باحث: هجمات الحوثيين حرب جديدة على مقدرات الحكومة الشرعية

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> مرّ شهر منذ أن صعّدت جماعة الحوثيين من تهديداتها باستهداف المنشآت النفطية الحيوية، ليأتي هجوم، أمس الأول، على مرفأ للتصدير شرقي البلاد، ويعقد المساعي الأممية والدولية لتجديد الهدنة، ويدفع الأوضاع الاقتصادية السيئة نحو المزيد من الانهيار.

وشهد مرفأ الضبة النفطي الواقع في مديرية الشحر شرقي حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، هجوماً بطائرتين مسيرتين، بالتزامن مع وصول سفينة نفط يونانية للتحميل من المرفأ الواقع على سواحل البحر العربي، في أقوى تصعيد عسكري منذ انتهاء الهدنة مطلع الشهر الجاري.

وتأتي هذه الهجمات بعد تهديدات أطلقها زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب بذكرى سيطرة جماعته على صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي، ضد الشركات وما سماه "نهب الثروة الوطنية"، وتوعد بيان للجماعة عشية انتهاء الهدنة 2 أكتوبر باستهداف شركات النفط والملاحة الدولية العاملة في مناطق نفوذ الحكومة ودول التحالف بقيادة.

وتُعقد الهجمات الحوثية من الأزمة الاقتصادية في البلد الهش، كونها تفاقم من اختلال الميزان التجاري وتضرب مصدراً من أهم موارد العملة الصعبة للحكومة، وفق الباحث اليمني في الشأن الاقتصادي عبدالواحد العوبلي.

ويقول العوبلي إن الهجمات "ليست إلا خطوة ضمن سلسلة الحرب الممنهجة التي تشنها الجماعة على اليمنيين ومصادر رزقهم، ابتداء من نهبهم الاحتياطات النقدية للحكومة، والاستيلاء على موارد الدولة من ضرائب وجمارك ورسوم، وفرض الانقسام النقدي الذي نهبوا من خلاله أموال اليمنيين عبر التحويلات تحت مسمى العملة القديمة والعملة الجديدة، أو عبر الجباية بالقوة التي تقوم بها الجماعة، وصولاً إلى الهجوم المستمر على مأرب في محاولة للاستيلاء على منابع النفط".

ويضيف الباحث في تصريحات لموقع العربي الجديد، "كل هذه حرب نفذتها مليشيا الحوثي منذ انقلابها قبل ثماني سنوات ولا تزال تنفذها، للاستيلاء على مصادر الدولة ورزق اليمنيين.. لا سبيل لوقف هذه الحرب إلا بإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية".

وعن آثار هذه الهجمات على الاقتصاد، قال العوبلي: "بكل بساطة، وقف تصدير النفط يعني وقف تدفق العملة الصعبة التي تصل إلى اليمن عبر التصدير، والتي تصل إلى مليار ونصف المليار دولار تقريبا، وعلى الرغم من محدودية هذا المبلغ إلا أن غيابه سيساهم في تفاقم أزمة الريال اليمني وسيسبب مزيداً من التضخم ومزيدا من الانهيار للريال أمام العملات الصعبة، خصوصاً عندما يزيد اختلال الميزان التجاري عبر غياب هذا المصدر المهم جداً من مصادر العملة الصعبة".

وتأتي الهجمات ضمن تعقيدات المشهد الداخلي اليمني واختلال ميزان القوى بين الأطراف، ولذلك فهو يشكل ضربة لمشروع السلام المعلن عنه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى