مهرجان أمريكي يحتفي بتراث الفنون الشعبية في الإمارات

> واشنطن "الأيام" العرب اللندنية

> ​“أي نوع من العالم نريد أن نخلقه معًا؟”، هكذا بدأ مهرجان سميثسونيان الأميركي حديثه عن الثقافة الإماراتية، وعن رحلة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عرضها لزواره في دورته التي انعقدت بعد غياب عامين بسبب تداعيات جائحة فايروس كورونا.

وفي بلاغ منشور على موقعه الإلكتروني يجيب المهرجان عن السؤال بالقول “قبل خمسين عامًا، لم يكن هذا سؤالًا افتراضيًا، بل كان تحديًا لسبعة رجال خلال تجمعهم عند مفترق طرق صحراوي. وجاء ردهم بتشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة… في هذا البلد تكمن تحقيقات الذاكرة، من الماضي البعيد والقريب، في العديد من المشاريع الإبداعية والرائدة، من الشعر إلى الهندسة المعمارية، والموسيقى، وصولا إلى التقنيات الخضراء”.

وتحت شعار “الإمارات العربية المتحدة، مشهد نابض بالحياة وذكريات خالدة”، شاركت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” في فعاليات مهرجان سميثسونيان الذي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن، والذي يُعد أحد أبرز الأحداث الفنية والثقافية على مستوى العالم.

وكان المهرجان الذي عقد على امتداد الفترة من 22 يونيو حتى 4 يوليو الماضي، رحلة مبتكرة لزواره تمكنهم من التعرف على تراث الإمارة وروعة تقاليدها وتاريخها العريق.

كان المهرجان ينتظم سنويا، وبعد توقّفه لمدة عامين، استضاف في دورته هذا العام دولة الإمارات، بدعم كامل من وزارة الثقافة والشباب وبالشراكة مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفارة الدولة في الولايات المتحدة، وذلك بمشاركة 80 حرفيا ومبدعا وموسيقيا من الإمارات.

ويستكشف المواكب للمعارض والعروض الفنية، الذاكرة الحية والتقاليد الثقافية التي تنبثق من التجارب الإماراتية للهجرة والبقاء في اتصال وثيق مع البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى الرؤية الإماراتية لمستقبل متنوع ومستدام.

واتخذ برنامج عروض المهرجان شكل المجلس وهو تقليد إماراتي للتجمع والمحادثة مدرج على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. هناك، اكتشف المتابعون ثلاثة مجالات للتجربة الإنسانية: المكان والإبداع والانتماء. من خلال الانضمام إلى عروض الحرفيين والطهي، وجلسات الشعر، والعروض الموسيقية، والمناقشات ورواية القصص، والأفلام، وورش العمل.

وتأتي المشاركة الإماراتية ضمن أسس الرؤية الإماراتية للثقافة تقوم على ركيزتين الأولى الاعتزاز بالذات وموروث الآباء والأجداد، والثانية الانخراط في العصر والانفتاح على مختلف التجارب.

واحتفى جدول الحدث بعراقة التراث والهوية الإماراتية، وبالمنجزات الثقافية والفنية والإبداعية للدولة، وأبرز دورها ومكانتها في احتضان العديد من الفعاليات الثقافية المرموقة التي تجمع العالم ومثقفيه على أرضها.

وتضمنت مشاركة “دبي للثقافة” عرضاً لمركب شراعي إماراتي تقليدي من مقتنيات الهيئة، إلى جانب مجموعة من المقتنيات التراثية التابعة لمتحف الشندغة، والتي تم إقراضها لأغراض المشاركة في المهرجان، فضلاً عن محتوى متعلق بالملاحة البحرية ومغاصات اللؤلؤ، والمشاركة في تقديم محاضرات وأداء نهمات وشلات بحرية أي أغاني البحر التي كانت تواكب رحلات الغوص.

كما أتاحت لزوار المهرجان فرصة فريدة لاستكشاف ابتكار الأجداد لخريطة الدرور التي كانت تشكّل مرجعا للتنبّؤ بأحوال الطقس عن طريق معرفة مواقع النجوم، وسلطت الضوء على جهود الإمارة في صون الموروث الثقافي الإماراتي والحفاظ عليه عبر الأجيال.

وأكدت مريم التميمي، مديرة حي الشندغة ومديرة إدارة المواقع التراثية مكلفة في “دبي للثقافة”، أن “الهيئة حريصة على الاحتفاء بالثقافة والتراث الإماراتيين، ولا تدّخر جهداً في سبيل نشر إرث دبي الثقافي في العالم، من أجل تعزيز بصمة الإمارة الثقافية في المحافل الدولية وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للثقافة”.

وأردفت التميمي أن “دبي مدينة نابضة بالحياة، وتوفر لقاطنيها وزائريها تجارب فريدة للتعرف على تراثها المميّز وأصولها التاريخية العريقة، وقد كانت المشاركة في هذا المهرجان فرصةً للترويج لمتحف الشندغة باعتباره عامل جذب ثقافي رئيسي في الإمارة، ما يسهم في تنشيط السياحة الثقافية فيها”.

وأضافت “وجاء ذلك في إطار التعاون بين متحف الشندغة ومؤسسة سميثسونيان الذي ينطلق من إيمان الهيئة بأهمية التعاون بين الثقافات، وبناء شراكات دولية متميزة تسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي ومساهمته في الاقتصاد الوطني”.

يُذكر أن متحف الشندغة أكبر متحف تراثي في دبي يوفر لزواره رحلة لاستكشاف مكنونات تراث الماضي الجميل، والاطلاع على صفحات من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذه المنطقة العريقة عبر مجموعة من البيوت التاريخية التي تحوّلت إلى أجنحه في المتحف تضم أحدث تقنيات العرض التفاعلي، بما فيها دار آل مكتوم، وبيت العطور وجناح الحياة البحرية، إضافة إلى جناح الأطفال والفعاليات الأخرى المخصصة لجميع أفراد العائلة.

وتُعَدُّ دبي للثقافة الهيئة الحكومية المؤتمنة على صون تراث دبي الغني ونشره، ورعاية المواهب الإبداعية، ودعم التنوع الثقافي في الإمارة، بما يسهم في تمكين القطاع الثقافي والإبداعي كرافد للاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقىً للمواهب.

وتنطلق دبي للثقافة في رؤيتها من خارطة طريق إستراتيجيتها التي تتناغم مع “إستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي” الهادفة إلى جعل الإمارة عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي.

وتعمل دبي للثقافة، ضمن إستراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات التي وضعت في العام 2017، وتقول السلطات الإماراتية إنها تهدف إلى العمل وفق منظومة حكومية شاملة وبرامج وسياسات عمل مستدامة ذات بعد إقليمي وعالمي، يشمل كافة مقوّمات الدولة الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مع التركيز على الثقل الإنساني والحضاري والبناء على سمعة الدولة، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات وإرثها وهويتها وثقافتها المميزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى