> شقرة/ أحور «الأيام» خاص:

"سهام الشرق" تؤّمن خبر المراقشة وتتقدم إلى أحور
> حققت عملية "سهام الشرق" التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية، أمس، تقدما في عدد من مناطق أبين التي تنشط فيها جماعات إرهابية وتخضع لقوات يتهمها المجلس الانتقالي الجنوبي بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين وأنها على تعاون مع جماعة الحوثي وتنظيمات متطرفة.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن القوات المسلحة الجنوبية دخلت صباح أمس منطقتي خبر المراقشة وشقرة في مديرية خنفر الساحلية، كبرى مديريات محافظة أبين، وذلك بعد مطاردة محدودة للعناصر الإرهابية.


وقالت مصادر عسكرية، إن تلك القوات نشرت وحداتها في شقرة وصولا إلى مفرق خبر المراقشة وعلى طول الشريط الساحلي، في مسعى لتأمين تنقل القوات المعنية بمكافحة الإرهاب في المحافظة.

ووفقا للمصادر، فقد تدفقت منذ وقت مبكر أمس، القوات المشاركة في العملية، إلى مدينة شقرة وخبر المراقشة فيما يبدو أنها قد تتحول إلى نقطة انطلاق لتطهير باقي مناطق المحافظة من فلول العناصر الإرهابية للقاعدة.

واستقبلت قوات الأمن العام في أبين القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي وقوات العمالقة قبل أن يرافق جزء من الأمن العام تلك القوات صوب سلسلة جبال العرقوب.

وقال شهود عيان، إن قوات مشتركة من الحزام الأمني ووحدات من قوات العمالقة دخلت مديرية أحور الساحلية جنوب شرق محافظة أبين، بينما انتشرت مركبات وآليات على جهتي الطريق الساحلي وواصلت وحدات أخرى التقدم صوب مديرية المحفد المتاخمة لمحافظة شبوة.

والمديريتان تقعان ضمن السيطرة المختلطة لقوات من الحكومة وأخرى تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ سيطرة المجلس على مناطق في المحافظة في أغسطس 2019.


وبالسيطرة على أحور تكون القوات المسلحة الجنوبية قد سيطرت على ثالث مديرية من مديريات أبين، بعد إحكام السيطرة على مركز المحافظة وأجزاء واسعة من مديرية خنفر في مواجهات العام 2019.

وطيلة الأعوام الماضية، كانت شقرة مركز عمليات قوات الجيش في ابين، فيما تعد خبر المراقشة مسقط رأس القيادي البارز في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي الذي قتل في غارة جوية أمريكية لطائرة بدون طيار عام 2016.

وتسعى العملية المتواصلة إلى حماية الطرقات الرابطة بين محافظات الجنوب، وإيقاف تهريب الأسلحة عبر الشريط الساحلي ‫في محافظة أبين، وتعزيز أمن عدن، وتأمين تحرك القوات الجنوبية بين العاصمة ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة.

وتسعى إلى تهيئة الأرضية لبدء عملية أخرى لتحرير باقي مناطق أبين من سيطرة الجماعة الحوثية، وإزالة خطر دعم وتعزيز أي تمرد أو عمليات إرهابية في محافظات الجنوب، وفقا لبيان القوات الجنوبية.

وأمس الأول، وجّه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، نائب مجلس الرئاسة بإطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية والعناصر الخارجة عن القانون"، وفق بيان بثه التلفزيون الرسمي للمجلس.


وخلال الفترة الماضية لم يتوقف إجرام خلايا القاعدة والحوثي عند الهجوم على القوات الجنوبية في أبين لكنها تجاوزت الخطوط الحمراء بعد أن استهدفت في هجومين منفصلين حافلتين نقل لحجاج بيت الله خلال يونيو ويوليو الماضيين.

هذه الهجمات دفعت القوات الأمنية والعسكرية في الجنوب للاستنفار لبدء المعركة الفاصلة في أبين التي تحولت معقلا للقاعدة والحوثيين بتسهيلات إخوانية في استهداف مختلف المحافظات الجنوبية.

ويقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العميد حسين ثابت صالح، إن عملية "سهام الشرق" توازي العملية التي تجرى في شبوة وستتواصل إلى وادي حضرموت وكلها تتم بغطاء شرعي قانوني وفقا للتدابير العسكرية والأمنية التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي استنادا إلى اتفاق الرياض.

وأضاف الخبير العسكري أن "أبين كانت من أهم معاقل التنظيمات الإرهابية نظرا لتركيز نظام ما بعد حرب صيف 94 على هذه المحافظة باعتبارها منطقة استراتيجية هامة تربط المحافظات الجنوبية مع بعضها البعض الغربية مع الشرقية".

وأوضح أن "آخر تمركز لهذه الجماعات كان في شقرة وحتى في المنطقة الوسطى في مودية ومناطق أخرى كانت تتمركز هذه القوات وتحظى بحماية مليشيا الإخوان الإرهابية بغطاء الشرعية والتي تحظى أيضا بغطاء قبلي بسبب تأثير العادات والتقاليد القبلية وبسبب أيضا مصالح كان يجنيها شيوخ القبائل في هذه المنطقة".

وعن خارطة انتشار القوات الجنوبية، قال إنها كانت تتمركز على مشارف شقرة ولها وجود أيضا في شقرة لكن وجودها المكثف ظل في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين قبل أن تنتشر خلال عملية سهام الشرق.

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية الجنوبية أن العملية تستهدف "قطع دابر التخادم الحوثي الإخواني الذي كان غير خافٍ على أحد خلال فترة الحرب بالسنوات الثمانية وكان تخادما واضحا لا يخفي على لبيب".