المالكي يستعد لحرب شيعية - شيعية للتخلص من الصدر

> بغداد "الأيام" العرب

> ​كشف الجزء الرابع من تسريبات صوتية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ورئيس الإطار التنسيقي عن خطة واسعة لمواجهة مفتوحة مع التيار الصدري وحلفائه من السنة والأكراد تقوم على تهيئة فصائل مسلحة وكاملة الولاء للمالكي لحسم الموقف في العراق بالقوة.

وتعني التسريبات أن المالكي وصل إلى قناعة مفادها أنه يتقبل حربا شيعية – شيعية للخروج من مأزق العلاقة مع الصدر الذي وصفه بالقاتل والجاهل ونعت أعضاء تياره بالجبناء.

وقال المالكي في التسريب الجديد “العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد، إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر ومسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي، فإذا أسقطنا مشروعهم نجا العراق، وفي حال عدم استطاعتنا فإن العراق سيدخل في الدائرة الحمراء”.

وتابع “أنا أعلم أن الصدر سيستهدفني أولاً، لأنني دمرته، ولن أبقي التشيع والعراق بيد مقتدى الصدر، وفي حال عجزت وزارة الداخلية فلن أعجز، ولدي الآن 10 – 15 تجمعا (ميليشيات) لأُسلِّحهم، وأبقيهم مستعدين للمرحلة الحرجة، وسأهجم على النجف في حال هجم الصدر، فهو رجل حاقد، ولديه ثلاث خصال سيئة، فهو يريد دماً، وهو جبان، ويريد الأموال وسرق البلاد كلها، ويريد أن يكون ‘ربكم الأعلى’، والإمام المهدي، كما يدّعي جماعته بذلك”.

عدم اعتراف المالكي بالجيش والشرطة يعني عدم اعترافه بالدولة، وأن خطتَه السيطرةُ على الدولة أو بناء دولة موازية

وأضاف المالكي “قلت للكاظمي إن الجيش والشرطة لا يُعتمد عليهما، ولن يفعلوا شيئاً، ولن أثق بك أو بجيشك، فرد (الكاظمي) بأن هناك جيشا وشرطة، فقلت له لا”.

وكانت أجزاء أولى من التسريب قد أثارت لغطا سياسيا واسعا خصوصا في أوساط الشيعة، واستثارت ردا فوريا من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على الرغم من تأكيد المالكي أن التسريبات مفبركة.

وقال الصدر لأنصاره “لن ندخل في فتنة”، و”لا تكترثوا بالتسريبات فنحن لا نقيم له (المالكي) وزنا”، لكن كلمته بمناسبة صلاة الجمعة حملت ردا قويا خاصة ما تعلق منها بدعوته إلى حل الميليشيات وتحديد أنشطة الحشد الشعبي، وذلك ردا على ما قاله المالكي في التسريب الماضي.

واتهم المالكي -بحسب المقطع المنسوب إليه- الصدر بأنه “يعمل ضمن مشروع بريطاني مباشر”، مشددا على أن “الوضع الحالي خطير جدا، وأنا كنت أريد أن أؤسس الحشد مثل الحرس الثوري الإيراني لكن لم يتركوني”.

واعتبر الصدر ضمن كلمته الموجهة إلى أنصاره في خطبة الجمعة أنه “لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميليشيات منفلتة، لذا عليهم (…) التحلي بالشجاعة وإعلان حل جميع الفصائل”.

ورأى أنه ينبغي “حفاظا على سمعة الحشد” أن تتم “إعادة تنظيمه وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة والاعتناء بالمجاهدين منهم والاهتمام بأحوالهم”.

وقال مراقبون إن المعركة بين المالكي والصدر باتت مكشوفة من خلال التصريحات، وإنه من الصعب استمرارهما في الساحة معا، فالصدر يربط حربه على الفساد والمحسوبية بوجود المالكي، فيما الأخير لا يخفي استعداده لاستراتيجية الأرض المحروقة للتخلص من خصمه، وفق الجزء الرابع من التسريبات التي نشرها الصحافي العراقي علي فاضل المقيم في الولايات المتحدة.

ويعتبر المراقبون أن الخطاب الذي جاء في الجزء الرابع من التسريبات يأخذ العراق إلى منحى خطير، وأن المالكي على استعداد لخوض حرب أهلية شيعية – شيعية من أجل أن يقود هو بنفسه التشيع في العراق ولا يتركه للصدر، لافتين إلى أن الأخطر في كل ذلك اعتراف رئيس الوزراء السابق بامتلاكه مجاميع مسلحة على استعداد لتنفيذ خططه، وأنه لا يعترف بالجيش والشرطة.

يعني عدم اعتراف المالكي بالجيش والشرطة عدم اعترافه بالدولة ككل، وأنه سيعمل على بناء دولة داخل الدولة، وهذه هي الخلفية التي تأسس عليها الحشد الشعبي؛ إذ كان الهدف بناء حرس ثوري عراقي موال لإيران وقادر على فرض إرادتها بالقوة في حال جاءت حكومة عراقية وسعت للنأي بنفسها عن نفوذ طهران أو حاولت تفكيك الميليشيات.

وأكد المالكي في التسريب الذي نفاه لاحقا “ضرورة الحفاظ على المصالح الشيعية إزاء التكتلات القائمة كون الصدر جاهلا، لا يمكن التسليم له بحكم العراق”.

وأعاد زعيم ائتلاف دولة القانون التذكير بما يسمى “صولة الفرسان” التي قادها في 2008 ضد ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر من أجل فرض هيبة القانون، وقال إن الصدر “يجبن” ويتراجع عندما يجد من يواجهه.

ويشير المراقبون إلى أن التجاء الصدر إلى التصعيد عبر الشارع واستعراض القوة الذي جرى بمناسبة صلاة الجمعة في بغداد يظهران أنه كان على علم بتفاصيل خطط المالكي، وأنه رد برسائل ميدانية على رسائل افتراضية.

ووجه الصدر الخميس رسالة تحفيز إلى الشارع العراقي للتحرك من أجل ما أسماه “مناصرة الإصلاح”، وذلك قبل يوم على صلاة “الجمعة الموحدة” التي كان دعا إليها أنصاره في خطوة تصعيدية ضد خصومه من الإطار التنسيقي، ولاسيما المالكي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى