كثيرا ما نقرأ أو نسمع أو من خلال ما نشاهد ونتابع من أخبار على القنوات المختلفة وخصوصا الإخبارية منها، كلمة أو عبارة (ولي العهد) أو (ولاية العهد) وهي كلمة اقترنت كثيرًا بالأمراء الذين تتم مبايعتهم والتوافق عليهم من قبل جميع أفراد الأسرة الحاكمة في أي بلد ذات طبيعة ملكية، وهذا الربط له دلالته كون من يحمل هذه الصفة المهمة والمنصب السياسي الرفيع يعول عليه البناء والتنمية وإعلاء شأن الأمة التي يحكمها واعتلى من خلالها عرش الحكم. والولاية هي من يعهد إليه بإدارة دفة الحكم من بعد من يتولاها في الأصل فيخلفه فيها ويستمر في مقاليد الحكم والإشراف على السياسة العليا لبلده وشعبه والحفاظ عليها من الانهيار.
والولاية أيضا من المهام التي يقوم عليها القضاء في تعيين قضاة المحاكم باختلاف درجاتهم القضائية فيتم عهد الولاية لهم حتى يتمكنوا من الحكم والقضاء والفصل بين المتخاصمين في الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم. والولاية تعني فيما تعني (وجه الاختصاص) لمرفق عام أو هيئة حكومية تتولى من خلال قانون أو تشريع ما حق المهام الموكلة لها والمنظمة لأعمالها وهي بذلك تكون صاحبة الولاية لإدارة مسؤولياتها والوفاء بها أمام الغير.
فكلكم راع ومسئول عن رعيته، مبدأ مهم من مبادئ الحكم الرشيد والمنصف الذي يعمل على إدارة النظام وتحديد الأولويات دون المساس بالكليات الخمس مع ترك مساحة ممكنة لجميع المواطنين في مجتمعهم لإشراكهم في التعبير عن إرادتهم سياسيا وتمنحهم حق كفالتها ورعايتها بما يتناسب وحجم القضايا المطروحة أمامهم والإسهام في تقديم الحلول في مواجهة المشكلات المتصلة بتأديتها على أكمل وجه.