رندا عكبور لـ "الأيام": نواجه صعوبة في الميزانية وعدن بحاجة لصندوق للتنمية الثقافية

> عدن "الأيام" عبدالقادر باراس:

> دعت مديرة الثقافة بعدن رندا عكبور، القيادة السياسية ورئيس الوزراء، ووزير الإعلام والثقافة والسياحة ومحافظ المحافظة إيلاء مكتب الثقافة والقطاع الثقافي والفني بالعاصمة عدن الرعاية والاهتمام.

ووضحت عكبور في حديث لـ "الأيام" أن مكتب الثقافة يعاني من غياب الدعم الحكومي قائلة: "منذ تكليفنا كمدير مكتب الثقافة بعدن لم نجد من وزير الإعلام والثقافة والسياحة أي تفاعل منه، وقد حاولنا التواصل مع الوزارة ووجدنا طريقا مسدودًا.

وأشارت عكبور "أن مكتب الثقافة بعدن يواجه حملات تشويه شرسة لإيقاف نشاطه ". مشيرة أن سبب الحملة يعود إلى نجاح المكتب بتقديم أنشطته الهادفة وما يتم إنتاجه من المكتب ويخرج للساحة يتعرض لحملة تشويه تحت مبررات وأعذار غير منطقية وبدون المساس المباشر وغير المباشر على كل ما نقدمه من عمل فني محترم يليق بعدن وتلامس معاناة المدينة، فلا يجدون ما يعيب في أعمالنا، لكنهم يحاولون القيام بحملات تشويه مناهضة للثقافة، الهدف من هذا كله بأن هناك جهات تسعى إلى إحباط أي دوران للعمل ليس لمكتب الثقافة فحسب وإنما لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة في عدن، يحاولون أن يحجموا عملها، يعني يريدون أن يبقوا العمل راكدًا والنشاط متوقفًا.

- نتعرض لحملات شرسة لإيقاف نشاطنا تماشيًا مع تدمير مؤسسات الدولة منذ 1994م.

ووصفت تلك الحملات بالممنهجة التي تأتي تماشيًا مع تدمير مؤسسات الدولة منذ عام 1994م، واعتبرتها مؤشرًا خطيرًا. مضيفة:" أن هناك من يفهم بأن الصمت عن العمل والتوقف عنه، قد يخمد هذه الحملات؛ للأسف ليس هذا صحيحًا؛ لأن الحملات لن تخمد، وهذا يتطلب العمل لنستمر كلما عملنا لنبقيه كأمر واقع، علينا ألا نخضع لتلك الحملات ويلزمنا الوقوف ضدها من خلال تفانينا في العمل، لابد أن تعي كل الجهات الرسمية من تلك الحملات غير الأخلاقية، وعلى كل مسؤول أن يحاول النهوض بمؤسسته ولابد من الوقوف معه بكل الإمكانيات".

وأكدت عكبور، حاجة مكتب الثقافة بعدن إلى ميزانية قائلة: "لابد أن تكون لدينا ميزانية خاصة تليق بالمكانة والدور الثقافي لعدن لاستعادة نشاطها الثقافي والفني سواءً من صندوق التراث أو من أي مصدر آخر، ومسؤوليتنا الآن أكبر من أي مرحلة، فمكتب الثقافة لا يقدم أعمال فنية غنائية ورقصات فقط، وإنما ينبغي أن نعمل على تكريس الوعي للنهوض بمجتمعنا ونستعيد قيمه وأخلاقه، وحاجتنا للعمل مع المؤسسات المختلفة سيما التربية والتعليم والأوقاف والإعلام لرفع مستوى الوعي".

- استلمنا المكتب بخمسة موظفين ولا يوجد فيه كادر، منهم متقاعدون، ومنهم كبار في السن.

وبيّنت مديرة الثقافة بعدن على ما تم تقديمه للمكتب خلال عام ونصف من توليها قائلة: "ما قدمناه أولًا في الجانب الإداري لمكتب الثقافة بعدن، في الهيكل التنظيمي حصل عبثًا كبيرًا، وجدنا الإدارات غير مفّعلة، والموظفين غير متواجدين، الحاضرين الذين وجدناهم لا يتعدوا خمسة موظفين. بينما موظفي مكتب الثقافة بعدن عددهم الحقيقي يصل تقريبًا إلى 260 موظفا منهم إداريين ومبدعين، كما أن المبنى متهالك ولا يليق بمكتب للثقافة، وبيئته غير مناسبة للعمل، ولا بأي مؤسسة أخرى، وحاولنا أن نعيد تنشيط الإدارات وتفعليها. وكانت مهمتنا الأولى استدعاء كافة الموظفين ودعوناهم للعودة إلى العمل منهم القادرون على العمل وخاصة موظفي 2011م الذين لم يباشروا منذ تعيينهم إلى اليوم، ونواجه صعوبة معهم، ونتيجة أوضاع البلاد على مدى أكثر من عشر سنوات، ومع ذلك عملنا على تهيئتهم، هناك من استجاب، وحاولنا نتساهل معهم وأعطيناهم فرصة لترتيب أوضاعهم للعودة إلى العمل ورواتبهم مستمرة. كما قمنا ببعض الإجراءات التي تخدم العمل فجعلنا من دوام العمل ثلاثة أيام في الأسبوع، تقديرًا للظروف، ومراعاة لبعض المرضى ومن يقع مسكنه بعيدًا عن مكان عمله، كما منحنا مكافأة وإكراميات في سبيل التشجيع كل ذلك لأجل العمل بعد سنوات من الانقطاع، هذا بالنسبة في الجانب الإداري".

أما بالنسبة للجانب الإبداعي قالت: "قمنا بتكريم المسرحيين القدامى في مجال المسرح لمن لهم باع طويل ولم يكرموا وتعرضوا للتهميش لسنوات طويلة، كما عملنا بإقامة معرض للفن التشكيلي في مبنى وساحة مكتب الثقافة، أقمنا مسرحيتين بعد سنوات، حيث لم يقم مركز الثقافة مسرحيات ولم يكن له دور كبير نظرًا لإهمال المسرح، فالمكتب كان لا يعمل وكانت هناك جهات أخرى هي من تستخدم المسرح، على الرغم من أنه شيء طبيعي في أن نسهل العمل المسرحي، لكن أن يبقى مكتب الثقافة لا يعمل مسرحه فهنا المشكلة. كما عرضنا مسرحية في أربع عروض ويعتبر العرض هو الأول لمركز الثقافة ومن إنتاجه، حاولنا مناقشتها للمواطنين لتخرج للساحة من خلال عرض مسرحية تلامس أوضاعهم مثل عرض مسرحية كالبسط على الأراضي، حاولنا نجعل الفن في عدن يلامس مشاكل وقضايا وهموم المواطن وما تعانيها مدينته عدن، كما أقمنا منذ بداية تكليفنا بإحياء حفلات غنائية على مدى ثلاثة أيام في عيد الفطر من العام الماضي، كما نظمنا ولأول مرة في عدن أمسية رمضانية جمعت أكثر من 170 مبدعًا في عدن في مجال الفن من الكبار والشباب يحدث ذلك. وكل ما قدمناه للمكتب منذ تكليفنا بالمنصب كان بدعم محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس، من خلال دعمه لنا بميزانية شهرية تقدر مليون ريال خضعت منها للضريبة لأجل النهوض بمكتب الثقافة والعمل الثقافي والفني لعدن.

كما يعتبر نقل مكتبنا إنجاز كبير لا يحتسب لشخصي كمدير وإنما يحتسب لمكتب الثقافة، حيث نقلناه من مديرية خورمكسر من المبنى القديم المتهالك الذي لا يليق بأي مؤسسة فما بالك لمؤسسة ثقافية إلى مبنى جديد في حافون وهو مبنى يتبع الثقافة ليمكننا العمل في بيئة مناسبة، فالموظفون مرتاحون بهذا الإنجاز الذي تحقق بنقلهم من مكان غير صحي إلى مكان يليق بعملهم".

وفيما يتعلق بالخطط والافاق المستقبلية التي يتطلع إليها مكتب الثقافة بعدن قالت عكبور:"لدينا خطط مستقبلية، أول ما تم تكليفنا حاولنا أن نعيد البنية التحتية لمكتب الثقافة، ومهامنا لا يقتصر فقط على التسجيل بإقامة فعاليات هنا أو فعالية أخرى هناك، إنما نحاول أن نعيد ما تم تدميره، فالبنية التحتية للمكتب انتهت، على مستوى الكادر وعلى المستوى المؤسسي وكذا مبناه، كله انتهى".


- نسعى إلى تطوير العمل المؤسسي من خلال تأسيس كادر إداري وإبداعي متمكِّن.

وتابعت"استلمنا المكتب ولا يوجد فيه كادر، الكثير منهم متقاعدين، منهم كبار السن، هناك تخصصات أتت لمكتب الثقافة لسنا بحاجة لها، فأكثر التخصصات كانت غير  إبداعية، ونحن لسنا بحاجة لموظفين غير مبدعين فأخر توظيف كان في العام 2011م، كما أن لدينا موظفين قد تجاوزت خدماتهم  الأربعين من الأعوام. كما يسعى مكتبنا إلى تطوير العمل المؤسسي من خلال تأسيس كادر إداري وإبداعي متمكن في أداء عمله سواءً في الأدوات الإدارية أو الإبداعية بحيث يكون المكتب قادر على أن يستفيد منهم".

وذكرت"لابد من أن نعمل لتكون العملية الفنية والثقافية في عدن مستمرة، وهذا يتطلب إحياءها لنضمن ديمومة الحركة الفنية والثقافية لابد من عودة المادة الفنية ضمن المنهج الدراسي بعدن، فالمادة الفنية كانت موجودة ضمن المنهج الدراسي مثل الرسم والموسيقى والأشغال وبذلك كانت تُكتشف المواهب في المدارس ويستقبل معهد جميل غانم للفنون الطلاب الخريجين من المدارس والمحبين للفنون لتكملة دراستهم ويضمن الطالب أنه سيجد فرصة عمل كمدرس للمادة الفنية في المدارس الحكومية أو الخاصة. لكن بعد توقف المادة الفنية في المنهج المدرسي أصبح معهد جميل غانم لا يستقبل الطلاب حتى إذا الطالب محب للفن ويريد أن يتعلمه لا يجد ما يشجعه للدراسة في المعهد ويرى أن فرص عمله بعد تخرجه تكاد تكون معدومة".  
 
- نواجه صعوبة في الميزانية وعدن بحاجة لصندوق للتنمية الثقافية خاص بها.

وتحدثت عكبور، عن صندوق التراث والتنمية الثقافية قائلة:"من المفترض أن يوجد لدى مكتب عدن صندوق خاص للتراث والتنمية الثقافية يستفيد منه المكتب، فمن المعروف بأن هناك صندوق مركزي للثقافة يعرف بصندوق التراث والتنمية الثقافية، إلى جانب توجد صناديق فرعية في عدد من المحافظات منها حضرموت وتعز وأعتقد في صنعاء، تلك الصناديق الفرعية تعرف بالصناديق المحلية في كل مكتب محافظة، وكان لعدن صندوق خاص به لكنه توقف، طالبنا بفصل صندوق عدن عن الصندوق المركزي لتكون ميزانيته خاضعة لمكتبنا وبإشراف لجنة من المكتب تنظم عملية الصرف، نحن نواجه صعوبة في الميزانية وليس من المعقول أن ننفذ أنشطتنا من دون وجود ميزانية، ومن الطبيعي لأي نشاط يتبع مكتب الثقافة يمكن تنفيذه من خلال هذا الصندوق".

وتابعت:"ما كان يخصص لمكتبنا من صندوق التراث للثقافة والتنمية المركزي مبلغ بسيط (170000 مائة وسبعون ألف ريال يمني) كانت تصله بين فترة واخرى من ستة إلى ثمانية أشهر، وكان يصرف من ذلك المبلغ الـ 170000 يذهب للمبدعين، لكن بعد ان تم تكليفنا مهام المكتب استلمنا من هذا الصندوق مرة واحدة وبعدها توقف، ومن المعيب أن يستلم المكتب هذا المبلغ ثم توقفه، لهذا نحن نطالب أن يكون هناك صندوقًا خاصًا لعدن أسوةً ببقية المحافظات أي أننا نطالب بفصله عن صندوق التراث والتنمية الثقافية المركزي للتراث، أي أن حاجتنا إلى فصله حتى نتمكن من تسيير أعمالنا".

- لم نفرض رسوم على الأعراس.

وبالنسبة لما يُشاع بأن مكتب الثقافة فرض رسومًا على المناسبات والحفلات والأعراس قالت عكبور:"غير صحيح، ولا يوجد أي تعميم صادر من مكتبنا بأننا فرضنا رسوم على قاعات الاعراس، فقط الزمنا لمن يخرج حفلات فنية ثقافية للساحة الفنية على خشبة المسرح أكان من المؤسسات الخاصة أو من جهة رسمية ولكي يقيم فعاليته لابد ان يأتي إلى مكتب الثقافة ليستخرج ترخيص، كما ليس صحيح ما يشاع بأن المكتب يأخذ من المنظمات الخيرية ومن جمعيات قدمت لنا اعتماد لترخيص لم نأخذ منهم أي مبالغ، كل ما في الأمر طالبنا من يقيم فعالية ثقافية ويخرجه للساحة عليه تقديم ترخيص لمكتب الثقافة حتى نعرف ما سيعرضه على الساحة الفنية وخشبة المسرح ربما اشياءً ليست لائقة بعدن ليعرض كلامًا مبتذلًا. ما طلبناه تنظيم لأي عمل يخرج للساحة الفنية لابد أن يكون عليه رقابة ولا يمكن يتم عرض أي عمل للناس".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى