المغرم الجنوبي والمغنم اليمني!

> هذه هي الفرصة الوحيدة التي تتيح لمحافظة أبين التنافس مع نفسها وليس مع غيرها كما سبق وإن حدث في المراحل الماضية التي وضعت أبناء المحافظة الجنوبية في الطليعة.

النزول من أعلى الشجرة يعد مكسبا لأبين، إذا ما أحسنت الأخيرة التصرف والتفت لشأنها الداخلي كما هو حال المحافظات الشرقية سابقًا. إذ تفيد التجربة بأن القيادة غالبا ما تكون مغرما وليس مغنما.

ربما هو المغرم الذي مازال عالقا في الذهنية الأبينية بصورة تقليدية أعاقت تقدمها، وهو المغرم الذي تدفعه اليوم محافظة الضالع بالنيابة عن الجنوب.

غير أنه في اللحظة الراهنة يبدو الكل في الداخل اليمني منشغلا بنفسه باستثناء الجماعة الحوثية شمالا ومحافظة الضالع جنوبا وإلى حد ما محافظة شبوة. إذ تمتلك الجماعة اليمنية بعدًا عقائديًا يسعى للسيطرة على كامل اليمن، فيما تتجه الأنظار إلى المحافظتين الجنوبيتين بوصفهما رأسي الحربة.

بالمقابل بعد أن وضعت مشاورات الرياض مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس النواب اليمني في أيادي النخبة السياسية من محافظة تعز، يفترض أن تعود الأخيرة لصدارة المشروع القومي العربي في مواجهة الإماميين الجدد "الحوثيين". لكن حتى هذه اللحظة مازالت المحافظة الشمالية تفتقر للشخصية القيادية، مما يشير للسير في درب السلامة وفق المتاح والممكن. أو هكذا يبدو القرار الحكومي منذ أن كان الأخير بيد محافظة مأرب شرق البلاد، حيث دائمًا ما تبرز قوة وسيطرة الحوثيين إزاء مرونة وتراجع الحكومة اليمنية.

على عكس التجربة الجنوبية أعلاه التي تفيد بأن القيادة مغرم وليس مغنم كما هو حال محافظة أبين ومحافظة الضالع وكما هي الظروف والمعطيات الطبيعية للحرب، أثبتت محافظتا مأرب وتعز العكس تماما. حيث يستشري الفساد المالي والإداري وشبكات المحسوبية والتسيب الحكومي في ظل مسؤولية الأخيرتين، وبالمقابل لايتواجد منافسًا واحدًا للجماعة الحوثية شمالا حتى وإن كان هذا المنافس هو رأس الدولة اليمنية!.

إذ تنتقل المداولات السياسية حول الأزمة اليمنية من مطالبة الجماعة الحوثية بوقف هجومها العسكري على مأرب، إلى مطالبة نفس الجماعة بفك الحصار عن تعز وفتح الطرق والمعابر التي تربط الأخيرة بصنعاء.

الانتقال من المسار العسكري إلى المسار السياسي، جاء بالتزامن مع عملية نقل السلطة من الرئيس هادي إلى مجلس القيادة الذي يرأسه رشاد العليمي. مما يشير إلى السيطرة السابقة لحزب الإصلاح ومحافظة مأرب مقابل السيطرة الحالية لحزب المؤتمر ومحافظة تعز.

الثابت بين هذا وذاك هو عدم قتال الحوثيين أو مقاومتهم، بينما تستمر الهجمات العسكرية والأمنية على الجنوب.

وذلك هو المغرم الجنوبي إزاء المغنم اليمني!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى