​لماذا تخشى إسرائيل الاتفاق النووي الإيراني؟

> «الأيام» إرم نيوز:

> تواصل إسرائيل مساعيها في الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها من المفاوضات المتعلقة بالاتفاق الجديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، في محاولة لمنع واشنطن من التوقيع على الاتفاق الذي تعتبره تل أبيب سيئاً بكل المقاييس.

ورغم الضغوط التي تمارسها إسرائيل على أمريكا والقوى العالمية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن التوصل لاتفاق نووي جديد ليس سوى مسألة وقت، ما دفع إسرائيل للضغط أكثر لتشديد الموقف الأمريكي.

ويرى خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن هناك عدة أسباب تدفع تل أبيب لإظهار قلقها إزاء الاتفاق النووي الجديد، أبرزها المبالغ المالية الضخمة التي ستحصل عليها طهران وحلفاؤها بالمنطقة، علاوة على إتاحة الفرصة لإيران لتطوير برنامجها النووي.

ويصف الخبير العسكري الإسرائيلي والرئيس السابق لإدارة أبحاث الاستخبارات العسكرية، يوسي كوبرفاسر، الاتفاق بـ“الخطير والأكثر جدية من سابقه“، لافتاً إلى أنه يضمن لإيران القدرة على إنتاج كمية كبيرة من الأسلحة النووية بحلول 2031 حتى لو التزمت به.

واعتبر كوبرفاسر، التصريحات الأمريكية فيما يتعلق بالالتزام بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية ”جوفاء“، مبيناً أنه وفي غضون ثماني سنوات ستزداد قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية، وفق صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية.

وحسب كوبرفاسر، فإن ”الهدف الأمريكي الأساسي من توقيع الاتفاق يتمثل في تجنب الدخول في مواجهة مع إيران، علاوة على أن الفريق الذي يخوض المفاوضات هو ذات الفريق الذي بنى الاتفاق النووي الموقع عام 2015“.

وأضاف أن ”الإيرانيين لديهم كمية من اليورانيوم المخصب ويمكنهم الانتقال إلى المراحل التالية؛ لكنهم يتعرضون لضغوط اقتصادية واستعداداتهم الجوية محدودة، ويمكنهم إنتاج مواد انشطارية لعدد صغير من المنشآت المتفجرة النووية، ويستغرق الأمر بعض الوقت لتحويلها إلى قنابل“.

وتابع أن ”الوضع الحالي إشكالي، لكنه لا يزال أفضل من اتفاق يزيل العقبات من أمام إيران، ويضعها على حافة إنتاج كمية كبيرة من الأسلحة النووية، مع تحسين الدفاع الجوي وثروة في خزائنها تترجم إلى إرهاب وقوة سياسية“.

وأوضح أنه من المخاوف الإسرائيلية بشأن الاتفاق النووي الجديد، أن ”الإيرانيين وجدوا طريقة لن يضطروا من خلالها للإجابة على أسئلة وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حول ما حدث في منشأتها التي عُثر فيها على بقايا يورانيوم خضع للمعالجة“.

ونوه إلى أنه ”لا أحد يعرف في الوقت الحالي ما هي حالة برنامج طهران النووي“، محذراً من ما وصفه بـ“السيناريو المرعب“ الذي يتمثل في امتلاك إيران مئات الأسلحة النووية بحلول 2031، مشدداً على أن ذلك سيشكل خطراً على العالم بأسره.

عقوبات على الورق

وقال الخبير في الشأن الإيراني، بيني سفيتي، إنه على الرغم من ضعف الإشراف على برنامج إيران النووي ومخزونات اليورانيوم؛ إلا أن الوضع الحالي أفضل بكثير بالنسبة لإسرائيل من توقيع اتفاق نووي جديد.

وأوضح أنه ”من المخاوف التي تواجهها إسرائيل أنه ليس من المؤكد أن تتوقف إيران عن استخدام أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدماً والتي تخصب اليورانيوم بشكل أكبر بكثير من حيث الجودة والسرعة، وأنه من بين المخاوف الإسرائيلية أيضاً هو أن العقوبات ضد الحرس الثوري الإيراني ستكون على الورق فقط، خاصة وأنه من غير المعروف ما هي العقوبات التي سيتم فرضها على هذه المؤسسة الإيرانية“.

وأشار إلى أن ”الإيرانيين سيكونون محميين وأن إسرائيل ستكون محدودة في نشاطها ضد البرنامج النووي الإيراني“، مرجعاً ذلك إلى أن تل أبيب تنظر بأهمية كبرى للعلاقة مع واشنطن وأنه يتعين عليها القبول بالاتفاق في نهاية الأمر.

وحسب الخبير الإسرائيلي، فإن ”الاتفاق سيكلف إسرائيل غالياً خاصة وأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي ستحصلان بدورهما على قوة جديدة من الناحية المعنوية من هذا الاتفاق“، مبيناً أن حزب الله اللبناني سيجني أيضاً ثمار هذا الاتفاق من خلال الأموال التي ستتدفق عليه من طهران.

قوة إيرانية

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، إن هناك عدة أسباب للمخاوف الإسرائيلية من الاتفاق النووي الجديد مع إيران، مشدداً على أن توقيع الاتفاق يعطي قوة وهيمنة لإيران على دول كثيرة الأمر الذي سيؤدي إلى تشكيل تحالف جديد ضد الاتفاق.

وأوضح البطة لـ“إرم نيوز“، أن إسرائيل تخشى من استرداد إيران لملايين الدولارات المجمدة، الأمر الذي سيعطيها قوة أكبر في المنطقة، وسيعزز قدرات وكلائها، والإسرائيليون ينظرون للاتفاق على أنه تهديد وجودي لهم“.

وأضاف أن ”إسرائيل تخشى أن يمكن الاتفاق النووي الجديد إيران من امتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم بقدرات أكبر وكميات كبير جداً، مما يمكنها من صنع سلاح نووي في المستقبل القريب“، مؤكداً أن هذا الاحتمال ممكن وبدرجة كبيرة“.

وشدد على أن ”إسرائيل وبموجب الاتفاق ستفقد شرعية العمل العسكري ضد إيران، وسيؤثر على عملياتها العسكرية السرية ضد البرنامج النووي الإيراني أو الشخصيات البارزة في الحرس الثوري، وقد تكون تل أبيب مضطرة للعب دور المشاهد لفترة من الزمن“.

وأشار إلى أن ”الأموال التي ستجنيها طهران من الاتفاق تشكل مصدر قلق كبير للإسرائيليين خاصة أنها ستساهم بانفراج الأزمات التي تعاني منها إيران وحلفاؤها في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة“.

وأكد البطة أن ”الهدف الأساسي لإسرائيل من معارضتها للاتفاق النووي الجديد مع إيران هو التأكيد على حقها بالتحرك عسكرياً ضد طهران في أي وقت شاءت، وإضفاء الشرعية على أي عمل عسكري لها؛ الأمر الذي لن تحصل عليه في حال أعطت موافقتها على الاتفاق أو التزمت الصمت حياله“.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى