لقاء التاريخ الحقيقة

> ليس المتحري هو الباحث عن الحقيقة.. المتحري يبحث عن الإثارة، هو لا يبحث عن حقائق التاريخ، هو ينكى الجراح، يثير زوبعة هنا وزوبعة هناك مثيرا غبارا وأتربة ولغطا، وعلى من يقع تحت سنابك المتحري أن يتدثر بستار واقٍ من حقائق لا تنفذ منه رياح السموم من متحرٍ شغلته هكذا والحليم يفهم من أين تؤكل الكتف.

نعم الجزيرة سيدة البحار لكن مضمارها طيلة سنوات عومها هي لا تعوم في بحار الله الهادية، فتلك مهمة تركتها حسب عرفها لصغيرات الجزر وامتطت هي سفينة تيتانيك غير قابلة للغرق إلا إذا صادفت بحارا مثل هيمنجواى وصاحبنا الذي سيستضيفه المتحرى قد عصرته المعارك والسنون وبات أقرب إلى هيمنجواى، أما متحري الجزيرة فلن يكن حملا وديعا لكنه سيكون فكا مفترسا، وتلك وظيفته يعوم في بحار الشياطين، التفاصيل التي تكمن فيها الشياطين.

الجزيرة برنامج المتحري يعلن، يهيأ، يقرع الطاسات وعلى طريقة زمان حين كانت طاسة الرباطي في بلادنا تقرع ضرباتها بساحة الميدان.

اللقاء هام ومثير للجدل، ينتظره الجميع حبا بمعرفة الجديد الذي حدا بالمتحري حين يمم مجدافيه مبحرا بهذا البحر الملي بالألغاز والألغام والمتفجرات وهو يبحث عن لولوات من خبر مفيد جديد يفيد اليمن وشعبها وهما يبحثان عن مخرج أمن لبر الأمان من أتون حرب أكلت الأخضر واليابس واللاعبون الكثر على مدرجات الحرب يتفرجون ويكسبون ويتكسبون، إذا الزمن مضطرب واليمن يمر بأصعب مراحل تاريخه وأيامه وتطل على الأفق البعيد منارة من مشعل مشعله المتحري يحرق يثير، فهل يا ترى أتى المتحري بهذا اللقاء المرتقب حاملا أملا جديدا فقد مللنا طلات من لا يضيفون إلا فتاتا من زيت يزيد النار اشتعالا، وهنا لنا أن نقول بثقة إن من سيحاوره المتحري الأخ الرئيس لن يقبل مواجهة التاريخ ورحلة مع التاريخ إلا بخطى ثابتة بحثا عن مستقبل يبحث عنه كما يبحث عنه المواطن الوطن، هو لن يقبل مغامرة الغوص مع المتحري ما لم يكن مدركا وواثقا بعمق هذا اللقاء وما يعنيه وما سينجم عنه من معطيات يكن لها على الأرض من تأثيرات مثقال وزن من العيار الثقيل توازي قوته قوة الاقدام على المبارزة مع لقاء المتحري المتحفز للإثارة، ودوما للمحتري مثل المتحري كولومبو مبتغى لا يصب في خانة الحقيقة الناصعة، لكنه يصنع حدثا يثير الانبهار تختفي تحت مداميكه جذوة إلقاء عن حقائق وآمال عراض يبحث عنهما المواطن الوطن لكنها تسجل إبهارا للإبهار فقط. لا نستعجل القول فغدا يتجلى قمرا وبدرا، وسيف ورمح ومجداف وشباك اصطياد المتحري يبحث عن جوهرة يزين بها تاج جزيرته حتى على أنقاض يمن حزين ورئيس سيقف مع التاريخ متجاوزا بوع خطوط الشباك مع الفك المفترس ليزين عرش اللقاء بحقائق دامغة لا تقبل التشكيك لما كان من وقائع وأحداث لا نقل عفا عليها الزمن، لأن كثيرين ممن عاصروها مازالوا على قيد الحياة وبقدر استيعابه لمعنى اللحظة التاريخية التي سيخاطب بها الأخ الرئيس الناس بقدرة ثقته المطلقة بالمنطلقات الحية التي يراها عن وعي وإيمان وثقة بأن رحلة اليمن نحو مستقبل أمن لن تحيد كما أكد مرارا عن إيمانه ودعوته ليمن آمن موحد بجيش واحد ورئيس واحد ضمن دولة مركزية قوية أو ضمن دولة فيدرالية من إقليمين تنفيذا لمخرجات مؤتمر القاهرة.

إن سألنا لمَ سعت الجزيرة لهذا اللقاء، وبهذا التوقيت بالذات وعبر برنامج يثير اللغط هو برنامج المتحري؟ ما الهدف وما الجديد وضمن أي من السيناريوهات ستقدم الجزيرة مغامراتها وهل لها علاقة بآخر التطورات؟

الجزيرة القطرية لا تلعب بالفراغ ولا بالوقت الضائع وكنز المعلومات والوثائق، لديها كم هائل هي منتجع كل المحركات من جوجل للإخوان ولبقية من يقبل أن يكون شريكا في لعبة الأمم ضمن تشكيلة كل مرحلة من مراحل صياغة الشرق الأوسط الجديد وقطر باتت إحدى دعائم المسرح الأمريكي بالمنطقة والوكيل المعتمد.

إذن دخول هذا البوغاز وهذا المعترك بحاجة لعقل يتجاوز كل ما يمكن أن يحاصر العقل والضمير، ولأن الأخ الرئيس قبل أن يُستضاف فلا شك لدينا مطلقا أنه مستوعب ومدرك لمعركة يعرف مخالبها ومن أين تستمد قوتها وأين ترمي بشباكها، تلك قد تكون مجرد مخاوف لدينا، لكن من يقرر ولوج ساحة ميديا الإعلام بما تعنيه من تملكها لأخطر أسلحة الدمار الشامل القاتل يدرك معنى المعركة ومعنى نزال الفكرة بالفكرة والحدث بقاطع الدليل للحقيقة أكثر من لون جراء بهرجة فنون وإمكانات الإعلام، فوجب على من يتبارز مع جند الإعلام وحريقهم أن يعي تماما ذلك متى ما قرر الاختيار.

أعتقد واثقًا أن اللقاء سيكون إضافة وواحة غناء ومجالا لطرح بذرة جديدة ومساحة لضخ دماء وأفكار جديدة في مسار أزمتنا الوطنية، ولو كان الأمر خلاف ذلك كما أعتقد لما تقبل الأخ الرئيس هذا التحدي.

إنها لحظة مع التاريخ ومن يملك حقائق التاريخ يرسو على سفنه وهى رحلة مع المستقبل لمن يتسلح لمواجهة متغيرات معادلاته التي تصنعها قوى دولية وإقليمية وداخلية متناحرة ولاؤها للخارج أكثر ارتباطا من مصالح شعبها ووطنها.

إنها لحظات مثيرة ستثير جدلا حقيقيا يخدم اليمن وشعبها إن أحسن المتحري الغوص في عقل الأخ الرئيس المليء بكثير من جواهر حان وقت قطافها لصالح اليمن وشعبها جنوبا وشمالا بعيدا عن الحرب والاحتراب وتمزيق أواصر العلاقات بين أبناء الوطن تحت أي سماء وأي مسمى يقررون لوحدهم البقاء أحرارا تحت مظلته، ذلك ما نرجوه ونأمله، وإن غدا لناظره قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى