​فساد الإغاثة يضاعف معاناة المدينة المحاصرة

> تقرير/موسى المليكي:

> تعيش أغلب الأسر في المناطق الخاضعة للشرعية في تعز  وضعًا معيشيًا غايةً في الصعوبة  مع تدهور أسعار العملة والزيادة الجنونية في أسعار المواد الغذائية بسبب ارتفاع أجور النقل وتزايد نسبة البطالة وانفلات  توزيع المساعدات الإنسانية وحرمان الكثير من الأسر المعدمة منها .

وفي مديريات المدينة الثلاث( صالة، المظفر، القاهرة)يشتكي المواطنون من غياب الشفافية في توزيع المساعدات الغذائية من قبل برنامج الغذاء العالمي والشريك المنفذ "منظمة كير " و اللجنة الفرعية للإغاثة  بالمحافظة وتراجع مخصصات الدعم الإغاثي إلى 40 كيلو جرام دقيق لكل أسرة معدمة كل 3 أشهر.

تعمل منظمة كير منذ  ثلاث سنوات  في مدينة تعز  بتقديم المواد الغذائية للأسر المحتاجة عملية مسح لم يتم مراجعتها على مدى السنوات الماضية لتشمل النازحين الجدد الذين عادوا إلى مساكنهم أو القادمين من تهامة على سبيل المثال .

 تتنوع التدخلات الإنسانية في مديريات المدينة وتعمل منظمة كير الشريك لبرنامج الغذاء العالمي على تغطية  قرابة 90 % من الأنشطة الإغاثية في المدينة.

منذ مطلع العام الجاري 2022م تقلص الدعم الإغاثي المقدم إلى مديريات المدينة إلى أقل من النصف ووصل إلى توزيع 40 كيلو جرام دقيق فقط كل ثلاثة أشهر وهو الأمر الذي ضاعف من معاناة الأسر المعدمة.

دقيق فاسد تم توزيعه اواخر العام الماضي
دقيق فاسد تم توزيعه اواخر العام الماضي

تزايد أعداد المتسولين

يقول المواطن محمد رشاد: إن "تراجع الدعم الإغاثي فاقم من معاناة الناس وضاعف من نسبة المتسولين في المدينة ففي الوقت الذي كانت الأسر المعدمة تتحصل على سلال غذائية مكونه من 75 كيلوجرام من الدقيق و 8 كيلو زيت و 5 كيلو فاصوليا شهريا تراجع الدعم الى 40 كيلو جرام دقيق ".

يضيف رشاد: "كثير من الأسر المعدمة والنازحة بقيت تتقاسم السلال الغذائية مع أسر أخرى لكن اليوم لم يعد بالإمكان تقاسم 40 كيلو بين أسرتين ".

يطالب رشاد برنامج الغذاء العالمي واللجنة الفرعية للإغاثة ومنظمة كير تجديد المسح لاحتياجات الأسر التي فقدت مصادر الدخل بسبب الحصار لتشملها المساعدات.

مضيفا : العالم يدرك أننا محاصرون في مربع معزول  تقطعت بنا السبل نعاني من ارتفاع الأسعار و غياب الخدمات ويتوجب مساعدتنا.


فساد ومتاجرة بمعاناة النازحين

ويعتبر الناشط المجتمعي ورئيس اللجنة المجتمعية هيكل عصيوران أن معاناة سكان مديريات المدينة مستمرة وأن الكثير من الجمعيات تتاجر بمعاناة السكان مشيرا إلى أن الدعم المقدم للنازحين لا يصل منه إلا 5 % فقط .

أغذية فاسدة

عمل عصيوران وعشرات الشباب على تشكيل لجان محلية للرقابة وأواخر العام الماضي جرى توقيف مساعدات غذائية فاسدة مقدمة من برنامج الغذاء العالمي .

وخلال الشهر الماضي وزعت منظمه كير في مديرية المظفر سلة غذائية مكونه من 40 كيلو جرام دقيق فقط بعد توقف لثلاثة أشهر بعد منع توزيع زيت طبخ فاسد من قبل المواصفات والمقاييس .

يقول هيكل عصيوران إن الجمعيات وعلى كثرها في المدينة تتاجر بأوجاع الناس.


مسؤول رقابي : متاجرة وسرقة وشراء سيارات واستئجار فلل باسم النازحين

مضيفا : يروجون للعالم باسم النازحين ويستأجرون فللا باسم النازحين ويمارسون أبشع أعمال النصب والسرقة باسم المنكوبين في حين لا يصل إلى النازحين إلا ما نسبته 5 % من أموال الدعم المخصص.

يشير عصيوران إلى أن برنامج الغذاء العالمي كان مقررا أن يستوعب احتياجات النازحين الجدد خلال العام الماضي ورفعت إليه كشوفات مستحقة لكن لم يتم اعتمادها أو إضافتها بمبرر نقص التمويل.

حرمان للأسر المعدمة

المواطنة أسماء عبد القادر أرملة ومعدمة من مديرية القاهرة تحدثت لـ "الأيام" عن معاناتها بسبب التمييز في توزيع الإغاثة .

وقالت لـ "لأيام" :"مند سنتين وأنا أطرق أبواب اللجنة الفرعية للإغاثة ومكتب وكيل المحافظة رشاد الأكحلي  ولم يسجلوني وأحالوني إلى أسرة لأتقاسم معها السلة ومنحوني 25 كيلو جرام شهريا خلال العام الماضي، واليوم رفضوا وقالوا لي : نستلم دقيق قليل لايكفي لأطفالنا .

أسر نازحة ومعدمة التقتها "الأيام" طالبت رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس الوزراء وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة كير ومحافظ تعز  بإعادة تقييم الاحتياج الفعلي لحجم الإغاثة المقدم لمديريات المدينة  وغربلة الكشوفات وحذف الأسر المتيسرة واستيعاب المحتاجين والمعدمين ومن هم في أمس الحاجة للطعام.

تشير عبد القادر إلى أنها تقدمت بتظلم إلى برنامج الغذاء العالمي أواخر العام الماضي وتم تقييد شكواها في سجل الشكاوي لكنها لم تتلقى أي رد حتى اليوم.

هيكل عصيوران رئيس اللجنة المجتمعية الرقابية
هيكل عصيوران رئيس اللجنة المجتمعية الرقابية

أسماء نازحين وهمية

 في سياق متصل أكدت مصادر موثوقة أن نصف عدد النازحين المقيدين بجداول الإغاثة لمنظمة كير  أسماء وهمية.

وكشفت مصادر "الأيام" أن عددا من المسؤولين بالمحافظة وبالاتفاق مع مسؤولي منظمة كير  يستخرجون بطائق مزورة تحمل أسماءً وهمية  ،  ويتم استلام السلال الغذائية بأسمائهم  ليتم  بيعها وتقاسمها بالتساوي بين المسؤولين بالمديريات   ومسؤولي منظمة كير الذين يسهلون عملية الصرف للأسماء الوهمية، والأسر التي انتقلت إلى مناطق أخرى خارج المدينة.

واشارت مصادر أخرى أن معظم المسؤولين في تعز تصلهم حصصهم من فساد العمل الإنساني بتعز والذي لم يسلم منه قوت المواطن البسيط وضاعف من معاناة الفقراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى