قصص تُروى لأول مرة عن الأسرى الجنوبيين في قاعدة العند خلال حرب 2015

> العند «الأيام» خاص:

> "خلال احتلال مليشيات الحوثي للعديد من مناطق الجنوب في حرب 2015 تحولت قاعدة العند الجوية إلى إحدى المراكز الرئيسة لعمليات المليشيات ومعتقل كبير لمئات من الأسرى الجنوبيين، وبرز في ذلك الوقت الشيخ عبدالله الهمداني وهو شخصية محورية من أبناء مدينة العند ساهمت بشكل كبير في الإفراج عن مئات الأسرى ولعب دورًا فريدًا  أثناء فترة الحرب لا يقل أهمية عن أدوار من كانوا في ميادين القتال والاستبسال.

فترة لم تكن عادية كان فيها الشيخ الهمداني رمزًا للتضحية والفداء ومن زوايا منزله الكبير الذي تعلوا جدرانه عددًا من الأسلحة التراثية القديمة تظهر تفاصيل تلك الأسرار لعدد من أبطال مقاومة العند  الباسلة التي اتخذت من أجنحة المنزل موقعًا لترتيب صفوفها وتخطيط أولوياتها في تنفيذ الهجمات ضد الغزاة الحوثيين،  وعلى الجناح الأخر للمنزل أهالي العديد من الأسرى آباء وأمهات وأخوة يرتادوا هذا المنزل يتأملون من الشيخ الهمداني التدخل والإفراج عن أبناؤهم الذين اعتقلتهم المليشيات بل أن العديد من أهالي الأسرى يمكثون في منزل الشيخ الهمداني أياما حتى يوفقه الله في تحرير أبناءهم من قبضة المليشيات.
​الشيخ الهمداني كان ملاذًا لعشرات الأهالي ومنقذًا لأبنائهم
​الشيخ الهمداني كان ملاذًا لعشرات الأهالي ومنقذًا لأبنائهم


قصص تروى لأول مرة لأسرى كانوا في قبضة المليشيات وتفاصيل الإفراج عنهم ودور الشخصية المحورية الشيخ عبدالله الهمداني بالإفراج عن أكثر من 1000 أسير أثناء الحرب"
في فصل من فصول الدور السري لهذه الشخصية يكشف أسرارها عدد من الأسرى ممن كتب لهم الله عمرا آخر، حيث امتلأت الأماكن التي اتخذتها المليشيات سجونا بالعديد منهم من مختلف مناطق ومحافظات الجنوب ممن تم اقتيادهم من أمام منازلهم ومن مزارعهم ومن الأسوق، مع أن أغلبهم لم يرتكبوا جرما ولم تكن لهم مشاركات قتالية لينالوا أقسى وأسوأ معاملة خلف القضبان ناهيك عن أنها جعلت معظمهم دروعًا بشرية لضربات الطيران  في مواقف تجردت فيها المليشيات من الضمير الحي والإنسانية.

تحدث عامة الأسرى بوضوح وتلقائية بعدما تفسوا الصعداء واستنشقوا عبير الحرية التي نتجت من وحي مواقف الشيخ عبدالله الهمداني تجاههم و متابعته المستمرة حتى أفضت بالإفراج عنهم وسردوا ما تعرضوا له في الأسر وكيفية خروجهم منه.

فهذا أحمد ناصر محمد الحسني يسرد تفاصيل أسره بنبره من الألم وهو يتذكر مشاهد مرعبة حدثت له حيث يقول: «تم اسري بتاريخ 1/6/2015 في المدينة الخضراء بمحافظة لحج وتم وضعي في أحدى المدارس ومن ثم تم ترحيلي بعدها إلى مدرسة مطار العند وهناك وجدت أكثر من 1800 أسير عانينا شتى أنواع القهر والإذلال والإهانة من قبل المليشيات الحوثية، وتحدث  الحسني عن إصابته البالغة وهو في الأسر والتي لم تشفع له بالخروج رغم خطورتها.
الاسير الجريح فهد الحسني
الاسير الجريح فهد الحسني


حيث يقول: «لم يمضِ سوى  يومين وأنا في الأسر بمطار العند إلا وتعرضت المستودعات  المتواجدة في المدرسة لضربات الطيران وأصبت مع غيري من الأسرى بعدة شظايا تطايرت إلى موقعنا إلا أن إصابتي البليغة جدًا في البطن والساقين ولم تشفع لي خطورتها أمام المليشيات للخروج لتلقي العلاج  بل وجدت تعنتا كبيرا من قبلهم ورفضوا رفضًا قاطعًا لمسالة خروجي وسلمت أمري لله وبقيت في الأسر إلى منتصف رمضان وكان معنا في الأسر الشيخ عبد الحكيم الحسني وهو أحد قادة المقاومة في مديرية خور مكسر بعدن وقد رثى لحالتي الصحية التي كنت فيها ووعدني حينها أنه عند خروجه في عملية تبادل أسرى سيبذل قصارى جهده لإخراجي، وفي إحدى الأيام تفاجأت أنه تم إخراجي من قِبل الحوثة إلى منزل الشيخ عبدالله الهمداني وطلبوا من الشيخ عبدالله عمل تعهد وضمانة، بعدها علمت أن الشيخ الحسني كان على تواصل مع الشيخ عبدالله  وطلب منه أن يقدم الضمانة التي تريدها المليشيات الحوثية لأجل إخراجي».

يكمل الحسني: «أن حالتي الصحية كانت سيئة للغاية وحاول الشيخ عبدالله أن ينقلني إلى عدن لتلقي العلاج وكانت المواجهات حينها على أشدها بين المقاومة والحوثيين وكنا نصل إلى منتصف الطريق ولم نتمكن من الدخول إلى عدن نتيجة لمنعنا من النقاط المسيطرة عليها المليشيات وأيضا خوفًا من النيران، حيث قمنا بالمحاولة مرتين وباءت بالفشل، ولم نتمكن من الدخول إلى عدن حينها عاد بي الشيخ عبدالله الهمداني إلى منزله وأحضر طبيب إلى المنزل ومكثت في منزله أسبوعًا كاملا وكأنني بين أهلي ويؤكد ذلك أن الشيخ الهمداني رجل الإنسانية والمواقف الحية والذي احتوى الجميع في منزله وكان ملجأ للكثير من الأسر، حيث يراه الكثيرون سندا وذلك لاهتمامه ومتابعته للأسرى حتى يوفقه الله في مساعيه الخيّرة ويفرح أهاليهم بتحريرهم من الأسر.

ويروي أن تلك المشاهد لم تمحَ من مخيلته و أنه ممتن للشيخ الهمداني ولموقفه ودوره الحي تجاهه وتجاه الأسرى الجنوبيين.

ويكشف  عضو لجنة الاسرى والشهداء بجبهة بلة  د. صالح مثنى والمكلف من قبل الشهيد جواس  تفاصيل عن مواقف الشيخ عبدالله الهمداني حيث وصف دوره خلال الحرب بالمشرف.

وقال: «عمل الشيخ عبدالله الهمداني جنبًا إلى جنب مع العقيد مقبل شائف الردفاني التي كانت تربطه علاقة أخوية قديمة بالشيخ عبدالله وكنّا كل ليلة نذهب إلى منزله وكان هو همزة وصل بيننا وبين الأخوة الأسرى وأتذكر موقف للشيخ الهمداني أثناء متابعته للأسرى حيث عرض عليه الحوثيون أن يفرجوا عن مجموعة من الأسرى، إلا أنه أصر ورفض أن يقبل وقال لهم أنا أريد جميع الأسرى من أبناء ردفان ويافع والضالع ويوضح الدكتور صالح مثنى أن التفاوض مع الحوثيين بشان الأسرى  كان عبر الشيخ عبدالله الهمداني، ويصف دور الهمداني و ما قام به لا يقل أهمية عن دور المقاتلين في الجبهات.

جريح الحرب الحوثية علي الرفاعي
جريح الحرب الحوثية علي الرفاعي
وتحدث أحد جرحى الحرب، وهو الشيخ علي الرفاعي عن تخبط المليشيات الحوثية التي شنت حملات اعتقالات واسعة طالت الجميع وبثت الرعب في صفوف الأهالي لكونها استهدفت المدنيين والأطفال، مؤكدا الدور والموقف البطولي للشيخ عبدالله الهمداني و ما قام به حيث لخصه في عدد من النقاط:

1 - حافظ على أمن وسلامة المنطقة ومنع تحولها إلى ساحة مواجهات.

2 - احتوى أهالي الأسرى في منزله وقام بضيافتهم وبشكل يومي طوال تواجدهم فيه.

3 - تابع وسعى لتحرير الأسرى وأفرج عنهم.

4 - تعامل بحكمة ورجاحة عقل ونجح في كل مساعيه الخيرة.

5 - ساهم في توفير المعونات والمساعدات للمنطقة والمناطق القريبة منها.

وتحدث  نبيل عبد الحافظ صالح أحمد من  مديرية يافع وهو ممن كان يتابع بعد الأسرى المعتقلين من أبناء المديرية عند الشيخ عبدالله الهمداني حيث قال: «كان الشيخ عبدالله مضلتنا الوحيدة وهمزة وصل بيننا وبين المليشيات الحوثية وسعى لتحرير أسرانا وعددهم 18 من يافع إلى أن تم الإفراج عنهم جميعا، ويشير إلى أنه طوال فترة المتابعة استضافنا في منزله وجسد بعمله الخيّر والنيّر أسمى معاني الإنسانية.

سالم البدوي احد قادة الحراك السملي الجنوبي في منطقة العند
سالم البدوي احد قادة الحراك السملي الجنوبي في منطقة العند
ويبين العميد  سالم محمد البدوي وهو أحد أعيان منطقة العند ومن قيادات الحراك السلمي الجنوبي في المنطقة مواقف الشيخ عبدالله الهمداني تجاه الأسرى الجنوبيين حيث قال: «كنا نؤيده، ومساندين وداعمين لخطواته لأن الظرف الحساس الذي شهدته المنطقة بعد غزو المليشيات الحوثية كان يتطلب أن يقوم شخص بهذه المهام رغم خطورتها ويضيف البدوي كان الشيخ الهمداني عند المستوى المطلوب ولعب دورا إيجابيا تجاه وطنه وأهله ويسرد البدوي :«عايشنا المرحلة بكافة تفاصيلها وكنا في منزل الشيخ عبدالله والى جانبه لكون مواقفه رجولية وإنسانية وأخلاقية وكان عمله الإنساني لا يقل عن تلك المعارك التي كانت تجرى في الميدان.

ويردف بالقول:«أن منزل الهمداني كان مليئا بأهالي الأسرى من مختلف المديريات والمناطق  وبشكل يومي ومتواصل وكان يستقبلهم بترحاب ويسعى في المتابعة بعد أبناؤهم ويوفقه الله في أكثر من مرة في الإفراج عنهم والتفريج عن كربة أم وحزن أب وأخ عاد لهم ولدهم وكانت هذه هي المواقف البطولية التي لمسناها عن قرب في شخصية الهمداني وعايشناها في منزله.

الاسير فانون عوض ناصر
الاسير فانون عوض ناصر
وذكر فانون عوض ناصر غالب عن تفاصيل أسره هو وإخوته من قبل المليشيات الحوثية أثناء دخولها مدينة الحوطة حيث قال :« تم اعتقالي أنا وإخوتي ينوف وسعيد وتم حجزنا في مدرسة بئر ناصر وتم الإفراج عني فقط بعد خمسة أيام من اعتقالي، مررت بأيام صعبة وقاسية وظل فيها إخوتي محتجزين حينها ذهبنا أنا ووالدتي إلى الشيخ عبدالله الهمداني واستقبلنا وقام بإفراغ منزل عمه الدكتور عبد الباري لكي نسكن فيه وكنت أحضر منزله بشكل يومي والذي كان يكتظ بإسرالمعتقلين من جميع المناطق والحمد الله بعد جهود كبيره بذلها الشيخ عبدالله تم الإفراج عن إخواني وكذا العديد من الأسرى ونحن نقدر مواقف الشيخ  ونشكره على كل جهد قام به تجاهنا وتجاه بقية الأسرى الجنوبيين وأقولها للأمانة لولا الله ثم الشيخ عبدالله وتواجده في هذه المهام الإنسانية خلال الحرب لما عاد لنا إخواننا الذين تم اعتقالهم.

قائد مقاومة العند بكيل المسعودي (الجلع)
قائد مقاومة العند بكيل المسعودي (الجلع)
يؤكد قائد مقاومة العند الشيخ بكيل عبده ماطر يوسف المسعودي ( الجلع) مواقف الشيخ الهمداني معه ومع الكثير من الشخصيات ويقول ذهبت المليشيات الحوثية إلى منزلي بقيادة أبو رداد ومعه خبير متفجرات وأبلغوا أسرتي بضرورة إخلاء المنزل وأنهم سيفجرونه حينها علم الشيخ عبدالله الهمداني بذلك وحضر ومنع الحوثيين وأقنعهم أن المنزل ليس لي وأنه لأسرتي حينها غادروا المكان وأشار الجلع إلى أن الهمداني شكّل دافع كبير لنا كمقاومة بدوره السياسي والإنساني الذي لعبه في مرحلة حرجة  وحساسة  للغاية.

العميد احمد محمد هاشم الصبيحي
العميد احمد محمد هاشم الصبيحي
العميد أحمد محمد هاشم الصبيحي ( فكرة ) عاقل منطقة العند قال: «كنا إلى جانبه وساندناه وكان موقفه ثابتا، وقد استطاع من خلاله أن يحدث توازنًا وأن يؤمن المنطقة ويفرج عن العديد من المعتقلين وكذا أن يدخل الإغاثة للكثير من المناطق ويعتبر الجهود التي قام بها كافة تجاه الوطن وأبناؤه مواقف إنسانية خالصة، حيث كانت تلك المرحلة تحتاج لرجاحة العقل والحكمة.

 هكذا كان لحرب 2015 عواقبها الخطيرة على الوطن والمواطن، لكن خرج أشخاص وأحدثوا توازنا فيها إلى أن اشتدت المواجهات وولت  المليشيات الحوثية من أرض الجنوب إلى غير رجعه، تجر خلفها أذيال الهزيمة بعد أن منيت بخسارة كبيرة في الأرواح والعتاد وتاه جنودهم بالصحراء ولاقوا حتفهم وتنفس الأسرى عبير الحرية في قصة من ضمن عشرات القصص التي سطرها رجال كانوا عند مستوى المسؤولية في تلك الفترة ومنهم بطل هذي القصة الشيخ عبدالله الهمداني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى