الحل في اليمن.. نموذجان للجنوب والشمال

> لا أحد ينكر أن منطقتنا العربية شهدت تجارب عديدة نجح البعض في جوانب منها وأخفق في أخرى إلا أن المحصلة اليوم تظهر أن هناك إصرارًا للبعض للسير بنفس الفكر، وبنفس الوقت غياب تأثير الآخر هنا أو هناك لأسباب عديدة.

لهذا ولأجل إحداث تغيير إيجابي لا بد من تغيير الفكر بدرجة رئيسة حتى يمكن بناء أدوات تغيير جديدة تشكل بآلية مختلفة عن كل سابقاتها والأهم ألا تقصى أحدا.

اليمن يصعب لأي تسوية سياسية أن تخلق الأمن والاستقرار فيه والمنطقة بشكل عام، لهذا لا بد من التدرج في الحل بحيث يتم وضع رؤية شاملة بأهداف استراتيجية على أن يتم وضع برنامج خاص للشمال وآخر للجنوب من أجل تنافس لخلق نموذج.

هذا النموذج المنشود في ظل قوى تملك السلاح والمال والدعم وهي قوى لا تمثل إلا 1 % من المواطنين يمكن تحقيقه إذا ما توفرت عناصر رئيسة أهمها مشروع وطني شامل يعد من قبل ممثلين لشرائح المجتمع عبر حوار جامع يتوصل إلى صيغة متفق عليها تضع حلولا لكل القضايا الموروثة والنظرة المستقبلية لمصلحة الأجيال القادمة، وهذه الصيغة تعرض للاستفتاء الشعبي لتكون دستورا.

وخلق النموذج في الجنوب يمكن تحقيقه أسرع من الشمال لعوامل عديدة، وأن السنوات الأخيرة أثبتت فشل الشرعية بكل مكوناتها وكذا المجلس الانتقالي الجنوبي في تحقيق أبسط مقومات الحياة ليس في المحافظات المحررة فحسب وإنما في عدن العاصمة المؤقتة، ومن هنا تبرز أهمية تغيير الفكر وخلق النموذج للأداة والآلية برؤية شاملة وشفافة.

من هنا ننطلق نحو مناقشة الرؤية مع مواطنينا وأشقائنا وأصدقائنا التي تجمعنا مصالح متبادلة من شأنها تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لحياة حرة وكريمة لشعوبنا وأمن واستقرار لمنطقتنا والعالم.

نحن نعبر عن تطلعات النسبة الكبرى من المواطنين بكل شرائحها التي فقدت الأمل في كل المكونات المشاركة في السلطة اليوم وتتطلع لرديف سياسي جامع لا يقصى أحدا، يحمل رؤية شاملة ينافس المكونات الأخرى على مشاريع وليس على تقاسم سلطة كما هو الحال القائم وبنفس الوقت يخلق تحالفات محلية وإقليمية ودولية على أساس المصالح المشتركة وهي كثيرة.

أملنا أن يوصل هذا النداء لكل المعنيين وتجاوبهم من منطلق المصلحة المشتركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى