استثمار تداعيات الحرب

> > المعالجات التي يضعها التحالف لتحقيق أهداف حربه"كالرئاسي" مثلًا ليست حُجة للوحدة ولا حُجة لرفضها فقد فرضته ولاية حرب التحالف وتفويضها الدولي والبحث عن دوافع لتحقيق أهدافها، ولم يأتِ بها جنوبيو الاستقلال"الانتقالي" حتى يقال إنه مدموج في الشرعية، ولا فرضه الشماليون عليه، لكن الجنوبيين ومشروعهم جزءًا من الحرب ويخضعون لولايتها، هي ذات الولاية التي أخرجت الرئيس ونائبه في بضع ليلة، ولديهم قوات وجيش ومليشيات وشرعية ومشروعية ولم يقل أحد أنه لو رفض وتمرد فإن العالم لن يحاربه، مثلما يرددون أن الجنوب لو أعلن استقلاله لن يحاربه أحد.

القوة التي عزلته ونائبه هي من صنعت "أطراف الرئاسي" وفرضته في عدن لتحقيق أهداف حربها أو أجزاء منها.

وعليه فولاية التحالف وتكتيكاته للحرب ليست حُجة للتنازل عن مشروع الاستقلال فهو مشروع كان أيام عفاش قبل الحرب، ومع منصور قبل الحرب وأثنائها، ومع "الرئاسي"، ومحاربة مشروع استقلال الجنوب أو الانتصار له ليست من أهداف حرب التحالف ولا من أسباب تدخّله؛ بل من أهدافه هزيمة الانقلاب ومحاربة الإرهاب.

لا يعني ذلك أن التحالف لا يبحث عن قوى تضعف الانتقالي بل تحاول استبعاده -لمصالحه أو لمصالح أطراف فيه- وليقول أنه خرج من الحرب "واليمن واحد" وأنه ليس سبب فشل وحدة اليمن على الرغم من أن فشلها قبل حربه وعلى الرغم من فشله في هزيمة الانقلاب ومن هذه الزاوية سيساعد قوى يمنية مثّلها في "الرئاسي" بوضوح كبير فيه ويعد العَّدة لدعمها وستكون في خطورة غزو 2019 إلا من أراد أن يرى الواقع كما يتخيّل وليس كما هو.

الحالة الراهنة في شبوة وغيرها من المناطق المحررة معيشيًا وأمنيًا وخدميًا هي تداعيات حرب وتعانيها كل محافظة بحجم أهميتها في هذه الحرب وتسابق القوى المحلية والإقليمية والدولية للتأثير فيها، فالتداعيات جزء مهم ومقصودة من الحرب وليس المسؤول عنها مسمى الوحدة التي انتهت بحرب 94، وليس المسؤول عنها المشروع الجنوبي الرافض لمسمى الوحدة منذ تلك الحرب وتتويجًا لثورته السلمية 2007 ثم رفضه لأُحادية المقاومة ضد الحوثي وتمييز مقاومته الجنوبية مهما حاولوا الالتفاف عليها، فالمسؤولية هي مسؤولية الحرب والجهات التي قامت بها وهي الانقلاب والشرعية اليمنية والتحالف والقوى المتصارعة لتحقيق أجندتها ومشاريعها بالذات في الجنوب ولن يكون الرئاسي إلَّا لافتة جديدة للصراع في الجنوب، أمَّا الشمال فمحسوم مع الحوثي، أما رفض الوحدة في الجنوب فقد كان سابقًا على الحرب وليس من تداعياتها وما أنتجته من سوء خدمات واختلالات أمنية، الهدف منها تقطيع السياق الجنوبي بين محافظات الجنوب وتنشغل كل محافظة بتداعياتها ويكون الحل "عودة حليمة بمناكير وكوافير جديدة" بعد استهلاك ورقة الإخوان التي لاتزال خطرة لكن ليس بخطورة "المخفي" وحل القضية الجنوبية في إطارها، لذا لن تكون معالجات آثار الحرب بتكريس ما كان قائمًا ومرفوضًا قبلها في الجنوب واعتبار مسمى الوحدة وصفة العلاج مهما كان طريقة إخراجها فهي تكرار لما قبل الحرب التي ثار عليها الجنوب وطالب باستقلاله عنها ولن تكون تنقيتها بالحرب حلًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى