​العالم إلى أين؟

>
العالم فقد شهيته للديمقراطية بينما الشعوب العربية تلهث وراءها ولا تكاد تدركها بسبب تجدّر الأنظمة الجمهورية التي جاءت بعد تحررها من الاحتلال الأوربي ومازالت آثارها باقية إلى هذا اليوم.

عندما كتب المفكر والكاتب السياسي الأمريكي فرانس فوكوياما (ذو الأصول اليابانية) كتابة المشهور "نهاية التاريخ" بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والأنظمة الماركسية التابعة له في مطلع التسعينيات كان يعتقد أن كفاءة أو نجاح التجربة الليبرالية الديموقراطية هي قمة ما يمكن أن يحكم به الإنسان من نظام يسوده الاستقرار والنجاح الاقتصادي والاجتماعي والإنساني (وله تاريخ يشهد بذلك).

بعد أكثر من عقدين من الزمن تبين له أن الأنظمة الليبرالية الديموقراطية التي ظهرت في عدد من البلدان يحكمها رجال أقوياء جاءت بهم شعوبهم عن طريق الاقتراع الديموقراطي ولكنهم في الأساس لا يؤمنون بالمبادئ الديموقراطية المعهودة ذات السمات الليبرالية، ومع ذلك يحضون بشعبية كبيرة لدى قطاعات واسعة من شعوبهم، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أردوجان في تركيا وأوربان في المجر وبوبسنارو في البرازيبل، وحتى في أمريكا مثل قصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي مازالت شعبيته واسعة بين عدد لا بأس به من الأمريكيين رغم تاريخه الذي كان (ولا يزال) محل كثير من الجدل فيما يتعلق بازدرائه لنظام أمريكا الليبرالي الديموقراطي الذي كاد ينجح في استعمال عنف مؤيده (معظمهم من الطبقة العمالية البيضاء) لتغيير نتائج الانتخابات الأمريكية عام 2020 التي جاءت في غير صالحه.

لم تغير هذه التطورات قناعات فوكوياما في الليبرالية الديموقراطية، ولكنه اعترف بأنها تعيش حالة من التحديات الخطيرة في الوقت الراهن، وأن أكبر تحديها هو ما يحدث لها في بلده أمريكا وقد عبر الكاتب عن آرائه في هذا الموضوع بكثير من المقابلات المرئية والمقالات لاسيما بعد كتابه الأخير (الليبرالية وامباطاتها) الذي نشر في هذا العام، شيء عجيب، شعوب تسعى أو تحلم بالديموقراطية وترى فيها حلاً لمشاكلها وشعوب أخرى تعيشها ولا ترى يأسًا في تقويضها من قبل الزعامات التي جاءت بها عن طريق صندوق الاقتراع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى