داء الشخصنة
> كثيراً ما نسمع أن شخصاً يتهم آخر بشخصنة الموضوع أو الفكرة، وترى المختصين في مجالات علم النفس يقولون إنّ شخصنة الأمور لا تعود بالنفع على صاحبها، بل إنّها تُغلق الأبواب أمام الحياديّة، وتلوّث أفكار الناس وآراءهم بالتطرف الفكريّ والتعلّق برأي الذات، وكل ذلك يُرجع المجتمع إلى مفاهيم ورائيّة قاصرة.
الشخصنة كما يخبرنا التاريخ ليست مقصورة على طبيعة أو نوعية النظام السياسي، فهي تتواجد في كل الأنظمة السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن الأنظمة الملكية إلى الأنظمة الجمهورية.
إن انتشار ثقافة الشخصنة في كل تلك الأنظمة وتمجيد الفرد وتعظيمه يحدث عادةً في الأنظمة السياسية التي استطاعت أن تبني منظومات سياسية قوية ومتماسكة بما في ذلك المنظومات العسكرية والأمنية في بلدانها، بغض النظر عن صوابية اتجاه تلك الأنظمة إلا أنها عموما قد استطاعت أن تحقق منجزات داخلية أو خارجية وهي أحد أسباب تكريس ثقافة الشخصنة في أوساط مجتمعاتهم. الأمثلة كثيرة من ستالين إلى ماو تسي تونج وصدام حسين وقس على هذا.
نحن في الجنوب منذ استقلالنا في 1967 ونحن في حالة تكريس للشخصنة في حياتنا السياسية ومثلما نشخصن إخفاقاتنا كذلك الأمر فيما تحقق من نجاحات، ومن عاشوا هذه المرحلة يتذكرون ما حدث لنا، وفي البحث عن أسباب تفشي هذه الظاهرة، قد يكون السبب هو نظام الحزب الواحد، أو تأثيرات مصدرها طبيعة الذهنية القبلية في مجتمعنا وغياب الديمقراطية الحقيقية، أو وجود الاتكالية في حياتنا من الفرد إلى الجماعة والابتعاد عن مبدأ توزيع المسؤولية وما يتبعها من المحاسبة الجمعية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
لم يغير توحيد الجنوب والشمال في دولة واحدة من حدّة هذه الظاهرة وتواجدها في حياتنا السياسية والمجتمعية، بل حدث العكس وأصبحت أكثر حدّة وتواجداً في حياتنا، ووصل بنا الحال إلى اختلاق تسمية الزعيم بالقائد الأوحد والضرورة مثلما أسموه، وكلما انتهى صنمُ صنعنا صنماً آخر بديلا، علماً بأن حياتنا بكل مناحيها في تراجع مستمر، بل وصل بنا الأمر إلى مرحلة وجود دولة وانعدامها في آن واحد والواقع الذي نعيشه أكبر دليل.
الشعب في الجنوب عموماً، وفي شبوة خاصةً، يعانون بمختلف مستوياتهم من إشكالية الشخصنة، فكل مشاكلهم أو أكثرها يكمن في شخصنتهم لمشاكل المحافظة.
صحيح أن دور الفرد في صناعة التاريخ لا ينكره إلاّ من لم يقرأ التاريخ، لكن من يكتب التاريخ هي الشعوب. نحن حين نتكلم عن أفراد امتازوا بقدرات قيادية فذة ويعتبرون فلتات تاريخية أحدثوا في تاريخ شعوبهم تغييرات أساسية ومفصلية نحو التقدم مثل الرؤساء عبد الناصر ونهرو وجورج واشنطن ولينين وماو تسي تونج، على سبيل ذكر الأمثلة تأتي بهم الصدف التاريخية نادرا. وحين يحصلون على التمجيد من قبل شعوبهم وربما البشرية، فذلك أمر طبيعي لأن ذلك هو تعبير عن شكر وتقدير تلك الشعوب لزعمائها، لكن علينا أن ندرك أن (أي قائد) هو مجرد ترس في آلة اسمها منظومة الدولة، فإن كانت هذه المنظومة فاعلة فحتما سيكون القائد فاعلا في قيادته، والعكس بالعكس. دعونا نتجاوز الشخوص وندرك طبيعة المنظومة الحاكمة في الأساس، دعونا نقرأ منجزات حقيقية لصالح الشعب وتحسين حياته في كل منحى من مناحي الحياة.. حينها سيكون احتفائنا وتمجيدنا للفرد في مكانها، أما والحال كما هو عليه فأعتقد أن المديح هو أقرب إلى الذم منه إلى المديح، وفي لغتنا العربية ميزة لا تجدها في أي لغة أخرى وهي الشتم بما يشبه المدح.
الشخصنة كما يخبرنا التاريخ ليست مقصورة على طبيعة أو نوعية النظام السياسي، فهي تتواجد في كل الأنظمة السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن الأنظمة الملكية إلى الأنظمة الجمهورية.
إن انتشار ثقافة الشخصنة في كل تلك الأنظمة وتمجيد الفرد وتعظيمه يحدث عادةً في الأنظمة السياسية التي استطاعت أن تبني منظومات سياسية قوية ومتماسكة بما في ذلك المنظومات العسكرية والأمنية في بلدانها، بغض النظر عن صوابية اتجاه تلك الأنظمة إلا أنها عموما قد استطاعت أن تحقق منجزات داخلية أو خارجية وهي أحد أسباب تكريس ثقافة الشخصنة في أوساط مجتمعاتهم. الأمثلة كثيرة من ستالين إلى ماو تسي تونج وصدام حسين وقس على هذا.
نحن في الجنوب منذ استقلالنا في 1967 ونحن في حالة تكريس للشخصنة في حياتنا السياسية ومثلما نشخصن إخفاقاتنا كذلك الأمر فيما تحقق من نجاحات، ومن عاشوا هذه المرحلة يتذكرون ما حدث لنا، وفي البحث عن أسباب تفشي هذه الظاهرة، قد يكون السبب هو نظام الحزب الواحد، أو تأثيرات مصدرها طبيعة الذهنية القبلية في مجتمعنا وغياب الديمقراطية الحقيقية، أو وجود الاتكالية في حياتنا من الفرد إلى الجماعة والابتعاد عن مبدأ توزيع المسؤولية وما يتبعها من المحاسبة الجمعية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
لم يغير توحيد الجنوب والشمال في دولة واحدة من حدّة هذه الظاهرة وتواجدها في حياتنا السياسية والمجتمعية، بل حدث العكس وأصبحت أكثر حدّة وتواجداً في حياتنا، ووصل بنا الحال إلى اختلاق تسمية الزعيم بالقائد الأوحد والضرورة مثلما أسموه، وكلما انتهى صنمُ صنعنا صنماً آخر بديلا، علماً بأن حياتنا بكل مناحيها في تراجع مستمر، بل وصل بنا الأمر إلى مرحلة وجود دولة وانعدامها في آن واحد والواقع الذي نعيشه أكبر دليل.
الشعب في الجنوب عموماً، وفي شبوة خاصةً، يعانون بمختلف مستوياتهم من إشكالية الشخصنة، فكل مشاكلهم أو أكثرها يكمن في شخصنتهم لمشاكل المحافظة.
صحيح أن دور الفرد في صناعة التاريخ لا ينكره إلاّ من لم يقرأ التاريخ، لكن من يكتب التاريخ هي الشعوب. نحن حين نتكلم عن أفراد امتازوا بقدرات قيادية فذة ويعتبرون فلتات تاريخية أحدثوا في تاريخ شعوبهم تغييرات أساسية ومفصلية نحو التقدم مثل الرؤساء عبد الناصر ونهرو وجورج واشنطن ولينين وماو تسي تونج، على سبيل ذكر الأمثلة تأتي بهم الصدف التاريخية نادرا. وحين يحصلون على التمجيد من قبل شعوبهم وربما البشرية، فذلك أمر طبيعي لأن ذلك هو تعبير عن شكر وتقدير تلك الشعوب لزعمائها، لكن علينا أن ندرك أن (أي قائد) هو مجرد ترس في آلة اسمها منظومة الدولة، فإن كانت هذه المنظومة فاعلة فحتما سيكون القائد فاعلا في قيادته، والعكس بالعكس. دعونا نتجاوز الشخوص وندرك طبيعة المنظومة الحاكمة في الأساس، دعونا نقرأ منجزات حقيقية لصالح الشعب وتحسين حياته في كل منحى من مناحي الحياة.. حينها سيكون احتفائنا وتمجيدنا للفرد في مكانها، أما والحال كما هو عليه فأعتقد أن المديح هو أقرب إلى الذم منه إلى المديح، وفي لغتنا العربية ميزة لا تجدها في أي لغة أخرى وهي الشتم بما يشبه المدح.