شراكة مركز الملك سلمان ومنظمة الهجرة تسرع تعافي قطاع التعليم في اليمن

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

> ​لتحسين بيئة التعلّم ودعم استمرارية خدمات التعليم..
استهداف المدارس الحكومية بالتأهيل يحسن جودة المخرجات


بوقتٍ تعاني فيه مدارس اليمن من تدهور في التعليم وتدنٍ في منشآته نتيجة الأزمات والحروب التي لحقت بالبلاد، زاد من أعداد النزوح فيها، بعد تضررهم نتيجة استمرار الحرب، واصلت المنظمة الدولية للهجرة بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دعم استمرارية خدمات التعليم وتعافيه من تأثيرات الأزمات والنزوح كجزء من استجابتهما التي ترمي إلى تعزيز القدرات التعليمية من خلال تحسين بيئة التعلّم مع التركيز في مناطق مختلفة من اليمن لضمان مستقبل أكثر إشراقًا حتى تمكن عشرات الآلاف من الطلاب في المجتمعات المتضررة من الصراع من العودة إلى مدارسهم، لإنهاء دائرة الفقر والتهميش ولضمان تعافي السكان والمضي قُدمًا باتجاه طريق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة.


وبحسب ما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة (IMO)، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ساهم إسهامًا سخيًا في وصول المنظمة الدولية للهجرة إلى أكثر من 6.5 ملايين شخص بالمساعدات الإنسانية الحيوية، وكان التعليم قطاعًا رئيسًا ومجالًا للشراكة بين المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقاما سويا بإعادة تأهيل 19 مدرسة، وتدريب مئات المعلمين، فضلا عن العشرات من جمعية المعلمين وأولياء الأمور.

وتحدث لـ "الأيام" مدير مشاريع الإنعاش والقائم بأعمال مدير مكتب المنظمة بعدن د. فراس عادل البديري عن الشراكة بين مركز الملك سلمان للإغاثة والمنظمة الدولية للهجرة في تنفيذ مشاريع في اليمن، بالقول "تتعاون المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية معًا لتنفيذ مشاريع عدة وفي مختلف القطاعات في اليمن منذ عدة سنوات، حيث نجحت المنظمة في الفترة 2018 - 2019م بإعادة تأهيل وتأثيث 19 مدرسة في اليمن من خلال تمويل من المملكة العربية السعودية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو ما حسّن من الظروف التعليمية لعدد 13.350 طالبًا، كذلك بنت المنظمة من خلال التمويل المقدم من مركز الملك سلمان قدرات 223 مدرسًا وعضوًا في مجلس أولياء الأمور في مواضيع مثل الدعم النفسي الاجتماعي والإدارة المدرسية والقراءة المبكرة وغيرها من المواضيع".


وأضاف مدير مشاريع الإنعاش بالمنظمة: "بدأت مشاريع التعليم المعنية في سبتمبر 2020 وتم الانتهاء منها مع حلول نهاية مارس 2022م بقيمة إجمالية بلغت 4.5 ملايين دولار لقطاع التعليم، و9.5 ملايين لمشاريع إدارة المخيمات والمأوى، وفي العام الحالي قدم مركز الملك سلمان للإغاثة 20 مليون دولار لمشاريع المأوى والمياه والصرف الصحي، ودعم هذا المشروع بإعادة تأهيل أو بناء 15 مدرسة، وهو ما سيدعم 8500 طالب و750 فردًا من أفراد الطاقم المدرسي ببيئة تعليمية محسنة وأكثر سهولة في الوصول في المجتمعات المتضررة من الأزمة والنزوح، وتم اختيار المدارس من خلال عملية استشارية عبر التفاعل مع وزارة التربية والعليم والسلطات المحلية والمجتمع المستضيف وقادة وممثلي النازحين داخليًا والعائدين وأعضاء المجتمع الآخرين لضمان تلبية الاحتياجات والأولويات المتنوعة، وتم اختيار المواقع المستهدفة بناء على العدد الكبير من فئات العائدين والنازحين داخليًا الموجودين في كل محافظة وبناء على العوائق المعروفة في قطاع التعليم وعلى الوجود التشغيلي القوي للمنظمة بما في ذلك التدخلات السابقة في قطاع التعليم، ويهدف هذا التدخل إلى المساهمة في استمرارية وتوسيع الخدمات التعليمية بمحافظات مأرب وعدن ولحج وحضرموت خلال ظروف الأزمة الجارية في اليمن والصراع الدائر والنزوح الهائل".

واستطرد: "قام المشروع بزيادة الوصول إلى التعليم من خلال تعزيز المنشآت التعليمية في المناطق التي تحتوي على مستويات مرتفعة من العائدين والنازحين داخليًا من خلال إعادة تأهيل أو بناء مدارس وتوفير أثاثها، وقام المشروع ببناء وتحسين مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة وتنفيذ حملات تثقيفية عن النظافة في المدارس للتخفيف من انتشار كوفيد - 19 والأمراض السارية الأخرى. ولتحسين توفير الخدمات التعليمية نفذ المشروع تدريبات للمدرسين حول مواضيع معينة مثل الدعم النفسي الاجتماعي والإدارة المدرسية وحماية الأطفال وتمويل بعض الأنشطة المدرسية للأطفال مثل الرياضات بأنواعها ونوادي الطلاب أينما أمكن ذلك".


ومن بين 7 مدراس في عدن مدرسة بير فضل، ومدرسة نور الدين قاسم في المنصورة، ومدرسة اللحوم بدار سعد، إلى جانب العمل في ثلاث مدارس أخرى، وتمت إعادة بناء مدرسة الشهيد باصهيب للبنات في منطقة الفتح بمديرية التواهي، ويشمل تنفيذ أعمال البناء لطابقين يضمان 14 فصلًا دراسيًا جديدًا، و10 دورات مياه، و7 مرافق إضافية أخرى كالمعمل وغرفة الأنشطة والمقصف ومكتب الممرضات وغرف الإدارة الأخرى.

مدرسة اللحوم هي الأخرى التي تقع بمديرية دار سعد شمال عدن كانت مزدحمة وصفوفها قليلة تعمل بنظام النوبات مع توافد النازحين، كان متوسط عدد الطلاب في الفصل الواحد أكثر من 50 طالبًا في الفترة الأولى. وبفضل دعم المنظمة ومركز سلمان للإغاثة تم تحسين ظروف التعلم وتوسيع السعة لاستيعاب المزيد من الطلاب، الآن المدرسة تضم 22 صفا وغرفة للمعلمين إلى جانب 12 صفا وفيها حمامات، تضم أول وثاني ثانوي وتستضيف من الطلاب النازحين، لأن أغلب من يأتون إليها من المناطق المجاورة أغلبهم من النازحين ليس لديهم مدرسة قريبة.

ووفق التمويل المتوافر في دعم عملية إعادة ترميم وصيانة المدارس نالت مدرسة بئر ناصر الواقعة بمديرية تبن محافظة لحج، نصيبها من المشروعات التعليمية، بعدما عانت من قلة المساحة وظروف التعلم السيئة للطلاب والمعلمين، كانت فصولها قليلة 6 فصول وبكثافة طلابية في كل فصل، مما أُجبر العديد من الطلاب على التعلم بالخارج في الخيام أو في الأماكن المفتوحة تحت الظل. أكملت المنظمة ومركز سلمان للإغاثة الطابق الأول وشيدت الطابق الثاني مع ستة فصول دراسية إضافية، وغرفتين للمعلمين، وثلاثة مراحيض وزودت بالآثاث وشملت الأعمال 6 مراحيض جديدة وترميم 6 أخرى في المبنى القديم، وحاليًا المدرسة ساعدت على تخفيف العبء على النازحين بقبولهم بتقديم خدمات تعليمية محسنة لما مجموعه 1351 طالبًا (550 فتاة و801 فتى).


وأصبحت مدرسة الجيل بمأرب كبيرة وتوسعت وبها مرافق متكاملة بعد أن تم افتتاحها لأول مرة في سبتمبر 2021، فاستقبلت 1550 طالبًا (بنين)، ففيها فصول متعددة تتسع لمختلف الأنشطة، حيث لم تكن هنالك مدرسة في الموقع. تم تشييد المدرسة بشكل كامل من قبل المنظمة وتسليمها إلى مكتب التعليم، مما أتاح للأطفال الوصول إلى التعليم بالقرب من مخيم الجفينة للنازحين.

ولضمان زيادة وصول الفتيات إلى التعليم أيضًا افتتحت مدرسة ربيع القريبة منها فصولًا للطالبات وفقًا لتفويض من مكتب التعليم في مأرب. أتاح كل ذلك الوصول إلى الخدمات التعليمية لأكثر من 11850 أسرة نازحة تعيش في المخيم، والذين أعربوا قبل بناء المدرسة عن مخاوف تتعلق بالسلامة للعديد من الأطفال الذين اضطروا إلى المشي لمسافات طويلة للوصول إلى مدارس أخرى، بينما أفادوا أيضًا أن بعض الأطفال سيبقون خارج المدرسة بسبب هذه المسألة.

ويشتمل المبنى المشيد حديثا على 18 فصلاً دراسيًا، ومكتبين لإدارة المدرسة وسبعة مراحيض. وقدمت المنظمة الدولية للهجرة مكاتب وكراسي وخزائن لحفظ الملفات.


ويوضح أحمد الجبري، مدير مدرسة الجيل بأن المدرسة جديدة حلت مشكلة لكثير من المدارس التي كانت تعاني من ازدحام شديد واستوعبت عدد هائل من الطلاب، والآن لديها 20 شعبة، كما انها تتبنى جميع الأنشطة التي ترعى الطالب لتنقله من البيئة المتعبة والهموم التي عاناها بفعل النزوح إلى جو تعليمي أكثر رقي واهتمام. وفي ذات المدرسة يلفت المعلم محمود عبدالله، إلى أن "انشاء مدرسة في هذا المكان كان له دور كبير، حيث موقعها لها اثر كبير على الطلاب من حيث انشاء مرافق متكاملة وانشاء فصول متعددة، حيث استقبلت الطلاب النازحين".

مدرسة الخنساء للبنات بمديرية القطن محافظة حضرموت تم ترميمها وبناء 8 فصول دراسية ومكتب اداري و4 دورات مياه، وتشرح الطالبة فاطمة الشريف، في مدرسة الخنساء كيف كانت فصولها مزدحمة مما اعاقت قدرتها على التعلم، لكن بفضل جهود المنظمة بالشراكة مع مركز سلمان للإغاثة تم توسعتها جودة التعليم لفاطمة ولزميلاتها من خلال توسيع المدرسة.


الطالبة فاطمة تدرس بالحديدة وبسبب ظروف الحرب جاءت إلى حضرموت لكي تجد مكانًا آمنًا لتكمل تعليمها، ووجدت عند انتقالها إلى مدرسة الخنساء بحضرموت إزعاجا بسبب الكثافة الطلابية والمعلومات لا تصلهم وهذا يجبرهم على عدم التركيز ما يجعلها غير ملائمة.

تشكر فاطمة منظمة IOM ومركز الملك سلمان للإغاثة على تجهيزها، والتي باتت تتوافر فيها كل المتطلبات الملائمة، وأصبحت تجذب الطالبات للتعليم. وتضيف "لكن بعد التدخل تم بناء فصول جديدة وأصبحت شكلها أجمل وفصول أكثر وفيها حمامات إضافية" ومن جهته يعزز علي الشريف كلام ابنته فاطمة بالقول "عندما سجلتها كان عدد الطالبات كثير والصف الواحد فيه 70 إلى 75 طالبة، لكن الحمد لله بعد أن بنوا المبنى الجديد المكون من طابقين، فيها جميع متطلبات".

ومدرسة عمار بن ياسر للبنين الواقعة بمديرية شبام محافظة حضرموت هي الأخرى نالت تدخلا بتوصيل الخدمات اليها من خلال إعادة تأهيلها وتأثيثها وبناء 8 دورات مياه جديدة، وكانت من قبل مهدمة وصفوفها متضايقة ولا يوجد فيها حمامات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى