​البيوت التجارية مالها وما عليها

>
التجارة مهنة حرة وعظيمة وهي حركة دؤوبة لا تستكين، فمتى استكانت كانت لها أبعاد متعددة سيئة على مختلف مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بمعنى وقوع عملية ركود تمس كل هذه النواحي التي ذكرتها برا وبحرا و جوا، والتاجر هو من تقع عليه وعلى عاتقه عملية التجارة فهو الذي يؤسس لها قواعدها وإدارتها وسياستها التي ينطلق منها نحو تحقيق الأهداف التي يضعها عند التأسيس واختيار السلعة أو البضاعة التي سيعمل على التسويق لها وإنتاجها والأرباح المرجوة منها.

ولكل سلعة أو بضاعة سوقها والمستهدفين منها، وهنا يمكن مراجعة ودراسة العرض والطلب للتاجر من هذه العملية كيف يستثمر أمواله فيها بشكل يؤدي إلى تحقيق الربح المطلوب، وعدن كمرفأ نشأت فيها هذه الأعمال رويدا رويدا، فبدأ الوصول إليها عن طريق البحر وهو تاريخ حضارة فعبره ومن خلاله وصلت إلى عدن العديد من البضائع والسلع التي لم يعرفها الناس في عدن أو قاطنوها، وكان لوجود بريطانيا في عدن وجعلها مستعمرة تابعة للتاج البريطاني وقتذاك، العمل على إيجاد نقطة وصول للسفن العابرة والقادمة لعدن لما تتميز به من موقع استراتيجي يمكنها من الصمود في وجه الرياح العاتية.

نشأت في عدن بيوت تجارية لها سمعتها الكبيرة ووجودها في المنطقة والعالم، بل كان لتلك البيوت التجارية فاتحة خير وانطلاقها نحو العالمية. البيوت التجارية التي نشأت وترعرعت في عدن كثيرة، ولها كما قلنا اسمها التجاري الذي تتميز به بمختلف الأجناس والأعراق، حتى أصبحت لعدن غرفتها التجارية الأولى على البحر والخليج العربي آنذاك.

اليوم بعد كل ما حدث ويحدث في عدن كيف لنا أن ننظر للمستقبل، وكيف نعمل على التخطيط له؟ وما هي استراتيجيتنا نحو بناء علاقة وطيدة مع تلك البيوت التجارية وفقا لقواعد السلوك الأخلاقي والتجاري المتعامل به؟ وكيف نسعى فعلا إلى الدعوة لعودة عدن كمركز تجاري حر تحكمه القوانين والاتفاقيات التجارية على أسس وقواعد ومبادئ توجيهية ليس من الصعب صياغتها وتطوير بنيتها القانونية مرة أخرى، ووضع المعايير لها؟ الرؤية المستقبلية اليوم يجب أن تتماشى مع الوجود الذي نطمح لتحقيقه دون مواربة، بل الأخذ بناصيته دون احتكار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي معين، البيوت التجارية التي هاجرت أو اضطرت إلى الخروج والهروب علينا أن نعيد لها الثقة للعمل من الداخل، ونمنحها الأمان والحرية لتضطلع بمهامها ومسؤولياتها المنوطة بها مثلها مثل مؤسسات الدولة لتكون رديفا وشريكا حقيقيا في عملية البناء وفقا لقواعد السلوك الأخلاقي والمبادئ التوجيهية التي تجذب ولا تنفر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى