توقعات بضغوط تجبر الحوثي على تقديم تنازلات في مشاورات عمان

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
تشهد العاصمة الأردنية عمّان حراكا إقليميا ودوليا كبيرا حول الملف اليمني بالتوازي مع عقد جولات من المشاورات بين ممثلين عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي، غير أن اللجنة العسكرية التابعة للحكومة اليمنية علقت مشاركتها بالمشاورات احتجاجا على هجوم شنته جماعة الحوثي على مدينة تعز.

ونقلت جريدة العرص الصادرة في لندن أمس عن مصادر دبلوماسية مطلعة القول إنا المبعوثين الأممي والأميركي هانس غروندبرغ وتيم ليندركينغ أحرزا بعض التقدم بشأن التوصل إلى اتفاقات جديدة بين الفرقاء اليمنيين تتمحور حول إعادة بناء الثقة والشروع في مباحثات سياسية مباشرة حول مستقبل السلام في اليمن.

ووفقا للمصادر من المتوقع أن تشهد المباحثات التي تستضيفها العاصمة الأردنية بإشراف مكتب المبعوث الأممي انفراجه فيما يتعلق بالتطبيع الاقتصادي وفتح المنافذ في تعز وتبادل الأسرى وتخفيف القيود المفروضة على ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

ولم تستبعد المصادر أن يقدم الطرف الحوثي على تنازل مفاجئ فيما يتعلق بفتح طرقات مدينة تعز مقابل تلبية اشتراطاته الكبيرة التي تتضمن فتح وجهات جديدة من مطار صنعاء وكذلك ميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة الموالية لإيران.

ويرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري أن مفاوضات عمّان تندرج في سياق محاولات المبعوث الأممي الحفاظ على الهدنة بين الأطراف اليمنية والاستفادة من الوقت المتبقي من عمرها على أمل أن يكون التجديد القادم للهدنة لستة أشهر، معبّرا عن اعتقاده أن ذلك سيوجد أرضية يمكن البناء عليها لتحقيق السلام.

وقال الجبري في تصريحات لـ”العرب" إنه  "في ما مضى من أشهر الهدنة قدمت الحكومة الشرعية سلسلة من التنازلات لإثبات حسن النوايا تجاه إنهاء الحرب لكن الميليشيا الحوثية وحدها من تعبث بكل الجهود الدولية ولم تقدم أي تنازل يثبت جدّيتها في إنهاء معاناة أبناء الشعب اليمني".

وأضاف "تعاملت الحكومة الشرعية مع ملف مطار صنعاء كملف إنساني وقدمت تنازلات كبيرة من استئناف الرحلات الجوية ومثله ملف حصار تعز ملف إنساني، إلا أن الميليشيا الحوثية لم تستجب لنداءات الملايين المتضررين من سكان تعز ولم تستجب أيضا للنداءات الدولية من المجتمع الدولي ككل بل وهدد رئيس لجنة التفاوض الحوثية في تعز بأنهم سيفتحون المقابر بدلا من فتح المعابر". وأوضح المحلل السياسي أن سبع سنوات من الحرب أنهكت جميع الأطراف، مؤكدا أنه خلال هذه السنوات كانت الحكومة الشرعية ومن خلفها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية يعملان وفقا لاستراتيجية الحرب من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل.

في المقابل لا يخفي الباحث السياسي اليمني فارس البيل تشاؤما حيال نتائج المباحثات التي تشهدها عمّان، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات فشلت قبل أن تبدأ، وفق تعبيره، مضيفا أن "المبعوث الدولي لم يعد يملك أبعد من الهدنة كعمل للسلام، فوفد الحكومة لا يعلم بهذا اللقاء الجديد ولم يبلغ، بينما وفد الحوثي جاهز، ثم أن المبعوث الدولي استمع إلى موقف الشرعية جيدا على لسان الرئيس العليمي في أن الحكومة لن تذهب لتجديد أي هدنة ما لم تفتح معابر تعز باعتبارها نقطة جوهرية من شروط الهدنة عند إعلانها أول مرة، وإنما وافقت الحكومة على هذا التجديد الثاني بغية منح فرصة لتنفيذ فتح معابر المحافظة".

وقال البيل إن الحوثي يعمل كعادته على المناورة السياسية من خلال تقديم شروط جديدة باستثناء معابر تعز، وذلك عبر الحديث عن ضرورة فتح وجهات جديدة للطيران وإلزام الحكومة بدفع الرواتب، وهذه "مراوغة جديدة، لإرباك جهود السلام، وللقفز فوق ضرورة فتح معابر تعز، والتهرب من استحقاقات دفع الرواتب من جمارك الناقلات الداخلة إلى ميناء الحديدة".

وأعرب فارس البيل عن عدم اعتقاده في أن تسفر اللقاءات عن أي اختراق "طالما أن المبعوث الدولي يتهرب من قول الحقيقة، وهي غاية ما يطلب منه ”مشيرا إلى أن “الحديث المبهم كما حصل في الإحاطة الأخيرة أمام مجلس الأمن ودعوة الأطراف إلى فتح معابر تعز هو نوع من الإخلال بمسؤولية الأمم المتحدة ودورها في إحلال السلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى