مركز دراسات: الإصلاح خسر نفوذه في شبوة لكن أوراقا خطيرة لا تزال في يده

> «الأيام» غرفة الأخبار :

>
عززت هزيمة حزب الإصلاح اليمني في شبوة شعور الضعف لدى الحزب، وضاعفت قلقه من أي تحركات ضده قد تزيد من تراجع نفوذه السياسي والعسكري.

وبحسب تقرير نشره مركز صنعاء للدراسات فإن الانقسام المتنامي بين حزب الإصلاح والأطراف الأخرى يهدد بإحداث صدع سياسي داخل الحكومة وداخل المجلس الرئاسي، قد يفضي إلى مزيد من التناحر الداخلي، وسيترتب عليه انعكاسات سلبية في قدرة الحكومة على الاحتفاظ بجبهة موحدة ضد جماعة الحوثيين المسلحة، وعلى بسط الاستقرار الأمني.

وذهب التقرير إلى أن معارك شبوة تشكل تتويجًا لمسار إخراج حزب الإصلاح من دائرة النفوذ في المحافظة التي احتكر السلطة فيها، بدأ هذا المسار بإزاحة المحافظ الموالي للإصلاح محمد بن عديو في ديسمبر 2021 وتعيين المحافظ الحالي عوض بن الوزير العولقي، كشرط مسبق لبدء قوات العمالقة عملية استعادة السيطرة على ثلاث مديريات شمالية غربية كانت تحت يد الحوثيين، لكن الموالين للإصلاح ظلوا في مناصب تتمتع بنفوذ، لا سيما كقادة لقوات الأمن الخاصة وشرطة شبوة واللواء 21 ميكا، هذه الوحدات هي من شاركت في المعارك القتالية الأخيرة ضد قوات دفاع شبوة وألوية العمالقة.

يخشى الإصلاح من اقتلاع جذوره سياسيًا وعسكريًا في مناطق نفوذه المتبقية، حيث تحاذي شبوة الحدود الجنوبية لمأرب، أهم مركز له في اليمن، لكن قلق الإصلاح الأكبر من خسارته شبوة يتمثل في نفوذه بوادي وصحراء حضرموت والمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، المصنفة موالية للحزب ولنائب الرئيس السابق علي محسن.

ورجح المركز أن النجاحات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة قد يفتح شهيته على تغيير الوضع في وادي حضرموت، وهو مطلب أساسي طال أمده للإمارات وحلفائها المحليين، إن حدث ذلك فسيجد الإصلاح نفسه مطوقًا في مأرب، من خصومه المدعومين إماراتيًا في الشرق والجنوب، والحوثيين في الشمال والغرب، وهو ما يمثل تهديدًا وجوديًا بالنسبة له.

واعتبر التقرير أن هناك عوامل عديدة لاتزال في صالح جماعة إخوان اليمن الممثلة بحزب الإصلاح الذي يراهن على شبكات مواليه ضمن مؤسسات الدولة على المستوى الوطني ومستوى المحافظات والمستوى المحلي، والتي تمنحه نفوذًا ووسيلة للتصعيد ضد خصومه. قائلا "يتمتع الحزب منذ إنشائه عام 1990 بعلاقة خاصة مع السعودية، تعمقت مع بداية الحرب ضد الحوثيين رغم استياء الرياض منه بين الحين والآخر، كما يعتمد الحزب على جيش إلكتروني وأذرع إعلامية لا يستهان بها، يمنية وغير يمنية، سواء داخل اليمن وخارجه، وهو ما يعزز نفوذه في ساحة المعارك الإعلامية".

يحاول الإصلاح تدارك نتائج المعركة في شبوة باستخدام الأدوات المتاحة، عبر ممارسة درجة أكبر من الضغط السياسي على مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه رشاد العليمي، ورغم أن الهدف المعلن لحملة الضغط غير المسبوقة هو تغيير محافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي والتنديد رسميًا بالعمليات العسكرية ضد القوات الموالية له - باعتبارها استهداف للدولة اليمنية من قِبل ميلشيات غير حكومية من وجهة نظره- يمتلك خصوم الإصلاح أوراق ضغط في أيديهم، وقد يغريهم ذلك للتصعيد ضده سياسيًا وعسكريًا في مأرب ووادي حضرموت وتعز، إضافة لذلك، لا تصب القرارات الأخيرة الصادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، والتي طالت أهم المؤسسات الحكومية، في صالح الإصلاح، وهو ما يُظهر فعلًا خسارة الحزب نفوذه على أعلى مستويات الدولة اليمنية لصالح خصومه مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.

وخلص التقرير إلى أن الإصلاح في وضع لا يُحسد عليه، حيث خسر أهم الحلفاء السياسيين وراكم الخصوم من حوله، الذين يتربصون به بخليط من التشفي على سقوطه والمزاج الثأري الحاد، في ظل وضع كهذا يتسم بالعداء، قد يصبح الإصلاح عاملًا خطرًا يُمكن أن يلحق الضرر بالوضع السياسي والعسكري الهش أساسًا في اليمن، ينبغي على المجلس الرئاسي تفهم مخاوف الحزب وأخذها على محمل الجد، لكن قبل ذلك على الإصلاح أن يدرك أن الزمن السياسي تغيّر فعليًا، وعليه بدء التعود والتصالح مع فكرة الشراكة مع حلفائه وخصومه على حد سواء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى