سوق الدرجات العلمية المشتركة

> المرحلة الراهنة مرحلة مأساوية كارثية مؤلمة بمعنى الكلمة في كل مجالات الحياة المجتمعية وبما فيها التربوية والتعليمية، مرحلة صبغت عليها المجاملات واختفت الأمانة العلمية التي تهب القيمة الحقيقية والواقعية للموقف نفسه، مرحلة مأساوية كثر فيها اللغط والعشوائية واللامبالاة، مرحلة مأساوية يباع فيها الضمير بسهولة ويسر، ويغادرنا الجد والاجتهاد والمثابرة أيضاً بسهولة ويسر، مرحلة مأساوية اختلط فيها الأخضر باليابس، وانعكست على آدمية البشر، فلا تعرف النخبة المثقفة من النخبة العلمية من عامة الناس، مرحلة مأساوية تتحكم فيها الماديات بالقيمة الرخيصة، والقوة والهيمنة المادية المتاحة لشراء الذمم، مرحلة مأساوية اختلط فيها الخوف بالحذر فأصبح وأمسى المعلم رخيص الثمن سهل المنال سخي العطاء المزيف بلا أمانة ولا اعتبار لشريعة الله ولا لقانون بشر، قانون سائد خطير واخطبوط متشابك الأذرع، قانون التظاهر بما تخفي الصدور بدءاً من رجل الشارع إلى النخبة المثقفة، قانون المصالح الشخصية للترويج الإعلاني لتزييف الحقائق العلمية، قانون (فين حقي)، قانون حب الذات، وسط كل هذه المعمعة وقع ضمير المعلم في كل مراحل التعليم والتعلم يبيع ويشتري الغالي بالرخيص دون وازع ديني ولا أخلاقي ولا علمي، يبيع القيم والمبادئ بسهولة فلا يبالي، يعطي نتائج الامتحانات والدرجات العلمية بنفس السهولة واليسر متمتع بالمردود المادي الرخيص، فلا فرق بين ناجح وفاشل ولا فرق بين درجة امتياز وجيد في سوق الماديات، في سوق العرض والطلب، في سوبرماركت بيع الضمير، مرحلة مأساوية نعيشها اليوم بكل مآسيها ويدفع ثمنها غالياً الأمين والوفي والصادق الفقير المعدم الخارج عن إطار الصورة واللوحة المادية ويقع عليه القانون والحد الديني والدنيوي.

هذا بلاء عظيم وسيستمر في ظل غياب تام للدولة، وغياب الحزم والحسم والمحاسبة والمراقبة.

وداعاً لحقن المبادئ والمثاليات، وداعاً للضمير، ونعم لقانون المصالح، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى