​تهنئة الثورة

> لا تهنئوني في ثورة لم اذق خيرها بعد.
لماذا ياترى هذه الاحتفالات ؟! ولماذا هذه التهاني المتبادلة بين الناس في وسائل التواصل؟! عن ثورة لم تنجز لنا غير الوجع والمعاناة والحرمان والبؤس.

في الذكرى الـ 59 لهذه الثورة يحتفل المحتفلون من أحفاد الثوار في مدينة عدن وهي غارقة بالظلام ،غارقه بمشكلات تحاصر كل نواحي الحياة فيها ،في حين أن المستعمر الذي ثار عليه الثوار خرج منها قبل 55 عاما وهي عامره بالنور، علما وفكرا وأدبا وثقافة وتجارة وتنوعا وتعايشا.
لا تحدثوني عن الثورة وعن تضحيات الثوار، فقد شبعنا منه خطابات ودروس ومهرجانات وكرنفالان وكلام منذ كنا أطفالا صغارا في المدارس التي بناها آبائنا على أكتافهم وبسواعدهم ،حدثوني عن إنجازات الثورة وشواهدها ومآثرها في الأرض والإنسان.

 عجب لكم وأنتم بيد ترفعون رايات وشعارات احتفالية بثورة تحرركم من المستعمر، وفي اليد الأخرى رايات وشعارات ثورية لثورة تحررية تقودونها على المستعمر، وربما بعد 59 عاما ستحل عليكم ثورة تحرركم من المستعمر ومازلتم في ثورة على المستعمر، ولكي تختصروا الطريق وتوفروا الوقت والجهد ،وحتى لا تنتقلون من ثورة إلى ثورة ومن مستعمر إلى مستعمر، عليكم بثورة العقول والفكر والعلم، حرروا العقول أولا مما قرّ وثبت ورسب وعلق فيها من جهل وعصبية وتخلف وغباء وحماقات وتهور، لتضيء أمامكم السبل وتمضون في طريق صحيح يوصلكم إلى التحرير بمضامينه الصحيحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى