​السلام في اليمن لا يزال بعيدا رغم تمديد الهدنة للمرة الثالثة

> «الأيام» غرفة الأخبار :

>
يرى مراقبون أنه لا أفق قريب للتغيير في ظل استمرار سيطرة الجماعات الدينية وأحزاب الإسلام السياسي على المشهد السياسي وجزء من المشهد العسكري متمثلا في جماعة الحوثي وحزب الإصلاح.

وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية فإن مواقف الطرفين متصلبة إلى أبعد حدود في الإصرار على جر اليمن نحو مزيد من الصراعات وتوسيع الحروب ضمن أجندات وصراعات إقليمية للإبقاء على حالة العداء متقدة بين اليمنيين؛ إذ يعمل كل من الفصيلين على فرض توجهه بالقوة والسلاح ، ما يجعل اليمن ساحة صراع طبقا لأجندات إقليمية، وهو ما يهدد اليمن على المدى الطويل ويجعله يبتعد أكثر عن أي استقرار منشود.

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، "إذا تحدثنا عن مصير اليمن (الشمال) حيث المساحة الأقل مقارنة مع الجنوب، علاوة على أن الشمال يعيش به أكثر من ثلثي سكان "الجمهورية اليمنية"، ويسيطر الحوثيون المدعومين من إيران وعمان على كل محافظات الشمال تقريبا".

ونقلت الوكالة الروسية عن الخبير العسكري قوله "في الوقت ذاته نجد حزب الإصلاح، المدعوم من تركيا وقطر يسيطر على أجزاء من تعز ومأرب وله أنصاره في الداخل وفي الخارج بما يمتلكه من إمكانيات مالية وإعلامية هائلة و نفوذ وتغلغل في مؤسسات الدولة، وخاصة التعليم والأوقاف والمساجد وعلاقات حميمة وتحالفية مع جماعات القاعدة من ناحية ومع الحوثيين من ناحية أخرى".

ووأضاف "ببساطة الحوثيون هم القوة رقم 1في الشمال يليهم حزب الإصلاح وبقايا حزب المؤتمر بنسب أقل طبعا".

الانتقالي الجنوبي.

وأشار الخبير العسكري إلى أن "الوضع في الجنوب ذات السكان الأقل والمساحة والثروة الأكبر، لا توجد سيطرة بالمعنى المباشر لا للحوثيين ولا للإصلاح، ولا لأي حزب شمالي المنشأ، بل إن القوة الأكثر حضوراسياسياّ وشعبياّ  وعسكرياّ هو المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأوضح حسين أن "اليمن منذ إعلان الرياض بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي دخل في مرحلةإنتقالية قد تكون الأخيرة إذا ما أنتهت بسلام عادل وشامل أو بحسم عسكري، وما لم يحدث سلام، فإن السيناريو المكرر هو استمرار حالة اللاحرب واللاسلم، وما سيترتب عليه من مضاعفة معاناة الناس وحروب ومعارك وتدخلات خارجية.

تدويل القضية

يقول رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، الدكتور عبد الستار الشميري، إن "المعضلة اليمنية تعقدت كثيرا وأصبحت بيد الإقليم والأمم المتحدة، حيث تم تدويل القضية بإمتياز ودخلت اليمن في عصر الدويلات المجزأة والجماعات التي تأخذ قطع جغرافية وتحكمها".

وأضاف: "الحديث عن الهدنة هو الطريق الثالث بعد أن فشل الطريق الأول، الخيار العسكري، والخيار الثاني المتمثل في المصالحة الوطنية، هنا إتجهت  الأطراف إلى التسكين والتبريد للقضية اليمنية، حتى يتم تأمين معابر الملاحة والنفط في البحر الأحمر والمضايق المختلفة في ظل الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا".

وأضاف في تصريح لـ"سبوتنيك"، "في إعتقادي أن طريق الحل لا يزال بعيدا، وأن الهدن ما هى إلا تخدير موضعي لن يفضي إلى حل سياسي في القريب العاجل، حيث لا تزال ساحات الحرب مفتوحة وإن هدأت بعض الوقت، فسوف تشتعل مرة أخرى إلى أجل ربما يكون بعيدا"
وتابع: "فلا شيء يلوح في الأفق يؤكد أن هناك نية حقيقية لدى المجتمع الدول أو الإقليم لحلحلة الأزمة اليمنية، كما أن إيران ترى أن لديها ورقة في حرب اليمن ولا يمكن الاستغناء عنها والذهاب إلى حل أو مصالحة وطنية على الإطلاق".

التحول الفكري

يقول الباحث السياسي اليمني، علي الأسلمي، إن "ولاءات أنصار الله لإيران موجودة وإن لم تكن متأصلة في التاريخ اليمني، منذ العام 1990 كانت هناك أفواج كبيرة من طلاب صعدة على وجه التحديد تم إرسالهم إلى منطقة "قم" الإيرانية، وعاد هؤلاء الطلاب إلى اليمن بفكر مختلف تعارض حتى مع الفكر الزيدي".

وأضاف أن:"الطائفة الزيدية التي يعتنق فكرها عدد كبير من اليمنيين، موجودة في اليمن منذ آلاف السنيين ولم تتعارض مع الطائفة السنية بل كانتا متعاونتان ومتعايشتان في صنعاء وفي صعدة وعمران".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى