​حرب بين إسرائيل و"حماس".. ما سيناريوهاتها وما مدى استعداد المقاومة الفلسطينية لها؟

> «الأيام» سبوتنيك:

> وسط استعداد الطرفين وتأكيدهما على إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية قريبة بينهما، لا سيما بعد الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في فلسطين وقطاع غزة، أكدت حركة "حماس" أنها تستعد لمعركة قوية مع إسرائيل.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن "غزة المحاصرة منذ أكثر من 15 عاما تستعد لمواجهة استراتيجية مع الاحتلال الإسرائيلي"، لافتا إلى أن 150 صاروخا ستدك إسرائيل في أقل من 5 دقائق.

وأضاف هنية: "إننا في عصر الانتصارات والتحولات الكبرى التي يصنعها شعبنا والمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة". وتابع: "غزة المحاصرة التي خاضت الحروب والمعارك هي اليوم بمقاومتها وأهلها تتجهز لمعركة استراتيجية مع الاحتلال".

وأردف: "150 صاروخا ستدك الكيان الصهيوني في أقل من 5 دقائق في حال أي وقوع عدوان جديد"، مؤكدا أنه "لا مكان للصهاينة والمستوطنين في المسجد الأقصى المبارك".

وطرح البعض تساؤلات بشأن تهديدات حركة "حماس"، وأسبابها، وكيفية انطلاق هذه الحرب، وردود الفعل الإسرائيلية في ظل توتر الأجواء بينهما.

قدرات كبيرة

اعتبر مصباح أبوكرش، المحلل السياسي الفلسطيني، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تخوض معركة استراتيجية مستمرة ضد إسرائيل منذ عدة سنوات، ومؤشرات نجاحها كحركة مقاومة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية والعسكرية كثيرة وكبيرة، حيث تمتلك قدرات كبيرة في هذا الصدد.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا لا يعني أن الأمور تسير بالشكل الأمثل بالنسبة لحماس وأهدافها الاستراتيجية، لكن المؤكد أنها تتقدم ولا تتراجع في أكثر من مجال، على اعتبار أن هناك جانبا اقتصاديا له تأثيره الكبير في طريقة قياس عامة الناس لمدى نجاح تجربة تواجدها في صدارة المشهد الفلسطيني، وهو الأمر الذي تعيه حماس جيدا وتسعى لمعالجته بطرق متوازنة قدر المستطاع وبلا أي تعارض مع أهدافها الاستراتيجية الأخرى.

ويرى أبوكرش أن إعلان "حماس" الأخير بأنها تتجهز لخوض معركة استراتيجية مع إسرائيل هو إعلان نفسي ومعنوي بالدرجة الأولى يستهدف المجتمع الفلسطيني بالإيجاب والمجتمع الإسرائيلي بالسلب، في إطار انطلاق المعركة الاستراتيجية بينهما منذ فترة طويلة.

وأكد أن معركة سيف القدس الأخيرة، هي واحدة من أهم التداعيات التي برزت كنتاج استراتيجي رغم كل المحاولات الإسرائيلية للالتفاف على هذه الحقيقة والنيل منها، وهو الأمر الذي تتعامل معه حركة حماس بحنكة كبيرة لها ما بعدها.

استعداد المقاومة

في السياق قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إنه من خلال المتابعة وقراءة الواقع الجاري حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وضعت نفسها وأفرادها على أهبة الاستعداد لأي طارئ لمواجهة أي عدوان من قبل إسرائيل.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تقول المعلومات المتاحة والمتداولة إن حركة المقاومة و"حماس" لا تزال تعلن حالة التأهب القصوى في مواجهة إسرائيل، وهذا يدلل على الجهوزية الدائمة، وعلى وجود معلومات لديها بما يفكر به العدو الإسرائيلي، لكنه أكد أن موعد وكيفية المواجهة الاستراتيجية بين حماس وإسرائل تحدده الحركة عبر غرفة العمليات المشتركة، ووفق المعطيات التي تملكها.

وأوضح أن حديث قيادات حركة حماس عن معركة استراتيجية قريبة مع إسرائيل، يعني أن الحركة تتجهز لهذه المعركة، وتحسب لها مواقيتها، وتخطط لها جيدا، كما أنها تملك مفاتيح الدخول فيها، وكيفية الخروج منها.

حرب إعلامية

في السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي الفلسطيني في حركة "فتح"، إن حركة "حماس" تتحدث منذ فترة عن أنها ستحقق انتصارا استراتيجيا، وأنها ستزيل إسرائيل من الوجود، وأن معركة الحسم قد اقتربت، وأكد على ذلك حديث إسماعيل هنية في لبنان.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كل هذا يأتي في سياق الاستهلاك الإعلامي ليس إلا، ولكن لا يوجد جاهزية أو ظروف مواتية تتحدث عن مقدرة حركة حماس للدخول في حرب مع إسرائيل من أجل إزالتها من الوجود، ولا تستطيع حماس أن تتحدث عن معركة استراتيجية حقيقية بالإمكانيات الحالية.

وتابع: "لنكون أكثر واقعية لا حماس ولا أي فصيل فلسطيني يمكنه الآن الدخول في حرب مع إسرائيل، وهذه التصريحات تأتي في إطار الحرب النفسية والإعلامية لزعزعة نفسية الاحتلال ورفع معنويات الشعب الفلسطيني، وهو سلاح مزدوج وطالما استخدمته حركات المقاومة، لكن لا توجد استراتيجية ولا توقيت الآن لفتح معركة مفتوحة مع الاحتلال".

وقبل أيام قال نفتالي بينيت، إن تعاظم القوة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة يتباطأ، بفضل التعاون مع القاهرة وواشنطن، حسب وصفه.

والأسبوع الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، اعترضت صاروخا تم إطلاقه من غزة تجاه عسقلان. وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا هو أول صاروخ يتم إطلاقه تجاه إسرائيل من غزة منذ أواخر أبريل الماضي، وهو الأول تجاه عسقلان منذ عملية "حارس الأسوار" (يسميها الفلسطينيون "سيف القدس") في مايو 2021.

ورد الجيش الإسرائيلي بقصف ما قال إنها مواقع عسكرية تابعة لحركة "حماس" داخل قطاع غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى