​حرب شبوة تكشف نوايا "الإصلاح" لإفشال جهود المجتمع الدولي باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار :

> شهدت محافظة شبوة تحولاتٍ ميدانيةٍ وعسكريةٍ لافتةٍ منذ السادس من أغسطس الجاري، وذلك على خلفية قيام المحافظ عوض بن الوزير العولقي بالإطاحة بقيادات عسكرية محسوبة على جماعة الإخوان.

سعت جماعة الإخوان إلى إتباع سياسة التصعيد وتحشيد قواتها ووحداتها العسكرية والأمنية للتمرد على تلك القرارات، وقد روجت الجماعة لتحركاتها بأن مثل هذا القرار لا يدخل ضمن اختصاصات المحافظ، وبالتالي عملت على حشد قواتها كنوع من الضغط للعدول عن القرار.

وقد جاء تصعيد إخوان اليمن ورفضهم لتلك القرارات مدفوعًا بعدد من الأسباب والاعتبارات التي حفزت عناصره والوحدات العسكرية الموالية للاشتباك المسلح، ما يمكن الوقف عليه فيما يلي:

أولًا) الإبقاء على النفوذ الداخلي، يبدو أن شبح خسارة النفوذ والتأثير داخل اليمن كان حاضرًا في المشهد الصراعي الذي قادته الجماعة في محافظ شبوة خلال الأيام الماضية؛ إذ بدأ الإخوان في اليمن يدركون أن مساحات الحركة والتأثير باتت تتراجع، خاصة في ظل الخسائر التي مُنيت بها الجماعة مؤخرًا وعدم قدراتها على حيازة صناعة القرار، وذلك في أعقاب إقالة محافظ شبوة “محمد صالح بن عديو” نهاية العام الماضي. وقد أصابت إقالته الإخوان في اليمن بهزةٍ؛ نظرًا إلى العلاقة الترابطية بين الطرفين، ما قد أسهم في تقليل نفوذ الجماعة في معاقلها الرئيسة؛ إذ إن خسارة شبوة قد تنسحب إلى مأرب وحضرموت والتي تعد مجالًا حيويًا للإخوان في اليمن، وعليه فقد جاء التصعيد الأخير بهدف الإبقاء على ما تبقى للجماعة من نفوذ في اليمن، والتي سعت إلى الحفاظ عليه وتعزيزه طيلة السنوات الماضية.

ثانيًا) الهروب من المصير الإقليمي، يخشى إخوان اليمن الوقوع في ذات المسار الذي يلاحق التنظيم الدولي بشكلٍ عام في مناطق نفوذه، خاصة بعد تهاوي الجماعة إقليميًا في عدد من الساحات؛ ففي أعقاب 2011 وما تبعها، إستغل الإخوان في اليمن منحى الصعود لجماعة لإخوان ونجحت في التغلغل في الدولة ومحاولة بسط هيمنتها عبر شبكة من التحالفات المتناقضة في بعض الأحيان. وعليه يرمي إخوان اليمن إلى الهروب من المصير الإقليمي للإخوان في المنطقة، خاصةً بعدما تعرضت الجماعة على مستوى الإقليم لحالة من الانكشاف على المستوى السياسي والتنظيمي والأيديولوجي.

ثالثًا) التأكيد على براجماتية الجماعة، كشفت الحالة الصراعية والتصعيد الإخواني في شبوة عن فلسفة الإخوان بشكل عام والتي تدور في فلك تغليب المصلحة الفردية والضيقة للجماعة على حساب المصلحة العليا للدولة الوطنية؛ فعلى الرغم من أن حزب الإصلاح يعد شريكًا رئيسًا في المرحلة الانتقالية الجديدة التي يمر بها اليمن والتي بدأت منذ أبريل الماضي، والتي تركزت بشكل أساسي حول تشكيل جبهة موحدة ضد ميليشيا الحوثي.

إلا أن القتال في شبوة يكشف حدود ما تتمتع به الجماعة من براجماتية وانتهازية؛ فبمجرد تعارض مصالحها كفصيل مع مصلحة أو موقف المجلس القيادة الرئاسي وقرارتها، بدأت التلويح بشق الصف، وهو ما عبر عنه بيان حزب الإصلاح (12 أغسطس) والذي أكد فيه أنه سيعيد النظر في مشاركته في السلطة ما لم يصدر المجلس قرارًا بإقالة محافظ شبوة وإعادة القيادات الإخوانية التي تمت إقالتها، ما يعني أن الجماعة تعمل على مساومة المجلس والتهديد بإحداث انقسام داخل الكتلة الشرعية ما لم تتحقق مطالبهم.

يمكن أن تؤثر أحداث شبوة على مجمل التفاعلات في الأزمة اليمينة بشكل عام، خاصة وأن تلك الأحداث يمكنها أن تعيد اليمن إلى مرحلة جديدة من التصعيد الذي قد يهدر فرص التسوية والحفاظ على الهدنة القائمة، وفي هذا الإطار يمكننا تحديد مسار الأوضاع في اليمن في ضوء ما يلي:

أولًا: إخماد التمرد الإخواني، ينطلق هذا المسار من فرضية مفادها أن حزب الإصلاح اليمني وعناصره المسلحة قد يرضخ للتغيرات التي أقرها المجلس الرئاسي، ومن ثم قد يعود الهدوء مرة أخرى لشبوة بعيدًا عن الاشتباك العسكري والتصعيد الميداني. ويدعم هذا الافتراض عدد من الاعتبارات المهمة من بينها: نجاح قوات العمالقة ووحداتهافي الدفاع عن شبوة وفي بسط سيطرتها على مدينة عتق وإخراج العناصر المسلحة منها.

ثانيًا: عودة التصعيد والاشتباك المسلح، ينطلق هذا المسار من فرضية اتباع حزب الإصلاح سياسة الأرض المحروقة؛ من خلال الإصرار على رفض الترتيبات الأمنية والعسكرية، وعدم التسليم بسهولة للخسائر التي لحقت به في شبوة بوصفها تحتل مكانة مركزية ومحورية لدى إخوان اليمن، ومن ثم يمكن أن تحشدالجماعةعناصرهاللتحضير لجولة جديدة من القتال.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى