​ملف اليمن يتصدر حوارا علنيا بين الرياض وطهران في بغداد

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
أعلنت الحكومة الإيرانية إنها تلقّت طلبًا سعوديًا لنقل المفاوضات بين البلدين إلى العلن، وتجاوز النقاشات الأمنية إلى السياسية، وهو ما يعني تحقيق تقدم خلال الفترة الماضية.

يأتي ذلك بعد عام كامل من المفاوضات غير المعلنة بين الطرفين، وخمس جولات من المحادثات بدأت منذ إبريل 2021 واحتضنتها العراق.

وتشير المعلومات إلى أن اللقاء سيعقد في بغداد بين كل من وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان وقد يكون موعده قريبًا قبل نهاية الأسبوع.

وترجمة للأجواء الإيجابية أعلنت دولتا الكويت والإمارات عن الاستعداد لإعادة التمثيل الدبلوماسي مع إيران عبر تبادل السفراء في خطوة عكست أجواء الارتياح خصوصًا بعد قمة جدة. فهل تنعكس أجواء اللقاء إيجابًا على لبنان؟

العميد الركن هشام جابر يؤكد "بأن المباحثات بين إيران والسعودية عندما تصل إلى مستوى وزراء الخارجية فحتمًا ستكون تداعياتها إيجابية على المنطقة، ولكن السؤال أين سيعقد اللقاء؟ في طهران أم الرياض؟ أعتقد بأن وزير الخارجية الإيراني مستعد للذهاب إلى الرياض أكثر من استعداد السعودي التوجه إلى طهران"، مشيرًا إلى أن "المكان لم يتحدد بعد، لكن برأيي، تكون نتائجها أفضل إذا قفزنا فوق بغداد، وحصل اللقاء في الرياض أو طهران، لأن حصوله في بلد ثالث يعني بأنه ما زال هناك بعض من الحذر أو الخصومة والعداء.

ولكن في حال لم يتفقا على هذا الأمر، فمن المرجّح أن يعقد اللقاء في بغداد، طبعا البلدان يقرران، ولكن عندما نرى بأن المفاوضات عُقدت في طهران يمكن عندها القول بأنها قد حُلت، وفي الرياض أقول اقتربت من الحل، بينما حصولها في بغداد قد لا يؤدي إلى نتائج فورية، بل إلى نتائج إيجابية خطوة تلو الأخرى وقد يصار إلى تأجيل الأمر إلى موعد آخر، ولكن بما أن المنطقة على كفِّ عفريت وتواجه استحقاقات كثيرة وأهمها اليمن ولبنان والعراق، اعتقد بأن عقده في طهران أو الرياض أفضل، أما إذا انعقد في بغداد فيكون جيدًا وأفضل من عدم انعقاده، ولكن المفاوضات ما زالت تجري في العراق منذ مدة وتتقطع، لذلك أخشى أن يكون الاجتماع، على الرغم من أن مستوى التمثيل أعلى، على غرار الاجتماعات السابقة".

ويضيف: "هذا من حيث الجغرافيا، أما من ناحية المواضيع التي سيتم بحثها، بالطبع سيتصدر الملف اليمني الذي يقلق السعودية إلى حد بعيد، ما عداه من الملفات، فالجميع يعلم مدى تأثير إيران في اليمن، وإيران ستتبنى برأيي وجهة نظر الحوثيين وتستطيع التفاوض مع السعوديين لإيجاد حل، وإذا لم يكن الحل النهائي فعلى الأقل قد يتوصل الفريقان إلى وقف المعارك العسكرية".

ويعتبر جابر بأن "الملف الثاني الذي سيتم بحثه هو حتمًا ملف حزب الله ولبنان، لأن الطرفين معنيان بهذا الأمر، ولكن لا يمكن لي أو لغيري أن يعرف نتيجة الاجتماع ولكن سيكون في أغلب الظن إيجابيًا، وحتما لو لم يؤدِّ إلى نتيجة انقلاب في المواقف لكنه حتمًا سيؤدي إلى التهدئة على المستوى السياسي وستكون انعكاساته جيدة على لبنان الذي يعاني فعلًا من مشكلة أساسية وهي إيران وحلفاؤها من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن "بما أن معركة الرئاسة اقتربت، فسيتم برأيي البحث ببعض الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية".

ويتابع: "ومن المتوقع خلال اللقاء أن يسأل الإيرانيون السعوديين عن مخاوفهم وما الذي يزعجهم، صحيح أن ملف اليمن سيكون في المرتبة الأولى على طاولة المباحثات، لكن إلى جانبها تأتي شؤون المنطقة، وأهمها لبنان وخاصة بأن هناك استحقاقًا رئاسيًا"، مشيرًا إلى أن في حال عدم حصول توافق أمريكي سعودي حول الموضوع من جهة، وإيراني من جهة أخرى على رئيس للبنان فلا انتخابات رئاسية.

إذ أنه من المفترض أن يتم انتخاب الرئيس في سبتمبر، أصبحنا على مسافة قريبة من انتهاء ولاية الرئيس، شهر أو شهر ونصف، وهي مدة تمر بسرعة ومن المفترض أن يتم التوافق على شخص قادر على حل الأزمة في لبنان ولكنه لن يأتي إلا بتوافق أمريكي سعودي إيراني و- استطرادًا - سوري، فهذا موضوع آني لا يمكن تأجيله وإلا لن يكون لدينا رئيس"، معتبرًا بأن للسعودية وإيران دورًا أساسيًا في لبنان، بالطبع بعد الولايات المتحدة. وإذا اتفق السعودي والإيراني على شخصية ومواصفات الرئيس المقبل في لبنان عندها يمكن تسويقه من قبل السعودية مع الولايات المتحدة وفرنسا والغرب، وإيران تسوقه مع سوريا وجماعتها في إيران "حزب الله" الذي هو الناخب الأول".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى