> تقرير/فردوس العلمي
- أيناد طفلة فقدت روحها بالتخدير وعمد الجناة إلى "فبركة" تقرير عن سبب الوفاة
تتزايد الأخطاء الطبية في كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة بعدن
ولم يجد ذوو الضحايا من يحاسب أو يعاقب مرتكبي هذه الجرائم، حيث أصبح
الذَّهاب إلى الكثير من المستشفيات مخيفًا ومرعبًا، فقصص الأخطاء الطبية
أصبحت أمرًا مخيفًا وليس له عقاب أو حساب.
حي السيسبان فقد ابتسامة وفرحة وشقاوة الطفلة أيناد التي أدخلت مستشفى 22 مايو لأجراء عملية صغرى لا تستغرق الكثير من الوقت. دخلت أيناد المستشفى تمشي وتضحك وبصحتها، لكن شاء الله ألّا تفوق من عملية التخدير وتخرج من المشفى محمولة في أحضان والدها، تشيعها دموع أمها وصراخ أفراد أسرتها.

الطفلة إينآد في الزي المدرسي
هل يشعر الفرد بالموت وأنه راحل عن دنياه وعن أحبته؟ هذه التساؤلات راودتني خلال حديثي مع والدة الطفلة أيناد ابنة السابعة التي رحلت عقب عملية جراحية بسيطة تسمى بالعرف الطبي "عملية صغرى".
تقول والدة أيناد وملاح الحزن مرسومة على وجهها ودموعها معلقة بأهدابها وهي تتحدث عن ابنتها "أثناء انتظار العملية كانت ابنتي في حضني كلما حاولوا أخذها من حضني كانت تتشبث بي وترفض، وكانت تنظر إلي بشكل غريب كأنها تودعني أو كأنها تترجاني ألا أتركها لهم" … تبكي الأم بوجع وتقول "ليتني فهمت نظرات ابنتي ولم أتركها لهم… تجهش بالبكاء وهي تردد: لم تكن ابنتي تعاني شيئًا فقبل العملية كانت طبيعية وتلعب مع إخوتها" .
وعن أسباب أخذ الطفلة للمستشفى.. توضح ألام "كانت ابنتي تعاني عند التبرز، حيث كان برازها مصحوبًا بالدم وبعدها أصبح لديها لحمية زائدة، ذهبت بها للمستشفى وحين سألني الطبيب أبلغت بخروج عرق من الدبر يقطر دمًا، وأخبرني الطبيب بأن الطفلة بحاجة عملية لربط العرق".
وتواصل حديثها "انتظرنا أمام بوابة العمليات من الساعة 12 الظهر وحتى الساعة ثلاث العصر، ولم تصح ابنتي من التخدير، بعدها أخبرونا أن البنت لم تصح مضطرين يدخلوها العناية المركزة ".
وتقول "لم يرحموا دموعي وأنا أترجاهم أن يأتوا بطبيب مخ وأعصاب لمعرفة سبب غياب الوعي لابنتي، لكن لم تتجاوب معي إدارة المستشفى وتركوا طفلتي تصارع الموت في غرفة الإنعاش ".
عمر علي عبد الله والد الطفلة أيناد قال "ذهبت إلى المستشفى كي أعمل عملية لصغيرتي ولم أتوقع ألّا تعود ابنتي للبيت من جديد، ابنتي ماتت في غرفة العناية المركزة، بعد أن خرجت من غرفة العمليات شبه ميتة، فلم تصح ابنتي من التخدير، وللأسف ماطلونا كثيرًا، ليخبرونا عما حصل بسبب خطأ في التخدير، لم يخبرونا إلا بعد أن عملنا مشكلة وارتفعت أصواتنا، أخبروني أن سبب الغيبوبة هو زيادة في التخدير. يقولها بوجع ماتت ابنتي ولا أريد غير العدالة، لعبوا بالتقرير وكذب علينا حتى الطبيب الفلسطيني المتخصص بالتخدير، قال لو صحت الطفلة سوف أذبح كبشًا وأعطانا مبلغًا ماليًا، وهو الوحيد الذي كان بشكل متواصل يتفقد ابنتي".
وقال الأب "نحن نطعن في تقرير اللجنة وابنتي ماتت بخطأ طبي لو أخبرونا من البداية بأن هناك خطأ وأن ابنتي سوف تموت، كنا تقبلنا الأمر فالموت لا شيء يرده وهو قضاء الله وقدره، لكنهم تلاعبوا بنا واحتقرونا لأننا من طبقة فقيرة".
الناشط الحقوقي عادل فرج مبروك متقاعد عمل كمدرب إكلينيكي (فني أشعة) لطلاب معهد أمين ناشر يتحدث قائلًا "هي كانت ضحية إهمال، فهي لديها لحمية زائدة في (الدبر) وهي عملية صغرى لا تأخذ وقت طويل".
وأضاف "دخلت أيناد غرفة العلميات وهي واعية، لكن لم تستفيق بعد العملية من التخدير، طلبنا من مدير المستشفى معرفة الأسباب التي أوصلت الطفلة إلى هذه الحالة، وقيل لنا ستفصل اللجنة الطبيبة بالأمر وانتظرنا طويلًا للفصل بالقضية ".
وقال " هذه الجريمة تعتبر من جرائم القصاص لحرمان طفلة من الحياة ونحن نقول هو خطأ متعمد، فإذا كانت العملية صحيحة كما يقال ربما يكون خلل بالأكسجين وهذا سببه عدم انتباه من الطبيب، فكان من المفترض كطبيب أن يراقب الأكسحين، وعلى الرغم من خروج الطفلة بحالة حرجة من غرفة العمليات نفاجأ بأن الطبيب خرج إجازة ولم يتابع حالة الطفلة ".
ويتحدث عن تقرير اللجنة الطبيبة قائلًا "استلمنا تقرير اللجنة الطبية واطلعت عليه وعرض على خبراء، وللأسف التقرير فيه الكثير من الفجوات، فالتقرير يفتقر إلى المصداقية والدقة في التشخيص ومعتمد على معلومات غير صحيحة ".
ويضيف" في تلك الفترة كان منتشرًا مرض الحصبة فإذا كانت الطفلة حقيقة مصابة بفيروس الحصبة، لماذا بقيت في العناية المركزة 28 يومًا بعد خروجها من غرفة العمليات، وخلال هذه الفترة لم تظهر عليها أي علامات للحصبة؟ وهذا مؤشر لعدم مصداقية التقرير، التقرير يقول بإن الأطباء تناوبوا على الطفلة بالعناية يوميًا بما فيهم طبيب الأعصاب والجراح والباطني وهذا لم يحصل لم يزر الطفلة بالعناية غير طبيب أطفال باطني هو د. محمد طاهر ومرة واحدة فقط من كان يزورها يوما د. مارسيل خالد طبيب باطني.
وأضاف "كان مفترض أن يكون تقرير اللجنة الطبية تقرير دقيق وصادق كون المسالة تتعلق بحفظ النفس وهو حق يحميها القوانين والشرع".

الطفلة إينآد في المستشفى
وقال" توجهنا إلى مدير الصحة والسكان د. عبدالرب المفلحي وطلب والد الطفلة نسخة ورقية من التقرير وكان الرد صادم لنا حيث قال "صور التقرير بالجوال ووصلوا التقرير إلى حيث ما تريدون، وكان هذا تحد ولسان حاله أنت طبقة فقيرة مهمشة ومن منطقة فقيرة اركبوا أعلى ما في خيلكم وهذا يعدّ استهتارًا بحق المواطن".
ويوضح جَدّ الطفلة بأن الطبيب الذي أجرى العملية هو جراح عام، وعلى الرغم من هذا تجده يعمل في كل أنواع الجراحات في المستشفى، والمريضة طفلة ذات سبع سنوات وهو وليس متخصص بجراحة الأطفال، وهذا يعدّ تجاوزًا لحدود المهنة والعملية برمتها وهو خروج عن أخلاق المهنة".
وأضاف "الموت والحياة بيد الله عز وجل ولكن يجب مساءلة ومحاسبة من ارتكب الخطأ، ونطالب بالإنصاف وجبر الضرر حتى لا تتكرر المسألة والاستهتار بأرواح البشر".

إينآد في احد المناسبات العائلة