> «الأيام» غرفة الأخبار:
- طاهر: كارثة كبرى أن ترى أطراف الصراع نفسها كل الحل
لكن ذات المصادر أشارت إلى قرار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، الذي يحول دون أي هدنة أو تفاوض، إلا أنها قالت إن ذلك القرار يمكن إلغاؤه تحت الضغط الإقليمي أو الدولي باتجاه الحل السياسي، لا سيما مع استمرار الجهود الدولية من خلال المشاورات الجانبية غير المباشرة لفرض تسوية سياسية من خلال تفاوض مباشر.
وأعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، الأحد، اختتام زيارته للعاصمة العمانية مسقط، التي "التقى خلالها كبار المسؤولين في سلطنة عمان ورئيس وفد التفاوض الناطق الرسمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، محمد عبدالسلام"، وحسب مدونة على حسابه في موقع التدوين المصغر "تويتر"، أكد المبعوث "أن المناقشات ركزت على سبيل تجديد الهدنة في اليمن ومواصلة إحراز التقدم نحو تسوية سياسية للنزاع".
وحسب مصادر يمنية، فأن هذه المشاورات الجانبية وغير المباشرة بين الطرفين تتم بدعم أمريكي وبريطاني، وتؤكد إصرار المجتمع الدولي على المضي في التسوية السياسية.
وهو ما أوضحه التصريح الأخير للسفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم مؤكدا دعم بلاده (التي تمسك قلم اليمن في مجلس الأمن) لتجديد الهدنة وإحراز تقدم نحو تسوية سياسية دائمة وشاملة.
واعتبر نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، الباحث والكاتب عبدالباري طاهر، في تصريح لـ "القدس العربي"، هذا الهدوء الحذر الذي يشهده اليمن منذ انقضاء الهدنة يمثل تعطيلًا لمسار الحل السياسي، على حد تعبيره.
ويشترط الحوثيون على الحكومة توسيع بنود الهدنة لتشمل دفع رواتب الموظفين من عائدات تصدير النفط والغاز اليمني التي توجد جميع حقوله في مناطق سيطرة الحكومة، ورفع كامل للحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء وغيرها من الشروط، وهو ما لم يتم الاتفاق عليه.
وقال طاهر: "كل طرف من أطراف الصراع في اليمن، للأسف، يريد أن يحقق مكاسب لصالحه، ولهذا يتم التركيز على أن يكون هذا التفاوض في حدود أطراف الصراع، التي هي أساس الكارثة اليمنية"، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هذه الأطراف جزءًا أساسيًا من الحل، بينما الكارثة الأكبر هي في أنها تريد أن تكون كل الحل، "وهنا نؤكد أن الحل السياسي اليمني لا يمكن أن يتم بدون مشاركة المجتمع المدني والأهلي والقوى الخلاقة في المجتمع اليمني".
ويشهد اليمن على هامش هذا الهدوء، عقب الفشل في تجديد الهدنة، اشتباكات هنا أو هناك، آخرها اشتباكات وقعت بين الحوثيين وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الأحد، في أطراف محافظة لحج جنوب اليمن بالإضافة إلى الهجمات على المنشآت النفطية في حضرموت وشبوة التي عطلت عملية الإنتاج النفطي.
لكن طاهر قال إن الشعب لا يعنيه النفط حاليًا، لأنه يُنهب ويُستنزف لغير صالح اليمن، "فلا تُصرف منه المرتبات ولا يوظف عائدة في حل أي مشكلات من مشاكل النفع العام بما فيها الخدمات الاجتماعية كالتعلم والتطبيب وغيره"، وأضاف:"الشعب اليمني، للأسف، غير مستفيد من هذا النفط، فعائداته تورد للبنك الأهلي السعودي وتُصرف على الحرب، ولا يستفيد منها لا الشمال ولا الجنوب".