القوات الجنوبية أمام مرحلة جديدة من الصراع مع القاعدة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يسعى تنظيم القاعدة إلى استغلال انشغال السلطة الشرعية في اليمن بالصراعات الجارية بين مكوناتها، لخلط الأوراق في سياق الدفاع عن مواطن وجوده في محافظات الجنوب ولاسيما أبين التي تشكل مركز ثقل له في اليمن.

ولا يخفي التنظيم الجهادي قلقه من التحولات التي يشهدها اليمن، منذ تسلم مجلس القيادة الرئاسي لمهامه في أبريل الماضي، وازدادت هواجسه مع التطورات الميدانية في شبوة وأبين، حينما بسطت قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس الماضي سيطرتها على أنحاء واسعة من المحافظتين.

ويقول مراقبون إن الهجوم الذي شنته عناصر من القاعدة على موقع أمني للقوات الموالية للحكومة اليمنية الثلاثاء، والذي يعد الأعنف، يعكس أن الأخير انتقل إلى مرحلة جديدة في الدفاع عن مواطن وجوده في جنوب البلاد، وسط ترجيحات بأن يكثف التنظيم خلال الفترة المقبلة من هجماته الخاطفة على الألوية الجنوبية.

ويوضح المراقبون أن التنظيم أراد من الهجوم الدموي الذي شنه توجيه رسالة تحذيرية إلى القوات الجنوبية من مغبة الاحتكاك بـ”عش الدبابير"، لكن المرجح أن هذا الهجوم سيقود إلى نتائج عكسية، حيث من المتوقع أن تكثف تلك القوات من حملاتها لاستئصال التنظيم في الجنوب.

والسبت الماضي، بث تنظيم القاعدة رسالة مسجّلة يناشد فيها موظف في الأمم المتحدة مختطف في اليمن منذ أكثر من ستة أشهر تلبية مطالب الجماعة لإنقاذ حياته، دون أن يعلن تفاصيل عن المطالب التي تقدم بها التنظيم.

ويشير المراقبون إلى أن الهجوم الأخير يعكس مدى الخطورة التي يمثلها التنظيم، على جهود مجلس القيادة الرئاسي لضبط الأوضاع الأمنية في المناطق الجنوبية.

وقوات "الحزام الأمني" التي استهدفها التنظيم تتمركز في ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وأبين، واضطلعت هذه القوات بدور مهم في طرد عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

الهجوم الأخير يعكس مدى الخطورة التي يمثلها التنظيم، على جهود مجلس القيادة الرئاسي لضبط الأوضاع الأمنية في المناطق الجنوبية، ولا يزال لتنظيم القاعدة وجود قوي في شبه الجزيرة العربية على الرغم من الحملة المكثفة التي يشنها منذ عشر سنوات كل من الجيش الأميركي والتحالف العربي، مستغلا في ذلك حالة الفوضى التي تعيشها البلاد والتعاطف القبلي ووجود مساحات شاسعة خالية في جنوب اليمن.

ويقول المراقبون إن تنظيم القاعدة استفاد أيضا من طريقة تعاطي سلطة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي خلال السنوات الماضية، حيث لم تسع هذه السلطة إلى تحجيمه، وقد غضت الطرف عن نشاطاته وتحركات عناصره في الجنوب.

ويوضح المراقبون أن التغيير الذي جرى على مستوى السلطة في أبريل والذي جاء نتاج مفاوضات يمنية – يمنية جرت برعاية مجلس التعاون الخليجي، أفقد التنظيم الشعور بالأمان، وهو ما برز في ردود فعله على تشكيل المجلس الرئاسي.

ويلفت هؤلاء إلى أن التنظيم وجد في الأزمة المتصاعدة هذه الأيام بين المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو مكون أساسي في مجلس القيادة وحزب تجمع اليمني للإصلاح، الذي يشكل الواجهة السياسية لجماعة الإخوان، فرصة لتوجيه ضربات للألوية الجنوبية التي تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على الجنوب.

ولطالما كانت العلاقة متوترة بين المجلس الانتقالي وحزب الإصلاح الذي كان يسيطر على السلطة خلال السنوات الماضية، لكن هذا التوتر برز بشكل أكبر على إثر خطوات اتخذها مجلس القيادة ورأى فيها حزب الإصلاح محاولة لقصقصة نفوذه سواء فيما يتعلق بالتغييرات الوزارية والقضائية التي تمت، أو في العمليات العسكرية التي جرت في شبوة وأبين والتي انتهت بتقهقر قوات موالية للحزب الإخواني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى