​استهداف الموانئ ...وحرب النفط

> استهداف ميناء "الظبة" وبقية الموانئ الجنوبية له أكثر من هدف، فأحد أهدافه منع الجنوبيين من إدارة الملفين الاقتصادي والمالي وهذا هدف تجمع الدولة العميقة الشمالية بطائفيتها في صنعاء أو عصبويتها في الشرعية وأن الحرب ستنتقل من موانئ تصدير النفط الى مواقع انتاجه وسنشهد مسيرات تضرب مواقع الانتاج.
الحوثي يريد إثبات أنه الأقوى عسكريا وسياسيا، الذي لا يهتم باستهدافه الموانئ والسفن التجارية ولا يضع حسابا لعواقب خرق القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المتضمنة للأمن والسلامة البحرية لأنه ببساطة مشروع "انقلابي مدلل" من يومه الأول فأمريكا - من يومه الأول - اعترفت أنه الحاكم التاريخي لليمن، ثم صنفته انقلابا وإرهابا، واخرجته من القائمة وعلى ذات العلاقة سار معه الغرب كاملا وكذا الأمم المتحدة يتعاملون معه بتقية سياسية لاستنزاف التحالف، ولولا تلك الدلال لن يجرؤ على فعلته ‎بضرب ميناء "الضبة النفطي" وغيره من الموانئ.

الحرب بذلك خرجت من محليتها إلى دوليتها وهو آمن من العقوبة الدولية أو حتى من الإدانة الدولية من الأمم المتحدة وغيرها ‏واستهدافه استخفاف بخصومه كلهم، سواءً المجلس الرئاسي أو التحالف، ويؤكد تفوقه ميدانياً وفي المقابل فأنه آمن من التحالف الذي دخل في حالة ضبابية استراتيجية فلا أحد يعلم هل يريد كسر الحوثي أم قبوله كأمر واقع، كما هو ومن خلال هذه الضبابية استطاع الحوثي سياسيا وإعلاميا ودوليا أن يثبت فشل التحالف.

الاستهداف يؤكد أن الحرب دخلت حالة تطابق ما قامت به إيران من حرب الناقلات المشهور في حرب الخليج الأولى وإن تصدير النفط في المنطقة كلها مهدد ليس عبر الموانئ الجنوبية، وهي رسالة إيرانية واضحة عبر الحوثي، بأنه سيخنق تجارة النفط الدولية في كل الموانئ في حالة نشوب أي حرب ضد ايران، ولا يمكن استبعاد فرضية رسالة أمريكية عبر الحوثي جراء الخلاف الأمريكي السعودي بسبب أسعار النفط.

في كل الأحوال ستكون الموانئ والمياه الجنوبية وكذا أماكن إنتاج النفط ساحة حرب وتصفيات قادمة لأكثر من طرف إذا استمرت الضبابية كسمة استراتيجية للتحالف العربي، وكذا إذا ظلت أدوات الفشل اليمنية تتكرر في هذه الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى