​بعد التحذيرات الأممية... هل تصل الأوضاع إلى كارثة إنسانية في اليمن؟

> «الأيام» سبوتنيك :

> لا يزال الحديث والتحذيرات الأممية مستمرة من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن والذي يهدد بكارثة نتيجة قلة الدعم الدولي.

يرى مراقبون أن عشرات المليارات من المانحين وصلت إلى المنظمة الدولية لكنها لم تصل إلى مستحقيها نتيجة الاستخدام غير الشفاف لتلك الأموال، ولولا مساهمة منظمات إقليمية في تخفيف معاناة المواطنين قدر المستطاع لحدثت الكارثة منذ سنوات.

ما الأدوات التي منعت وصول الكارثة الإنسانية إلى اليمن؟

بداية يقول المحلل السياسي اليمني، أكرم الحاج: "بكل أسف منذ بداية الحرب في اليمن والأمم المتحدة تعزف نفس السيمفونية التي تتحدث فيها عن الوضع الإنساني والمعيشي وتدعو المانحين للتبرع دون أن تصل تلك الأموال إلى مستحقيها".

الأمم المتحدة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، هناك مليارات الدولارات يتم ضخها من قبل المانحين عن طريق المنظمة الدولية، وإذا نشطت المنظمة الدولية نجدها تنشط لأشياء ساذجة لا تعني الحالة الإنسانية أو الغذائية، بل إن كل أنشطتها لا تخرج عن ورش العمل أو توزيع سلات غذائية محدودة وبعض الأدوات التي يتم توزيعها من خلال المنظمات الإغاثية التي تعمل في اليمن.

وتابع الحاج، الواقع اليمني يحكي أن هناك مأساة بالفعل في اليمن وليس من واقع تقارير الأمم المتحدة، فالوضع الاقتصادي والمعيشي وعدم استلام الموظفين رواتبهم منذ سنوات، كل هذا يمكن أن يرسم ببساطة ما الذي حل باليمن، وربما تكون المجاعة الحقيقية قد وصلت لأكثر من 25 في المئة خاصة في المحافظات البعيدة والقرى المترامية في الجبال وفي الصحاري، كما أن هناك معاناة حقيقية في الوضع الصحي بالبلاد.

الإغاثة الإنسانية

من ناحيته يقول وكيل محافظة حضرموت، المهندس أمين سعيد بارزيق، في العام 2016 وبعد تحرير ساحل حضرموت ساهمت الإمارات بشكل كبير في إعادة تشغيل البنية التحتية، فقامت بتزويد المستشفيات بالعديد من التجهيزات الطبية في جميع مستشفيات ساحل حضرموت، كما قامت بتشغيل العديد من المشاريع المتعثرة منذ سنوات.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، كما كان هناك دعم غير محدود في مجال الأدوية، كما وفرت الإمارات دعما كبيرا لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية، كما كان هناك دعم لقطاع الشباب والقطاع التعليمي ولا يزال الدعم الإنساني مستمر في جميع المجالات، كما يقوم الهلال الأحمر الإماراتي بتقديم دعم إنساني من خلال توزيع السلال الغذائية الشهرية على المحتاجين.

وتابع بارزيق، كما أن هناك منظمات إنسانية أخرى تقدم الإعانات الإنسانية وإن لم تكن بنفس القدر الذي يقدمه الهلال الأحمر مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والذي يقوم بتنفيذ بعض المشاريع أيضا في مجال البنية التحتية، هذا الدعم ساهم بشكل كبير في تخفيف الوضع الإنساني.

تحذير أممي

أكدت الأمم المتحدة في مايو الماضي حاجتها الماسة إلى تمويل كاف من المانحين للاستجابة الإنسانية التي تقودها في مواجهة الأزمة المتفاقمة في اليمن، محذرة من انهيار عملياتها الإغاثية في البلد العربي الذي يمزقه الصراع منذ 7 أعوام.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها، إن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2022 تسعى لجمع نحو 4.3 مليارات دولار "لتدارك التدهور المستمر للأوضاع الإنسانية".

ونقل البيان عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، قوله إن "الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن حقيقة يتعين علينا أن نتصدى لها على وجه السرعة".

الهلال الأحمر

أما المسؤول الإعلامي بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة حضرموت، علي أحمد الجفري، فيقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل حضورها الإنساني في اليمن، عبر توزيع عشرات الآلاف من المساعدات الغذائية و الإيوائية ونفذت مشروعات خدمية وتنموية في عدة قطاعات منها الصحة والتعليم، والبنية التحتية، ومشاريع توفير المياه الصالحة للشرب، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي شملت معظم احتياجات المواطنين.

المعاناة الإنسانية

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، ساهم دعم الهلال الأحمر في تخفيف حدة المعاناة الإنسانية بصورة كبيرة خاصة في محافظتي حضرموت وشبوة.

خلال عام 2021 وصولا إلى شهر يونيو من عام 2022 الحالي، حيث ساهمت الهيئة بشكل كبير في استعادة دورة الحياة الطبيعية واستقرار الخدمات الاساسية وهو ما انعكس بشكل إيجابي على حياة الناس، فتم توزيع عدد 53482 سلة غذائية متكاملة في محافظتي حضرموت وشبوة، استفاد منها 267410 فردا من الأسر المتعففة وأسر الشهداء وذوي الدخل المحدود.

وتجاوز الدعم الإماراتي لليمنيين من المساعدات الإنسانية والإغاثية، إلى دعم قطاعات حيوية ومن ضمنها القطاع الصحي، الذي حظي خلال عام 2021، بدعم غير محدود، وتم تجهيز وبناء عدد 8 مشاريع صحية بمحافظة حضرموت، يستفيد منه حوالي 3 ملايين نسمة بالمحافظات الشرقية باليمن "حضرموت، المهرة، شبوة، سقطرى"، كما أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مشروع العيادة الطبية المتنقلة لعلاج المواطنين وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية لأبناء القرى النائية بمحافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها التي لا تتوفر فيها المستشفيات أو الكادر الطبي.

ووفقا للأمم المتحدة، لا يزال الوضع في اليمن يشكل أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ويحتاج ما يقرب من 80 في المئة من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.

وفي الثاني من يونيو الجاري، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، موافقة أطراف النزاع في اليمن على مقترح أممي لتمديد الهدنة السارية في البلد العربي، شهرين إضافيين تبدأ في الثاني من يونيو الجاري وتنتهي مطلع أغسطس المقبل، وفق بنود الاتفاقية الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي.

وأعلنت الأمم المتحدة، في الثاني من أبريل الماضي، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.

كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى