع والقيام بالتوسع إلى قرب آبار المياه.

وأكد ماطر أن الإدارات المتعاقبة على إدارة الحقل تابعت كل الجهات المختصة للحد من التوسع العمراني كونه له تأثير سلبي على الحقل المهدد تهديدًا كبيرًا جدا بالتلوث على الرغم من أن آبار المياه في الحقل محمية بجدار عازل من التلوث إلا أن تلك التهديدات تساهم في تعطيل الخطط والبرامج التي يقوم بتنفيذها المؤسس مما يسبب كوارث عديدة، كما قال.


وكشف م. ماطر أن أطراف الحقل الشرقي للمياه توجد فيه ثلاثة آبار تتعرض للتهديد وهي الآبار مياه رقم 49، 14، 28، تتعرض لمخاطر ومهددات من قبل السكان والنازحين الذين يبلغ عددهم ما يقارب 3500 فرد.

وقال: "نحن عندنا داخل الحقل مخيم نازحين متكامل إضافة إلى مساكن تم بناؤها حديثًا من قبل مواطنين يعملون في الرعي وسط الحقل وهو ما يستدعى إيجاد آلية من قبل الجهات المختصة الرسمية والمنظمات الدولية لإبعاد مخيم النازحين وإزالته من داخل حقل المياه، إلا أن المنظمات الدولية هي من دعم النازحين وعززت وجودهم داخل المخيم بصورة غير رسمية دون الرجوع إلى الجهات المعنية".

وطالب ماطر الجهات المعنية في لحج وعدن بمساعدة مؤسسة المياه من أجل تفادي المشاكل الموجودة داخل الحقل من خلال تسوير وإغلاق كل الفتحات تمنع دخول أي شخص مار الى الحقل وهي مؤثرات كبيرة في المستقبل على الحقل.

كبير مهندسي المياه محمد سعيد عبده فشة، شدد على ضرورة منع الجهات المختصة البناء داخل حرم حقل المياه حتى لا تحصل تلوثات مستقبلية، وقال: "نتفاجأ بوجود منازل وأبقار وغنم داخل الحقول الشرقية والغربية ولا توجد مجاري كلهم لديهم بيارات".

ولفت إلى أن اختلاط بيارات الصرف الصحي مع المياه يعد قنبلة موقوتة.

وقال سعيد: "الجهود التي بذلت من قبل مسؤولي المؤسسة في متابعة الجهات المختصة بعدن ولحج حول الإشكاليات التي تواجه حقل المياه لكن لم نجد أي تحرك جاد من قبل تلك الجهات لإنهاء تلك الإشكاليات التي يتعرض لها الحقل، أطالب السلطات المحلية بعدن ولحج الاهتمام حتى لا تحدث كارثة على المدى البعيد".


محمد عبدالله فضل هارون، نائب مدير الصيانة في حقل مياه بئر ناصر، أكد إبلاغ الجهات المختصة والأمنية بالاعتداءات التي يتعرض لها حقل المياه ولكن لا توجد حلول للاعتداءات، وأعمال البناء متواصلة داخل الحرم في الجهة الشرقية والغربية حتى وصلت تلك الاعتداءات إلى جانب آبار المياه، مطالبًا باستكمال سور حرم الحقل، لأن عدم استكمال السور هو ما سمح للناس بالدخول للحرم وتحويلها إلى طريق للسيارات والحافلات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى