طبيبة تروي أول جرعة.. ووالد ضحية: "جرعة الموت" أنهت أحلام طفلي

> صنعاء «الأيام» خاص:

>
  • صحة صنعاء تعترف بتلوث (الميثاثروكسين50) لأطفال السرطان
> نشرت نقابة ملاك صيدليات المجتمع باليمن ومقرها صنعاء، أمس الاثنين، وثيقة تكشف تورط رئيس الهيئة العليا للأدوية بصنعاء المعين من الحوثيين محمد الغيلي بتهريب أدوية السرطان التي تسببت بمصرع 19 طفلا من مرضى اللوكيميا.

وجاءت ردة فعل نقابة ملاك الصيادلة عقب تملص حكومة صنعاء عن مسؤوليتها في هذه القضية واتهام الصحة لملاك الصيدليات ببيع الدواء المنتهي لأطفال السرطان.

وأوضحت الوثيقة التي نشرت على موقع النقابة الرسمي بالفيسبوك، مطالب الغيلي إلى الهيئة العليا للأدوية للحكومة في عدن بعمل مذكرة للإفراج عن الأدوية السرطانية التابعة لإحدى الصيدليات التي تقوم ببيعها بصنعاء وتعز.

وخاطبت نقابة ملاك صيدليات المجتمع، في الوثيقة، وزارة صحة صنعاء قائلة: "الأخ وزير الصحة هل تقبلون اتهامنا هذا وهذا التشويه بمنظومة الصحة وتأليب المجتمع عليها؟.. هل الصيادلة جزء من وزارتكم؟ مطلبنا أن يعتذر الغيلي أو يعتزل. الغيلي يمارس رسميا تهريب أدوية السرطان مع بعض الصيدليات بعيدا عن التجار المؤهلين والمسجلين عبر الهيئة، بل يتوسط رسميًا في ذلك. لقد حول الهيئة للتهريب، للأسف".


وفي السياق، عقدت صحة صنعاء غير المعترف بها، أمس، مؤتمرا صحفيا قالت إنه لإطلاع الرأي العام على تفاصيل وآخر المستجدات بقضية وفاة الأطفال المصابين باللوكيميا.

وأوضح ما يسمى رئيس المجلس الطبي الأعلى د. مجاهد معصار خلال المؤتمر أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق فور تلقيهم البلاغ بحدوث مضاعفات لأطفال مصابين باللوكيميا يوم 27 سبتمبر الفائت.

وقال معصار إن 29 حالة تلقت جرعة من دواء (الميثاثروكسين 50) تعرضت 19 حالة لمضاعفات وتوفي 10 أطفال وحالة تقبع في العناية والبقية تماثلت للشفاء، في حين ترجح مصادر طبية وأخرى صحفية أن الرقم أعلى بكثير.

وأضاف، "جرى فحص الدواء المشتبه في عدد من المختبرات وظهرت نتائجه أنه ملوث ببكتيريا وهي التي أدت إلى التهابات سحائية لدى الأطفال"، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف حالتين أيضا تعرضت لمضاعفات الدواء في حضرموت".

وبحسب إعلام الحوثيين، فإنه تم اتخاذ قرار بفحص كل أدوية الحقن، وهذا الإجراء يتجاوز البروتوكولات العالمية لفحوص الدواء.

وقال مسؤول وحدة علاج اللوكيميا بمستشفى الكويت د. عبدالرحمن الهادي، إن الأطفال المصابين باللوكيميا مهددون بعدم استمرارية العلاج نتيجة التهويل والاستغلال السياسي، حد قوله.

وأوضح أن 50 حالة لوكيميا تتلقى العلاج أسبوعيا في مركز اللوكيميا بمستشفى الكويت، وقُدمت الخدمات لنحو 1400 مريض تماثل العديد منهم للشفاء الكامل.

وقالت صحة صنعاء إنها بعثت مذكرات لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة الذي يزور اليمن وممثل الصحة العالمية تطالبه بتوفير 14 صنفا تنعدم في البلد لعلاج اللوكيميا، في محاولة منها لتحميل الحرب واقعة مصرع 19 طفل وتأزم الحالة الصحية لآخرين نتيجة تلقيهم دواء منتهي الصلاحية.

في السياق ذكرت وكالة سبأ نسخة الحوثي أن رئيس حكومة صنعاء د. عبدالعزيز بن حبتور زار أمس مركز معالجة الأطفال المصابين بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" بمستشفى الكويت الجامعي بأمانة العاصمة.

وأشارت الوكالة إلى أن حبتور استمع من وزير الصحة إلى بدء النائب العام بالتحقيق مع المتورطين في هذه الفاجعة، حسب وصفها.

إلى ذلك نشر موقع المصدر أونلاين أمس الإثنين حديثا لأحد الضحايا ويدعى "يزن الفقيه" وهو طفل في ربيعه الثامن، متعلق بالصلاة في المسجد بصحبة جده، وملاعبة شقيقه الأصغر، يهوى ركوب الدراجة الهوائية والاحتفاظ بالألعاب الخاصة به منذ أن كان عمره عام واحد، أنهت جرعة علاجية منتهية لمرضى "اللوكيميا"، حياته وأحلامه ومعها سعادة وسكون أسرته المكلومة.

قال والده محمود الفقيه لـ"المصدر أونلاين" إن يزن الابن المجتهد والذكي والفطن، كان محبوبا في قريته "بيت الفقيه" إحدى قرى ريف محافظة إب، ونجح مؤخرا بتفوق للصف الثاني الأساسي، لكن قبل نحو شهرين ظهرت عليه علامات المرض الخبيث "سرطان الدم"، وقد نقلناه من مشفى إلى آخر للعلاج وصولا إلى مركز الأورام بمستشفى الكويت في صنعاء.

في تاريخ 24 سبتمبر الماضي، حقن يزن مع أطفال آخرين بجرعة علاجية من عقار "الميثوتركسات"، وهي أول جرعة علاجية خاصة بالسرطان يتلقاها يزن، يقول والده: "نقلناه في اليوم التالي إلى مستشفى الكويت بعدما أصيب بصداع شديد وطرش طوال الليل".

في المستشفى توفي يزن بعد معاناة مع عدد من الأطفال تاركين خلفهم تساؤلات عن أسباب الحادثة الأليمة؟

وقال الموقع إنه تواصل مع د. نسيم العبسي، أخصائية الأطفال في المركز، والتي قالت: "نحن حقنّا في اليوم الأول كان يوم السبت 24 سبتمبر 17 طفلاً، وفي اليوم الثاني 25 سبتمبر، 12 طفلاً، المجموع 29 طفلاً".

وأوضحت: "أربعة أطفال جاءوا ومعهم الميثوتركسات من مصر، هؤلاء الأطفال تم حقنهم وما حصل لهم حاجة، وطفل خامس، بعلاج مختلف، وكمان خمسة أطفال آخرين أخذوا من نفس علاج الميثوتركسات ما حصل لهم أي مضاعفات".

وفي ردها على سؤال عن عدد الأطفال المتوفين بالعقار والمتأثرين به، قالت الدكتورة نسيم العبسي لـ"المصدر أونلاين"، إن "الذين تأثروا بالعقار عددهم 19 طفلا، عشرة منهم توفوا وتسعة ما زالوا احياء أحدهم لا زالت حالته حرجة".

وتابعت: "نحن حقنا 29 طفل، عشرة منهم لم تحصل لهم أي مضاعفات من أي نوع وما رجعوش (لم يعودوا) أساسا إلى المركز، 19 طفل تأثروا؛ توفي منهم عشرة -مع الأسف- وتسعة منهم بخير، أحدهم في العناية المركزة لا زالت حالته حرجة".

تؤكد الطبيبة العبسي أن العقار المستخدم ليس منتهي الصلاحية حسب التاريخ المدون عليه "العقار ليس منتهي الصلاحية، معنا نوعين مستخدمة أحدها الانتهاء حقه في شهر عشرة 2022، والثاني 12 -2022، ونحن أطباء لسنا جلادين، ومستحيل نستخدم دواء والتاريخ حقه منتهي".

وعما إذا كان الدواء المستخدم فاسداً أو مهرباَ، قالت الدكتورة العبسي "ليس لدي خلفية عن هذا ولست في المختبر الدوائي حتى أفحصه إذا كان فاسداً أو كان.. ما عندي خبرة وهذا على المختصين يمكن أن توجه هذا السؤال للمختصين الذين اختصاصهم الدواء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى