شمة (الحوت).. السم الذي يفتك دون ضحيج

> هلال فايز

> انتشرت على نطاق واسع ظاهرة تعاطي التبغ الرطب (الشمة) بين أوساط الأطفال والمراهقين والنساء كذلك بالعاصمة عدن.

وحلَّـت هذه الظاهرة ككابوس مخيف على الآباء والأطباء لتنحى منحًى آخرًا من خلال تناول شمة (الحوت) تحديدًا والتي أصبحت تلوِّث أفواه الكثيرين في عدن.

وبرزت هذه الظاهرة لتدق ناقوس الخطر في المجتمع مع ما يُقابله من سكوت مريب تجاهها من قِبَل السلطات الرسمية، خصوصًا مع تظافر جهود العالم في مكافحة المخدرات والذي يتزامن موعده في السادس والعشرين من يونيو في كل عام.

ونظرًا لتزايد أعداد متعاطي شمة الحوت في العاصمة عدن فقد التقت "الأيام" بعينة منهم لمعرفة ظروف انزلاقهم إلى الإدمان على هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة.


مراهق:عند تناولها أعيش في عالم افتراضي خاص بي بعيداً عن الواقع

من مديرية التواهي يتحدث المراهق (م. ن. أ) بأنه يتعاطى هذه المادة بشكل يومي زاعمًا أنها تأخذه إلى أجواء خارجة عن الحياة الطبيعية.

وعن ما إذا كان سيقلع عنها قال :"إنَّ تركها سؤدي به إلى حدوث مضاعفات نفسية قد تقوده إلى الإصابة بأمراض هو في غنًى عنها".

الشاب (ب. س. ع) عزا لجوءه إلى تعاطي شمة الحوت لتنوع نكهاتها ما بين (الفراولة والنعناع) وهي نكهات -كما قال- "ينتجونها لمعرفة المصنعين بأنها مرغوبة لدى الأطفال والمراهقين وهذا المدخل للترويج لها".

أحد المدمنين في مديرية البريقة ويدعى (صلاح) عزا استخدامه لهذه المادة المخدرة للخروج من الواقع الكئيب الذي يعيشه في منزله، حيث إنه يعاني من مشكلات عائلية مستمرة بسبب حالة الفقر والعوز، والتفكير الدائم في مصدر الرزق، وهو ما جلب له الهموم والغموم.

أما الشاب (أ. س) من مديرية المعلا اعترف أنه في الآونة الأخيرة أقبل على تناول شمة الحوت بكثرة لأنه يعيش في حالة فراغ نفسي عميق، بسبب انفصال خطيبته عنه والتي فضَّلت شابًا آخرًا ميسور الحال، وهو ما أصابه بهزيمة نفسية جعلته منطويًا عن الناس كذلك.

عامل في مهنة حرفية بمديرية الشيخ عثمان (ف. د) يجد منها مردودًا ماليًا مناسبًا كل يوم أفاد بأنه عند تناوله لهذه المادة المخدرة (شمة الحوت) فإنه يشعر بالنشاط والحيوية، مما يؤدي به إلى القيام بأداء عمله على أكمل وجه، بل إنه ينجز المهام في وقت قياسي مقارنةً بأوقات أخرى تمر عليه ببطء في حال لم يتناول هذه الشمة، فيتراكم عليه العمل وتتعطل مصالحه مع زبائنه.

شاب جامعي:تخرَّجت إلى مجتمع وجدت نفسي فيه متعاطياً لشمة الحوت

شابٌ متخرج من الجامعة ويُرمز إليه بـ (ز. س. أ) اعتاد التفوق في دراسته لكنه فشل في تحقيق بعض الأهداف بحياته العملية، أصبح بعد تخرجه عاطلًا عن العمل، وبنفس الوقت على عاتقه مسؤوليات كبيرة كاد بسببها أن يفقد صوابه ويقترف الجرائم، فقرر أن يلجأ للشمة المخدرة لأنه -وفق ظنه- تعتبر أقل الضرر تجاه نفسه وأمام المجتمع.

بدأت التعاطي من باب التسلية ثم أدمنت عليها.

مراهق من مديرية المنصورة (ف. س) ويبلغ من العمر (16) عامًا كان يشاهد أصدقائه وهم يتعاطون شمة الحوت، ومن ثم يتبدل سلوكهم إلى نوع من اللطف والهدوء، وبخجل شديد منهم بدأ يتناولها على سبيل التسلية للتجربة ليس إلا، ورويدًا رويدًا أصبح أول ما يفعله بعد استيقاظه من نومه في صباحه وضع المادة المخدرة في فمه.

إلى ذلك توجه مراسل "الأيام" إلى المرشد الاجتماعي في إحدى المدارس الأهلية (خ. ع. ب) والذي أفاد بأن غياب دور الرقيب في الأسرة هو الذي جعل من استفحال هذه الظاهرة أمرًا مخيفًا، مضيفًا أن الفقر والجهل عاملان إضافيان كذلك.

ودعا المرشد الاجتماعي المستنيرين في المدينة إلى عقد ندوات توعوية من مخاطر هذه الآفة، وطباعة ونشر المطويات التثقيفية وتوزيعها على الطلاب في المدارس والجامعات من أجل حماية الطلاب والشباب.

مرشد اجتماعي:يجب تفعيل دور لجان المراقبة على المحلات التجارية

وناشد مكتب وزارة الصناعة والتجارة في العاصمة عدن بتفعيل دور لجان الرقابة على المحلات التجارية وكذلك (أكشاك) بيع "التمبل" للحد من ترويج وبيع شمة الحوت، مشيرًا إلى أنها تُباع بشكل طبيعي وليست سرًا وكأنه منتج عادي.


طبيب: شمة الحوت تسبب سرطانات اللسان، والفم، والحنجرة.

وبخصوص الآثار المترتبة على جسم الإنسان جرَّاء تعاطي شمة الحوت أجرت "الأيام" لقاء مع طبيب عام في مستشفى خاص (عامر نجيب عبدالقوي) والذي أوضح بأن هذا السم القاتل  يصيب جسم الإنسان بعدد من الأمراض أبرزها:-

انسداد مجرى التنفس.
 سرطان اللثة.
 ضعف المناعة.

وهي أمراض تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وفي حال عدم تداركها تؤدي إلى الوفاة.

مادة "النيكوتين" الموجودة بهذه المادة المخدرة تسبب الإدمان.

وأضاف الطبيب عبدالقوي أن هذه البودرة المخدرة تعمل على تقرحات فطرية في اللثة، وتصيب متعاطيها بالتهابات في الفم، تجعله غير قادر على تناول الطعام في حال الإدمان عليها، بالإضافة إلى إحداث تغيرات بالخلية المحفزة بالإصابة بمرض السرطان المميت، لافتًا إلى ازدياد معدلات الإصابة بسرطان اللسان، والفم، والحنجرة، ومن خلال البحث وجدنا أن شمة الحوت تتكون من مادة التبغ الضارة بصحة البدن، كاشفًا أن مستخدمي هذه الآفة من غير المدخنين يظنون أنهم في منأى عن الإصابة بأمراض السرطان التي في السجائر، وهذا غير صحيح، لذلك فليعلموا أنهم حاملون في أجسادهم لمادة (النيكوتين) القاتلة، وهي المادة المسؤولة عن تحفيز الدماغ البشري بضرورة أخذ جرعات مستمرة منها، وهذا ما يقود المتعاطين إلى الإدمان والوقوع بالفخ بعد فوات الأوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى