"حمامة الخليج" سفينة متهالكة تهدد سقطرى

> بسام القاضي

>
  • السفينة غير مسجلة ولا تملك تصاريح عمل وليس لها علم
  • ​حطام سفن أخرى تشكل خطرا على السياحة والبيئة في الأرخبيل
  • بقائها يشكل مخاطر بيئية للجزيرة المدرجة في قائمة التراث العالمي
مطلع نوفمبر 2019 جرفت أمواج البحر سفينة متهالكة تسمى حمامة الخليج (Gulf Dove)، حمولتها ما يقارب (7000) طن متري من المشتقات النفطية إلى عرض ساحل منطقة (دليشة) شرق العاصمة السقطرية حديبوه ، منذ تلك الفترة وحتى اللحظة لم تقم الجهات الحكومية المعنية والمختصة في الهيئة العامة للشؤون البحرية والهيئة العامة لحماية البيئة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك. 1

​حطام سفن أخرى تشكل خطرا على السياحة والبيئة في الأرخبيل
​حطام سفن أخرى تشكل خطرا على السياحة والبيئة في الأرخبيل

تشير الوثائق وتقارير فحوصات الجهات الحكومية المختصة في الهيئة العامة للشؤون البحرية إلى أن الناقلة حمامة الخليج، سفينة متهالكة منتهية الصلاحية، غير مسجلة ولا تملك تصاريح عمل، وليس لها علم، و (دون المعايير)، وتعتبر قانونًا سفن لا تصلح للإبحار نهائيًا، وتتبع شركة عبر البحار للشحن والنقل البحري . 2

ويذهب الدكتور جمال باوزير مدير إدارة حماية البيئة البرية والبحرية إلى القول: "تتابع حوادث تسرب النفط من الناقلات النفطية في السنوات الاخيرة، وجنوح بعضها عكست مدى اللامبالاة في مواجهة هذه المشكلات التي تتسبب بالضرر بالبيئة البحرية بما تحملها من مخاطر على الإنسان والموارد البحرية الحية على الساحل الجنوبي".

وأضاف باوزير: "يأتي جنوح الناقلة حمامة الخليج على ساحل دليشة في جزيرة سقطرى منذ العام 2019 تأكيدًا على مدى التقصير وعدم الاهتمام بالنتائج التي قد تلحق بسواحل الجزيرة، وتعمل على تشويه صورتها الجميلة وبيئتها البحرية الغنية بالشعاب المرجانية والثروة السمكية، والمعروفة أيضاً بسواحلها الرملية الناعمة والمياه الصافية. وعليه يجب اتخاذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بتلافي كوارث هذه الناقلات المتناثرة على مياه خليج عدن". 3


تشكل ناقلة النفط حمامة الخليج الجانحة منذ سنوات، تهديدًا خطيرًا على قرية (دليشة) وهي منطقة ساحلية، أغلب قاطنيها من أبناء سقطرى العاملين في مهنة صيد الأسماك، تقع إلى جهة الشرق من  ميناء حولف، وتبعد عن العاصمة حديبوه 15 كيلو مترا، وبقائها له أضرار اقتصادية على أسر مئات الصيادين من أهالي (دليشة) وعلى السياحة في أكبر الجزر العربية واليمنية. 4

"لا توجد لدينا بيانات ومعلومات كافية عن سفينة حمامة الخليج الجانحة ساحل دليشة منذ العام 2019، وتتحمل الشركة المالكة للناقلة والجهات المختصة كامل المسؤولية، كون بقائها يعد جريمة جنائية ويشكل تهديدًا خطيرًا على السواحل والاحياء البحرية والجزيرة عمومًا" يقول محمد سالم أحمد مدير ميناء سقطرى. 5


منذ جنوح الناقلة حمامة الخليج في ساحل دليشة في نوفمبر 2019 وحتى اللحظة، لم تتخذ الجهات الحكومية المعنية والمختصة أي معالجات تذكر ولم تتخذ الإجراءات القانونية  حيال ذلك، رغم  أن المادة (351) من القانون رقم 15 لسنة 1994 بشأن القانون البحري اليمني تنص على الآتي : 1- إذا غرقت سفينة أو جنحت أو تركت مهجورة داخل المياه الإقليمية اليمنية وجب على ربانها أو مالكها أو من يقوم مقامهما القيام بإبلاغ الجهة البحرية المختصة فورًا بوقوع الحادث ، وكذا انتشال حطام السفينة أو تعويمها وذلك خلال ثلاثة أشهر من تاريخ الغرق أو الجنوح فإذا لم يتم ذلك خلال المدة المذكورة كان للجهة البحرية المختصة عند الاقتضاء ودون إنذار سابق أن تقوم بانتشال السفينة بمعرفتها أو بمعرفة ذوي الخبرة وذلك على نفقة ومسؤولية مالك السفينة أو صاحب الحق فيها. 6

في الوقت الذي تشير المعلومات إلى استخدام ملاك السفينة حمامة الخليج الناقلة كخزان عائم للنفط بعد جنوحها إلى أطراف ساحل دليشة، ينفي سالم حواش مدير حماية البيئة في سقطرى صحة ذلك، مؤكدًا أن السفينة لم تجنح بفعل فاعل وإنما أمواج البحر أخرجتها إلى الساحل أثناء الإعصار الأخير، ولم تستخدم  كخزان عائم للنفط"، لكن حواش نسي أو تناسي أنه كجهة حكومية رقابية مختصة لم يقم بأي نزول للتحقيق من الواقعة منذ العام 2019 وحتى اليوم،  فكيف ينفي ذلك. 7

 وطالب سالم حواش مدير فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، بضرورة نزول فريق فني مختص إلى السفينة الجانحة وتقييمها على الواقع من قبل المختصين في الهيئة العامة للشؤون البحرية، وبمشاركة حماية البيئة في الجزيرة، مشيرًا إلى أن السفينة (Gulf Dove) جنحت في أواخر العام 2019 بساحل منطقة (دليشة) شرق العاصمة حديبوه، تبعد حوالي ١٥ كيلو إلى جهة الشرق من ميناء حولف.


تشير المعلومات إلى حدوث تسرب لبقايا الزيوت والنفط المختلط في خزانات السفينة حمامة الخليج، التي تشكل تهديدًا خطيرًا على السواحل والأحياء البحرية والسكان المحليين والبيئة والصيادين بشكل عام، يعترف مدير حماية البيئة في سقطرى سالم حواش، بعدم قيام أي فريق مختص خلال الأعوام الثلاثة الماضية بتنفيذ نزول ميداني للتفتيش على السفينة المهجورة بساحل دليشة  والتحقق من تلك المعلومات".

وأرجع حواش عدم قيام الهيئة العامة للشؤون البحرية والهيئة العامة لحماية البيئة بدورها، إلى الفراغ السياسي والإداري الذي عاشته الجزيرة خلال 3 سنوات مضت، مضيفًا  منذ تعيين المحافظ الجديد في الأول من أغسطس 2022، وحتى الآن نحاول تشكيل فريق فني ومعاينتها عن قرب وتقييم حالتها الراهنة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.


يضيف مدير فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى سالم حواش: "عند جنوح الناقلة حمامة الخليج في أواخر 2019، لم تظهر عليها علامة التسريب للنفط، وتم النزول إليها حينذاك من قبل فريق الهيئة العامة لحماية البيئة وكذا هيئة المصائد السمكية للشؤون البحرية، وتم التأكد من خزانات الوقود  يبدو أنه تم شفط منها الوقود الذي كان في داخلها قبل الجنوح إلى الساحل".

"السفينة ليست في عرض البحر وإنما خرجت إلى الساحل في اليابسة تبعد عن الساحل مترين لا غير، ممكن نزول فريق متخصص من الجهات المختصة ومعاينة السفينة وسنزودكم بمعلومات دقيقة عن حالة الناقلة وعن الأخطار المستقبلية لندرجها في تقريرنا أثناء النزول الميداني بهذا الشأن خلال الأيام القادمة إن شاء الله " يقول  حواش.

وزاد: "هناك سفن غارقة في جنوب الجزيرة نوجد ولكن من قبل الوحدة اليمنية، يعني حطامها موجود منذ اكتر من 40 سنة على غرقها،  كما توجد سفن غارقة في فير ارسل شرق الجزيرة  منذ ما يزيد عن 20 عامًا،  مبينًا، عدم وجود أي تأثيرات نفطية على تلك المناطق حسب إفادات السكان المحليين من أهالي المنطقة ذاتها".


وكشف الخبير والاستشاري البيئي أحمد سعيد سليمان عن وجود حطام عدة سفن متهالكة غير ناقلة النفط (حمامة الخليج)، منها حطام لسفن الآن تفتت في سواحل قري (راس ارسال) (دلشتة) (نوجد) (قعره) (شوعب)، مشيرًا إلى أن بقاء حطامها يشكل تهديدًا خطيرًا على البيئة والسياحة في سقطرى بشكل عام. 8

تظهر صور حديثة التقطت في منتصف العام 2022،  بقاء السفينة حمامة الخليج مهجورة وجانحة في ساحل دليشة شرق ميناء حولف بالتحديد بجانب بئر دجفوف على بعد 15 كيلو من حديبوه، وراسية في اليابسة على بعد مترين من الساحل، بحالة صدئة ومتهالكة جدًا،  يؤكد ذلك المصور السقطري مجدي بن قبلان . 9

تظهر صور الأقمار الصناعية لمنظمة السلام الهولندية،  التقطت عبر بين  27 نوفمبر و 12 ديسمبر2019  سفينة  (Gulf Dove) جانحة على الساحل الشمالي لجزيرة سقطرى. 10
فيما تبرز صور عالية الدقة تم العثور عليها عن طريق صحافة المصادر المفتوحة لعام 2020 وأخرى حديثة التقطت منتصف العام الجاري الحالة الصدئة للسفينة المتهالكة، ويظهر فيديو لسائح اجنبي، أطفالًا من القرى المجاورة يستخدمون ناقلة النفط المتهالكة كملعب، والقفز من على متنها أثناء السباحة في ساحل دليشة الرملي. 11


عبر سلسلة تغريدات له في تويتر يؤكد السيد ويم زفيننبرج رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في منظمة (PAX): "أن سفينة حمامة الخليج (Gulf Dove) الجانحة في سواحل سقطرى تعد واحدة للعديد من السفن المتهالكة التي تقطعت بها السبل في اليمن المتضرر من النزاع دون أن يحمل أحدًا مسؤولية الإزالة والتنظيف". 14

إلى ذلك توثق صور فوتوغرافية (التقطت في10 أكتوبر 2018)  السفينة حمامة الخليج أثناء جنوحها  للمرة الأولى في شاطئ  (حولف) وهي محملة بالديزل والبترول، ويتم تفريغ خزاناتها بالطريقة البدائية وهي الضخ بواسطة أنابيب من السفينة رأسا الى البوز، الأمر الذي يهدد طبيعية التنوع البيولوجي لسواحل جزيرة سقطرى بالتلوث، نتيجة الانسكابات والتسرب للنفط أثناء عملية النقل بتلك الطرق البدائية . 14

يقول استشاري البيئة أحمد سعيد سليمان إن اصطدام السفينة وهي محملة بآلاف الأطنان من مشتقات النفط بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية والصخور والقشريات والقواقع يعد أكبر كارثه بيئية لشاطئ رأس حولاف الذي اصطدمت به الباخرة ولفترة أشهر وهي تتحرك مع الموج وتحطيم ما تحتها يُعد خراب وإهمال من القائمين على الباخرة.


وزاد: "طريقة تفريغ السفينة بشكل بدائي، لم تكن بالمستوى المقبول ولا يوجد هناك أي وسائل إنقاذ أو إجراءات احتياطية في حال تسرب النفط من تلك الأنابيب أو أثناء الضخ وهو أن يُحاط جسم السفينة بحاجز حولها بالكامل إلى الشاطئ، وأيضا رفع الأنابيب التي يتم فيها تفريغ السفينة من قاع وعمق البحر حتى يتسنى معرفة إن كانت هناك تسربات، وسرعة الاستجابة في وقف الضخ وهذه العملية يجب أن تحصل بواسطة عوامات خاصة تحمل الأنابيب على سطح الماء".

"التأثيرات لهذه العملية البدائية، تتمثل في تغيير بيئة الموقع على الشاطئ وفي البحر بجرف آلاف الأطنان من الأتربة لتعشيق "البوز" وتحميلها وتفريغ السفينة وهذا إنما يدل على إهمال وعدم مبالاة القائمين على تلك السفينة من مخاطر تلوث المياه البحرية" يقول سليمان.

وأكد الاستشاري البيئي أحمد سليمان: "السفينة حاليًا غير صالحة للاستخدام بعد الأضرار الكبيرة التي حصلت لها في جسم السفينة وفي محركها وأيضا انجرافها مرة أخرى بعد خروجها من الارتطام الأول بالصخور في رأس حولف وحاليًا مهجورة في ساحل دليشة، وغير صالحة للاستخدام مرة أخرى".


وقال سليمان : "يشكل خطر هذا الحديد أو بقاياه  أو الحديد تحت الماء أو على الشاطئ أو إذا كانت على الصخور تشكل بنسبة 100 % مخاطر بيئية على الكائنات البحرية وأيضًا تحركها بفعل التيارات والأمواج يشكل خطرًا في تهديم المأوى وبيئات الكائنات وإذا وقعت بشعاب مرجانية فهنا الخطر كبير في تكسير تلك الشعاب عند التحرك، ناهيك عن بقايا المواد البترولية والمشتقات النفطية وغيرها من مخلفات السفينة" يقول أحمد سعيد سليمان.

 سفينة حمامة الخليج (Gulf Dove)  رقم (IMo 8509416) هي ناقلة كيماويات/نفط متهالكة،  ترفع علم تنزانيا بنيت في اليابان عام 1985،  حملت سابقاً أسماء عديدة منها (chun xing168)  و (oceanbee) (oceanmeg) وفقاً لمواقع تتبع السفن vesselfinder)). طولها 107 متر، عرضها 18 مترا، تتبع من 2013 بنك سبأ الإسلامي في صنعاء، وفي مايو 2015 عادت ملكيتها إلى شركة عبر البحار لمالكها التاجر العيسي، جرفتها الأمواج في نوفمبر 2019 إلى سواحل جزيرة سقطرى وهي- حاليًا - حطام بحري في ساحل (دليشة). 14

وكان  مدير فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في حضرموت  سالم باقحيزل قد كشف أن كمية المازوت المتبقية في خزانات السفينة (شامبيون1) المهددة بالانشطار إلى نصفين بسبب التشققات الكبيرة في بدنها تقدر من (1000) إلى (1500) طن متري أي ما نسبته30 % من الشحنة الكلية للباخرة (4770) طن متري من المازوت، وأن كارثة بيئية وبحرية حقيقية تنتظرها المدينة، مؤكدًا إذ لم يتم تلافيها قبل انتهاء العام 2022، فالمكلا في خطر. 15


قبل 9 أعوام من الآن، غرقت ناقلة شامبيون1،  وهي ناقلة وقود متهالكة وخارج نطاق الخدمة، دون المعايير وتعتبر قانونًا سفن لا تصلح للإبحار نهائيًا، يديرها الوكيل الملاحي شركة عبر البحار لمالكها التاجر أحمد العيسي، ترفع علم سيراليون، طولها 96 متر، عرضها 16 مترا، تحمل الجنسية السيراليونية، قدمت في  9 يوليو من العام 2013، من ميناء عدن إلى ميناء المكلا وعلى متنها (4770) طن متري من المازوت من مصفاة عدن، وتم جنوحها في شاطئ المكلا بمنطقة المشراف في 10 يوليو 2013. 16

يوم 16 أغسطس 2022 أعلنت الهيئة العامة للشؤون البحرية ومؤسسة موانئ البحر العربي  في صحيفة 30 نوفمبر الرسمية لملاك السفن الغارقة والمهجورة بموانئ المؤسسة بالمكلا ونشطون في المهرة (لم تشير إلى سقطرى) بسرعة التصرف ورفع حطام سفنهم وقطعهم البحرية من الموانئ خلال خمسة عشر يوما من الإعلان وفقا لما نص عليه القانون البحري اليمني رقم 15 لسنة 1994م، مالم فإنه سيتم التخلص منها وتحسب التكاليف للانتشال على ملاكها ، وسيتم تحميلهم النتائج المترتبة على ذلك حسب القانون واللوائح المنظمة له . 17

تشير تقارير الجهات المختصة في الهيئة العامة للشؤون البحرية بأن جميع السفن الـ 12 المتهالكة والمهددة بالغرق في سواحل عدن، جميعها منتهية الصلاحية، وغير مسجلة، وليس لها علم، ولا تملك تصاريح للعمل وهي متوقفة عن الملاحة البحرية منذ ما قبل حرب مارس 2015، وجميعها تتبع شركة عبر البحار . 18


في يوليو 2022 تسرب عشرات الأطنان من النفط من الناقلة أثينا الغارقة في منطقة رمي المخطاف بخليج التواهي ، امتدت مساحة التسرب النفطي. وفقاً لمنظمة السلام الهولندية (PAX) إلى مساحة 14كم في ميناء عدن الدولي،  والناقلة أثينا منتهية الصلاحية ودون المعايير وبقائها يشكل تهديدًا خطيرًا على البيئة البحرية في عدن.19

يقول صحفي البيانات ومدقق المعلومات فاروق مقبل الكمالي: "موضوع ناقلات النفط والمشتقات النفطية التابعة لشركة عبر البحار أو أوفر سيزر للشحن وكلها شركات تابعة لرجل الأعمال العيسي موضوع شائك، فهناك أكثر من 15 ناقلة نفط صارت نفايات بحرية وفوق ذلك ملغومة بأطنان من المواد الكربوهيدراتية الملوثة والقاتلة". 20

وأضاف: "هناك ناقلات أخرى ترد في قوائم  الناقلات التابعة لهذه الشركة  إما بالملكية أو الإدارة ولا تذكر في الموانئ اليمنية بعض ناقلات النفط المتهالكة  موجودة في السواحل اليمنية وحين نبحث في قواعد السفن  تظهر بيانات أنها في الامارات أو شرق أسيا وأنها متجهة إلى عدن".


"ثمة عوامل مشتركة كثيرة بين ناقلات النفط التابعة للعيسي، من أبرزها تقدم العمر تهالك الهيكل ممنوعة من الإبحار في أعالي البحار كان يتم بيعها وشرائها وتأجيرها أكثر من مرة بين شركات العيسي تارة وبينه وبين بنوك يمنية تارة أخرى ما يمكنني قوله أنه هذه الناقلات  أدوات جريمة  يحب أن تحرز  وأن يقدم العيسي للمحاكمة" يقول الكمالي.

وتعتبر جزيرة سقطرى  من أكبر الجزر العربية واليمنية، أدرجت  في العام 2008 ضمن القائمة العالمية لليونسكو كموقع تراث عالمي لما تمتلكه من تنوع حيوي غني، وهناك اكثر من 900 نوع من النباتات 37% منها متوطن في الجزيرة، أي لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، أكثر من 290 نوع من الطيور 11 نوع متوطن،  حوالي 680 نوع من الأسماك، ٢٣٠ نوع من الشعب المرجانية الصلبة ( 5 انواع منها متوطن) و 30 نوع من الشعب المرجانية اللينة، 300 نوع من القشريات ( 7 منها متوطن) و 490 من الرخويات و 230 من الطحالب وغيرها. 21


ووفقًا لما قاله رياض سعيد مدير عام التفتيش وتسجيل السفن لـ قناة (DW) الألمانية، بأن أي تسرب من الناقلات المتهالكة قد يهدد البيئة البحرية والكائنات الحية فيها، والمازوت مادة ثقيلة،  ينقسم إلى جزأين، جزء يطفو على سطح البحر، وجزء ينزل إلى أسفل البحر، وهذا يؤثر على البيئة البحرية والكائنات الموجودة لدينا وعبر السلسلة الغذائية ينتقل هذا الخطر إلى الإنسان". 22

"منذ عام 2013، تقوم ناقلات النفط المرتبطة بأحد أقوى رجال الأعمال في اليمن بتسريب النفط والنفايات قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، مما يهدد سبل عيش الصيادين ، ويعرض صحة السكان للخطر ويسمم البيئة" وفقًا لـ موقع "المونيتور" الأمريكي . 23

يقول الدكتور عبدالقادر الخراز أستاذ تقييم الأثر البيئي في جامعة الحديدة الرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة، إن بقاء سفينة حمامة الخليج (Gulf Dove) جانحة في موقعها بساحل دليشة منذ العام 2019 وحتى اليوم، يشكل مخاطر بيئية حقيقية للجزيرة المدرجة في أعلى قوائم التراث العالمي وهي من المناطق المحمية بيئيًا ،وتتميز بشكل عام بتنوعها الحيوي البحري والساحلي والبري.


 "بقاء الباخرة المتهالكة  له مخاطر على البيئة البحرية بشكل كبير وعلى البيئة الساحلية في دليشة تحديدًا ، تنتشر فيها الشعاب المرجانية، وتتميز بكونها منطقة تنوع كبير للإسماك، والباخرة من خلال هيكلها المتآكل الذي سيتحلل بالمياه، ويغير من خصائصها، سيؤدي بكل الأحوال إلى تسمم وربما  إلى نفوق الاسماك بالمنطقة إلى جانب تأثر السكان الذين يعملون أساسًا في مهنة الصيد، يفترض حماية جزيرة سقطرى  من أي تدخل بسيط حتى على مستوى دخول نباتات غريبة عنها ،فما بالك في جنوح باخرة ولمدة تزيد عن 3 سنوات" يشير أستاذ تقييم الأثر البيئي. 24

"من المفترض أن تُسحب السفينة مباشرةً في حينه، وللأسف 3 سنوات مرت، ولم يتم سحبها حتى الآن، ولا نقول بأنه يوجد فيها مواد أو مشتقات نفطية لكن الأكيد تحتوي على زيوت خاصة بالباخرة إلى جانب المشتقات المخزنة لتشغيل السفينة موجودة وهذه حتى  لو تكون ربما كميات قليلة سيكون لها تأثير عندما تتسرب أو إذا تسربت، ومحتمل عملية التسرب ربما قد حدثت وربما ستحدث!  كون الباخرة اصلًا متهالكة، ومعظم هذه البواخر - للأسف - التي يملكها العيسي إذا ما قلنا كلها متهالكة وهذا واضح في كثير من المواقع الأخرى سواء في المكلا أو في سواحل عدن والذي تلوثت وجرحت فيها سفن وغرقت وأدت إلى تلوث هذه المناطق بشكل كبير" يفيد الخراز.


يؤكد الخراز: "يعتقد أنه مازالت فيها مواد نفطية، فإذا تسربت سيكون هناك مشكلة كبيرة، إلى جانب تحلل جسدها مع المياه، وتغيير خصائص المياه ،وتأثيرها على التنوع الحيوي الطبيعي وتسمم كافة الاحياء البحرية في المنطقة، ولو مثلاً أن كمية النفط والزيوت المتبقية في خزانات السفينة هي 2 طن أي (2000) لتر، فلو تسربت في حال انشطار السفينة فإن التعويضات البيئية والاجتماعية والغرامات القانونية والتكاليف الأخرى المترتبة في حال حدوث ذلك قد تزيد عن  2 مليون دولار أمريكي".

الخلاصة

  تعد  سفينة حمامة الخليج الجانحة في جزيرة سقطرى منذ العام 2019 وسفينة شامبيون1 في المكلا حضرموت، وجميع الناقلات المتهالكة والمهددة بالغرق في سواحل عدن وعددها 12 ناقلة، سفن (دون المعايير)، وتُعتبر - قانونًا - سفن لا تصلح للإبحار نهائيا، كما تُعتبر - قانوناً - ركام بحري أو حطام بحري، وفقا للمواد (350) (351) (355) من القانون رقم 15 لسنة 1994 بشأن القانون البحري، بالإضافة إلى ذلك مواد القانون رقم 16 لسنة 2004 بشأن حماية البيئة البحرية من التلوث وإلى القرار الجمهوري رقم 37 لسنة 1994 بشأن البحر الإقليمي والمياه المتاخمة والمياه الاقتصادية الخالصة والجرف القاري. 25


ومن المؤكد أيضًا بأن وجودها يعيق الملاحة ويشكل خطرًا على الأمن من جهة أن بقاءها مهجورة قد تستخدم من قبل عناصر تضر بالأمن والسلم، وعلى البيئة البحرية من ناحية التسرب الزيتي من صهاريجها أو خزانات وقودها، آخرها الناقلة ديا Dia وكذا الناقلة أثينا PEARL OF ATHENA وقبلها سفينة حمامة الخليج في سقطرى،  والناقلة شامبيون1 في المكلا حضرموت، وجميع تلك السفن المتهالكة تتبع شركة عبر البحار إحدى شركات تاجر النفط أحمد العيسي.  26


"في ضوء المخاطر الكبيرة التي تشكلها ناقلة النفط (صافر)،  يجب علينا أن لا نقلل من مخاطر العديد من السفن المتهالكة والمهددة بالغرق في مواني عدن، المكلا، سقطرى والمهجورة منذ سنوات طويلة، كون بقائها يشكل تهديدًا خطيرًا على السواحل والأحياء البحرية والبيئة، والمصائد السمكية وفرص العيش للمئات من الصيادين المحليين" بحسب ما قاله ويم زفيننبرج رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في منظمة السلام الهولندية في تصريحات لـ" مؤسسة الصحافة الإنسانية". 27


• (بسام القاضي) باحث وصحفي علمي متخصص في تغطية قضايا المناخ والبيئة
المراجع
1 -مقابلات الباحث مع أهالي منطقة دليشة  أغسطس 2022
2 - وثائق وتقارير الجهات الحكومية المعنية لدى الباحث
3 - مقابلة الباحث مع الدكتور جمال باوزير أغسطس 2022
4 - مقابلات الباحث مع الاهالي ونشطاء البيئة في دليشة أغسطس 2022
5 - مقابلة الباحث مع مدير ميناء سقطرى
6 - القانون رقم 15 لسنة 1994 بشأن القانون البحري اليمني8.
7 - مقابلة الباحث مع سالم حواش مدير حماية البيئة في سقطرى
8 - مقابلة الباحث  مع الخبير البيئي أحمد سعيد سليمان.
9 - مقابلات الباحث مع المصوران، نسيم الحامد،  مجدي بن قبلان
10 - صور الأقمار الصناعية لـ منظمة PAX الهولندية
11 - المصادر المفتوحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي
12 - تغريدات ويم زفيننبرغ رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني
13 - مقابلة الباحث مع نشطاء البيئة في سقطرى
14 - مواقع تتبع السفن وأدوات المصادر المفتوحة
15 - مقابلة الأيام مع مدير الهيئة العامة لحماية البيئة في حضرموت
16 - تقارير ووثائق الهيئة العامة للشؤون البحرية، وسائل إعلام
17 -صحيفة 30 نوفمبر الرسمية المكلا 16 أغسطس 2022
18 - صحيفة الأيام، مؤسسة الصحافة الإنسانية
19 - تقرير منظمة PAX الهولندية
20 - مقابلة الباحث مع فاروق مقبل الكمالي
21 - منظمة اليونسكو، تقارير وسائل الإعلام
22 - قناة  دويتشه فيله الألمانية  DW) عربية)
23 - تقرير موقع المونيتور الأمريكي
24 - مقابلة الباحث مع الدكتور عبدالقادر الخراز جامعة الحديدة
25 - القوانين والتشريعات الوطنية اليمنية
26 - تقارير الجهات الحكومية، خبراء الأمن البحري، وسائل الإعلام
27 - تصريحات ويم زفيننبرج رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني في منظمة PAX   لـ مؤسسة الصحافة الإنسانية

نقلاً عن المركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى