​احتجاجات إيران تتصاعد.. وطهران تتهم الغرب بصناعة"داعش جديد"

> طهران «الأيام» وكالات:

> تواصلت احتجاجات إيران، الأحد، للأسبوع السابع على التوالي، في حين اتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي بالسعي لـ"صناعة داعش جديد"، بالتزامن مع إعلان السلطات القضائية ضبط شحنة أسلحة مهربة في محافظة خوزستان، جنوب غربي البلاد.

وأطلقت قوات الأمن الإيرانية، الأحد، الرصاص الحي على محتجين في مدينة "مريوان" الكردية بمحافظة كردستان غربي البلاد، بعدما بدأ الأهالي احتجاجات وإضراباً في الأسواق وأغلقوا عدداً من الشوارع، بحسب شبكة "إيران إنترناشيونال".

وأظهرت مقاطع مصورة اعتداء محتجين على أفراد أمن بمدينة كرج غربي طهران، وإشعال النيران في لوحة إعلانية تحمل صورة المرشد الإيراني علي خامنئي في مدينة يزد (وسط).

كما ردد متظاهرون ليل السبت الأحد، هتافات "هذا العام عام الدم.. سيسقط فيه المرشد"، حسبما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال".

وتشهد إيران احتجاجات منذ نحو شهرين، اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، عن عمر 22 عاماً، بعد 3 أيام على اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة للنساء في البلاد.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرّاً، السبت، إنّ 186 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم على يد القوات الأمنية خلال حملة القمع، أي بزيادة 10 أشخاص منذ الأربعاء.

وقال العميد أحمد طاهري، قائد قوى الأمن الداخلي في مدينة "بمبور" بمحافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران، إن 4 من عناصر القوة لقوا حتفهم في "حادث"، بحسب وكالة أنباء "فارس".

وأوضح قائد الشرطة في المدينة علي رضا صياد أن "الحادث وقع في مركز شرطة المرور عند طريق إيرانشهر-بمبور السريع"، منبهاً إلى أنه "قيد التحقيق" وفق وكالة "إرنا".

و"سيستان وبلوشستان" هي مقاطعة تقطنها غالبية سنية في جنوب شرقي البلاد، على الحدود مع أفغانستان وباكستان، وذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، أنّ 118 شخصاً سقطوا في احتجاجات منفصلة بها، منذ 30 سبتمبر الماضي.

ويبلغ إجمالي الضحايا في 22 محافظة، بحسب المنظمة، ما لا يقل عن 304 أشخاص، بينهم 41 طفلاً و24 امرأة.

داعش جديد

واعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني محمد باقر قاليباف، أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد أظهرت أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي وما وصفها بالمجموعات التابعة له لا يبحثون عن تحقيق مطالب المحتجين "بل يسعون لصنع داعش جديد" من خلال تحويل الاحتجاج إلى "أعمال الشغب والجريمة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

وتابع  قاليباف في بداية جلسة المجلس: "عناصر داعش الجديدة، مثل داعش في سوريا والعراق، تعذب وتقتل الأبرياء دون أي سبب، ومثلهم يفتخرون بنشر الفيديو عن جرائمهم".

وأعرب عن أمله في أن "يستتب الأمن في البلاد خلال أقرب فرصة ممكنة لتمهيد الطريق أمام التحول على مختلف الأصعدة السياسة والاقتصادية والاجتماعية" في إطار النظام السياسي للبلاد.

وفي سياق متصل أفاد مسؤول قضائي إيراني، السبت، بضبط شحنة من الأسلحة والذخائر "المهربة" في مدينة "خرمشهر" بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران.

ونقلت "إرنا" عن مدعي المحاكم العامة والثورية بالمدينة فاخر باوي القول إنه تم ضبط 34 مسدساً وبندقية "كلاشنيكوف" وآلاف من طلقات الرصاص. وأضاف المدعي أنه تم اعتقال شخصين متهمين في هذه القضية.

تصاعد الاحتجاجات

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات، وحركة الإضرابات بعدد من الأسواق، في حين دعا شباب أحياء محافظات طهران ولرستان وتبريز إلى مظاهرات، الأحد، في الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي في جميع أنحاء إيران.

وأظهرت عدة مقاطع مصورة، قيام محتجين بإسقاط عمامات رجال الدين في مدن إيرانية مختلفة.

وتبنّت القوات الأمنية إجراءات جديدة لوقف الاحتجاجات في جامعات العاصمة طهران، السبت، عبر تفتيش الطلاب وإجبارهم على إزالة أقنعة الوجه، حسبما أفاد ناشطون.

لكنّ الطلّاب شوهدوا يتظاهرون ويهتفون "أنا امرأة حرة، أنتم المنحرفون" بجامعة آزاد الإسلامية في مشهد شمال شرقي إيران، في مقطع فيديو نشرته هيئة "بي بي سي فارسي".

كذلك، هتف طلاب في جامعة جيلان بمدينة رشت الشمالية، السبت، "الطالب يموت، لكنّه لا يقبل الإذلال"، حسبما أظهر فيديو نشره ناشط على الإنترنت. ولم تتمكّن وكالة "فرانس برس" على الفور من التحقّق من مقاطع الفيديو.

وفي مدينة قزوين، سُمع العشرات يُطلقون هتافات مشابهة في مراسم عزاء لمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة المتظاهر جواد حيدري.

عقوبات أوروبية

وتخطط دول أوروبية لتوسيع دائرة العقوبات على إيران، لتشمل أفراداً ومنظمات مرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين، فيما تواجه طهران صعوبات اقتصادية مع انخفاض الريال الإيراني إلى أدنى مستوى على الإطلاق.

وأفادت مجلة "دير شبيجل" الألمانية بأن ألمانيا و8 دول أعضاء أخرى بالاتحاد الأوروبي تعتزم توسيع العقوبات المفروضة على طهران لتشمل الأفراد والمنظمات المرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين.

وذكرت المجلة، من دون أن تكشف عن مصادرها، أنه تم تقديم حزمة تضم 31 اقتراحاً في بروكسل، الأربعاء، تستهدف أفراداً ومؤسسات تابعة لقطاع الأمن، وكذلك شركات يرى الأوروبيون أنها مشاركة في قمع المتظاهرين في إيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى