صيادلة بشهادات مزورة وآخرون يمارسون المهنة كبائعين خضار

> مريم مهيوب المسعودي

> تعد مهنة الطب الرسالة الإنسانية الأولى من بين جميع المهن، كما أنها في المقام الأول، عبارة عن سلسلة مترابطة تكمل بعضها البعض، فالطبيب لايمكن أن يقدم العلاج للمريض بدون الفحوصات المخبرية وهي جزء آخر مهم من خطة العلاج والارشاد، ويتوجه المريض إلى آخر محطة يذهب لها في تلك السلسلة وهي مخزن الأدوية والتي تسمى بـ (الصيدلية).

فالطبيب الصيدلي ذو الشهادة العلمية والخبرة العملية يساعد المريض في قراءة وصفة الطبيب وترجمتها للمريض بلغة سهلة ومعروفة.

فإذا سقطت إحدى حلقات هذه السلسلة تضاعفت حالة المريض وتدهورت صحته، وفي بعض الحالات تتسبب بعاهة مستديمة، أو تتسبب في الوفاة .

"قضية الصيدلاني" لها أهمية بالغة في صحة مجتمعنا ولذا تسلط "الأيام" الضوء على من يعملون في تلك الصيدليات دون اكتساب الشهادة الجامعية وهو المجال الأخطر من بين المجالات المهنية.

في البداية تحدثت الصيدلانية أنيسة رياض "بكالوريوس" صيدلة وخبرة ثلاث سنوات في هذا المجال قالت "للأسف هناك الكثير من التجار يقومون بفتح صيدليات للتجارة ويوظفون أقربائهم ممن لا خبرة لهم أو شهادة".


واستدركت قائلة : "في العامين الأخيرين أصبح هناك وعي لدى بعض مالكي الصيدليات وتحديدا إذا كان صاحب المنشأة صيدلاني فإنه يتأنى في اختيار الصيدلي، فيفضِّـل بالطبع حملة شهائد البكالوريوس".

وترى الطبيبة الصيدلانية أنيسة أن هذه المهنة ليست عبارة عن بيع الأدوية، ففي كثير من الأحيان قد يأتي مريض يحتاج علاج من أعراض بسيطة مثل الصداع والزكام والسعال، خاصة في أوقات الليل أو خارج دوام عمل العيادات، وهنا تتجلى الخبرة وثمار الدراسة، فيجب أن يُدقِّق بكمية الجرعة ويأخذ بالحسبان ما قد يحصل له من مضاعفات، وبهذا يتمكَّن من حل هذه المشكلة البسيطة، تضيف"أما إذا كان مالك الصيدلية تاجر فهنا تقع الكارثة، فتفكيره سينصب على الأرباح فقط، فيوظف صيدلي لكي يقوم بتعليم أحد أقاربه أو أصدقائه، ومن ثم يستغني عنه، وللأسف يوجد منهم الكثير".

في واحدة من أكبر الصيدليات في عدن يتحدث د. كمال حمود الصبيحي "يجب على كل من يعمل في الصيدلة أن يكون صيدلاني متخصص، لأن هناك تداخلات في الجرعات وكذا تقارب في مكونات الأدوية، بمعنى أن هناك علاجات يجب ألا تؤخذ مع دواء آخر أو جرعات لا تتناسب مع المريض، ومن لم يدرس هذه الأمور تنقصه الدراية وهذا ما يُشكِّل ضررا كبيرا على المريض، من خلال إعطائه أدوية أو جرعات خاطئة، كما أن هناك أدوية تؤخذ قبل الطعام وأنواع أخرى بعده، وهكذا ومن يمارس هذه المهنة من غير معرفة علمية فحتمًا سينصدم بالواقع والوصفات ولا بد له من الاستعانة بصيدلاني حقيقي ليساعده".

د. رفيق القباطي شدَّد على أنه يجب على عامل مخزن الأدوية أن يكون حاصلًا على شهادة ومعرفة علمية لما يقوم به، وفي حالة عدم وجودها يجب محاسبة مالك المنشأة لأنه المسؤول الأول عن وجود مثل هؤلاء الأشخاص الذين يضرون بالمرضى أولًا ويسيؤون لمهنة الصيدلة ثانيًا.

ويضيف القباطي أن المسؤولية تقع على عاتق وزارة الصحة العامة والسكان، وكذلك على الجانب الرقابي، فعليهم التكثيف من النزول الميداني وتفتيش الصيدليات والتأكد من بطائق مزاولة المهنة بين العاملين داخل الصيدلية، لأن الصيدليات تقدم خدمة مجتمعية قبل أن تكون ربحية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى