الفنان الكبير عطروش يطالب الدولة بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز المرشدي الثقافي

> عدن «الأيام» خاص:

>
طالب الفنان الكبير محمد محسن عطروش الحكومة المعترف بها دولياً والسلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز المرشدي للثقافة والتراث، وذلك تكريما وتقديرا ووفاءً لما قدمه عميد الغناء اليمني الفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي من تجربة غنائية ثرية وغنية حافلة بالعطاء الإبداعي في المجال الثقافي والفني والتاريخي طوال مسيرته على مدى ستة عقود.

جاء ذلك أثناء زيارة الفنان عطروش لمركز المرشدي الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله المتواضع بحي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته أمس الأول الجمعة ومعه الفنان نائف عوض وبعض المثقفين.

وقدم الفنان عطروش مداخلة قصيرة لرواد ومرتادي المركز من  الشخصيات الثقافية والأدبية والإعلامية والرياضية والاجتماعية  وبعض أساتذة جامعة عدن، استعرض فيها تاريخ الفن والثقافة في عدن والجنوب والمحاولات الحثيثة للغير لطمس هذا التراث الغنائي والفني والثقافي الغزير والمتنوع والذي كان له دورا كبيرا في حقبة زمنية هامة في تطوير الأغنية ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الجزيرة العربية والخليج.

وأكد على ضرورة اهتمام الحكومة والسلطة المحلية بعدن بإقامة مركز ثقافي يليق باسم الراحل الكبير محمد مرشد ناجي، يحتضن ندوات ثقافية وفنية لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بتاريخ الفن والغناء في عدن والجنوب، وأيضًا تقديرا وعرفانا لما لهذا الرجل من تاريخ ونضال وإبداع ناصع البياض لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحيناً وبحثاً ودراسة وتاريخاً في الأغنية اليمنية التي برز فيها واحداً من أهم أصواتها ومؤرخيها ومطوريها.

وتسأل الفنان عطروش: "إذا لم تتبنَ الدولة إنشاء مركز ثقافي لشيخ الفن والغناء في اليمن جنوبه وشماله محمد مرشد ناجي، فلمن تبنى؟".


وأشار إلى الأهمية الكبيرة التي تكتسبها المراكز والمنتديات الثقافية والأدبية والمثقفون في عدن ودورهم بهذه المرحلة الحرجة من تاريخ عدن والجنوب الثقافي والفني على رأسهم مركز المرشدي في الحفاظ على هذا التراث الفني والثقافي من هذا الطمس.

وقال الفنان القدير عطروش: "شخصية محمد مرشد ناجي خالدة ضوء الخلود، لكننا نريد توسعة وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بما قدمه أمثال هؤلاء لوطنهم من أعمال خالدة وإبداع وفن راقٍ ومحترم سيظل خالدا في ذاكرة اليمن الحية".

وأوضح أن المرشدي هو شيخ الفنانين وكان مهتما جدا بضرورة  جمع التراث الغنائي والفني والمحافظة عليه ونشره على نطاق واسع.

وطالب المتحدثون الجهات المختصة في الحكومة والسلطة المحلية بمحافظة عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي، بضرورة أن «تدعم الدولة مركز المرشدي للثقافة والتراث الذي أنشأه الفنان الراحل في منزله في حي ريمي في المنصورة بعدن، بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته، كونه يتضمن توثيقاً للأعمال الفنية والأدبية التي قدمها الفنان الكبير الراحل على مدى مسيرته الطويلة الممتدة لستة عقود من الزمن وصوره مع رؤساء اليمن والشخصيات الأدبية والثقافية المحلية والعربية ومعظم الفنانين الكبار، وكذا الدروع والشهادات التقديرية والهدايا التي حصل عليها في مهرجانات محلية وعربية ودولية والإصدارات والكتب التي ألفها، وذلك إحياءً لذكرى المرشدي ولتراثه الفني الذي جسد الهوية الوطنية والثقافية للشعب.

وحثت الفعالية على إعادة طباعة المؤلفات البحثية والأعمال الكتابية الأدبية والتاريخية والفنية الكاملة للفنان محمد مرشد ناجي وإصدارها بموسوعة متكاملة، وذلك من أجل إفادة الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتراث في اليمن، خاصة أن الفقيد الراحل ألّف عددًا من الإصدارات والكتب القيمة التي مثلت من أروع الكتب في توثيق تاريخ الفن الأدبي، وتعد من أهم المراجع البحثية في المجال الموسيقي والغنائي والثقافي في اليمن.

وللمرشدي عدد من المؤلفات من بينها "أغانينا شعبية عام 1959"، و "الغناء اليمني القديم ومشاهيره 1983"، وهما الإصداران اللذان أكدا على قدرات هذا الفنان المبدع في الثقافة التي جعلت منه باحثاً ومؤرخاً للغناء اليمني القديم ومشاهيره، ثم تلاهما "صفحات من الذكريات"، و "أغنيات وحكايات".

وتُوفي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في السابع من فبراير عام 2013 في عدن، عن عمر ناهز 84 سنة، ليخسر اليمن بوفاة المرشدي واحداً من أهم الفنانين الذين أثروا المكتبة الغنائية اليمنية والعربية بالعديد من الأعمال الغنائية والفنية التي مثلت منعطفات هامة في تاريخ تطور الأغنية اليمنية؛ حيث كان المرشدي من أهم المؤصلين والمطورين للغناء اليمني.

ويمثل المرشدي اسماً كبيراً في تاريخ الأغنية اليمنية، وبرز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، نسيج لوحده، أسهم بدور ريادي وهام في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع ليس على مستوى اليمن فحسب، بل على مستوى الجزيرة ‏العربية والخليج، وهو مؤرخ موسيقي، وملحن، ومطرب، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه، فضلاً عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة.

وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية، ومنها الحضرمية واللحجية واليافعية، ويعتبره كثير من النقاد أكبر مساهم في إخراج الأغنية الصنعانية من نطاقها الضيق، وأول من غنى الأغنية التهامية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى